الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 1- نشأة أوتبور ونشاطها في صربيا
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 1- نشأة أوتبور ونشاطها في صربيا
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-01-30 14:36
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-01-30 14:36
- في 5 تشرين الأول 2011 القى سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش محاضرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، وفيها أعلنا صراحة أن منظمة أوتبور تستهدف سوريا منذ عام 2003. لم تكن المعلومة جديدة على متابعي أوتبور، ولكن الجديد كان الإعلان الصريح لأول مرة عن خطة أوتبور طويلة الأمد لاستهداف سوريا من قبل قادة الحركة.
- سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش هما من مؤسسي حركة أوتبور الصربية، ويملكان حاليا معهد كانفاس لتدريس طرق النضال السلمي. ويزعم هذان الشخصان أنهما يدعمان حركات التحرر السلمي في العالم، وينقلان تجربتهما في إسقاط الأنظمة للشعوب الراغبة بالتحرر.
- تأسست أوتبور في صربيا في تشرين الأول عام 1998 وكانت القوة الدافعة خلف إسقاط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش المعادي للهيمنة الأوروبية والأمريكية على أوروبا الشرقية، قامت هذه الحركة بالتعاون مع الإعلام الغربي بشن حملة إعلامية هائلة ومليئة بالأكاذيب عن ميلوسوفيتش، وأثارت ضده الرأي العام في صربيا، وفي حين كان الناتو يقصف صربيا محاولا إسقاط ميلوسوفيتش عسكريا كانت أوتبور تحشد الناس وتستعد لاجتياح الشارع. بعد أن فشلت حملة الناتو العسكرية، وفي 5 تشرين الأول 2000 نجحت أوتبور بتنظيم مظاهرة كبيرة أمام قصر ميلوسوفيتش، فأعلن تنحيه استجابة لطلبات شعبه.
- جاء تنحي ميلوسوفيتش مفاجأة لأوتبور، فقد كانت ماكينتهم الإعلامية تزوّر مختلف أنواع الأكاذيب عنه ، وقد لفقوا له تهمة تنظيم مذابح جماعية، وتهمة إطلاق النار على المواطنين، إضافة إلى تهم ارتكاب جرائم حرب مختلفة وتهم تدمير البنية التحتية لبلده، وتهم أخرى. لم يتوقع الأوتبوريون استسلام ميلوسوفيتش بسهولة رغم أنه يعرف أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
- بعد تنحيه ذهب ميلوسوفيتش إلى منزله، فطارده الأوتبوريون واعتقلوه ثم سلموه لمحكمة الجنايات الدولية، واستغرقت محاكمته عدة سنوات لم تتم إدانته خلالها بأية تهمة، وقد رفض تعيين محام للدفاع ودافع عن نفسه بنفسه، وانتهت المحاكمة بموته بنوبة قلبية في سجن المحكمة.
- بعد إسقاط ميلوسوفيتش أنشأ الأوتبوريون حزبا سياسيا، ودخلوا الانتخابات العامة بقائمة من 250 مرشحا، ولم يتمكن أي من مرشحيهم من النجاح وبقيت الحركة بدون تمثيل برلماني. وفي عام 2004 تعرضت قيادة حزبهم لفضيحة كبيرة بسبب اتهامات بالرشوة وتقاضي الأموال من جهات خارجية، وفي نهاية العام اندمجوا مع حزب آخر، وانتهى نشاطهم السياسي في صربيا.
- في تشرين الثاني 2000 وبعد نجاح تنحي ميلوسوفيتش، نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقا للصحفي روجر كوهن حول أوتبور، وفي هذا التحقيق صرح بول مكارتي مدير منظمة المنح الديمقراطية الأمريكية أن منظمته قدمت لأوتبور 3 مليون دولار بين عامي 1998 و 2000. وأقر مكارتي أنه التقى قادة الحركة عدة مرات. الجدير بالذكر أن منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم.
- في عام 2003 اسس قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) معهد كانفاس للتدريب على تطبيقات النضال اللاعنفي. يزعم المعهد أنه لا يتلقى تمويلا أجنبيا، ولكنه يقر بتدريب آلاف الناشطين حول العالم، وقد صرح بوبوفيتش في فيلم وثائقي أنهم يتعاملون مع ناشطين في 30 دولة حول العالم. هذا المعهد هو حاليا واجهة التنظيم الأوتبوري العالمي.
- رغم أن قادة أوتبور يزعمون أنهم لا يقبلون أي دعم من أية حكومة في العالم، فقد حصلوا في عام 2006 على منحة من المعهد الأمريكي للحرية، وهو مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي، لإعادة إنتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية، ولديهم حاليا منهاج تدريبي لإسقاط الأنظمة باللغة العربية.
- يحصل قادة أوتبور على الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر عبر تمويل دراسة الناشطين في معهدهم، وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبيرمن الناشطين التونسيين والمصريين في المعهد، ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع كلفة سفرهم ودراستهم.
- وفي نفس المحاضرة التي ألقاها في هارفارد، أقسم بوبوفيتش أنهم ليسوا على أية علاقة مع منظمة "احتلوا وول ستريت" التي تقود النضال السلمي ضد الامبريالية داخل أمريكا، ورغم ذلك فقد ألقى أحد قادة أوتبور (إيفان ماروفيتش) كلمة في أحد نشاطات منظمة احتلوا وول ستريت، واتهم لاحقا أنه كان مندسا من قبل وكالة المخابرات الأمريكية للتشويش على الاحتجاجات الأمريكية.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 2- منهاج أوتبور في إسقاط الأنظمة
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 2- منهاج أوتبور في إسقاط الأنظمة
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-01-31 20:04
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-01-31 20:04
- توزع أوتبور منهاجها التدريبي مجانا على الإنترنت، ودليل الطلاب لهذا المنهاج مترجم للعربية ويمكن تنزيله من هنا. يحوي الدليل 50 نقطة حاسمة يجب التدرب عليها لاستخدامها في مختلف المراحل لإسقاط النظام والحصول على السلطة السياسية باستخدام اللاعنف.
- يبدأ المنهج بالتمييز بين السلطة السياسية والقوة السياسية، ويعتبر أن القوة السياسية تستطيع التحكم بالسلطة السياسية، ويعدد عدة مصادر للقوة السياسية ثم يتم التدريب على تحديد مصادر القوة السياسية في المجتمع المستهدف، وطرق إضعافها بهدف السيطرة عليها.
- يركز المنهج أن السلمية أفضل من العنف كوسيلة لإسقاط الأنظمة والحصول على السلطة السياسية.
- ينصح المنهج بالتركيز على القدرات وليس على النوايا، ولذلك يتحالف الأوتبوريون مع من يدعمهم بقوة بغض النظر عن نواياهم بناء على تحليلهم للوضع الحالي، وقد تحالفوا مع الناتو لقصف بلدهم الأصلي صربيا.
- يرى المنهج أنه لا يوجد نضال عفوي ناجح، ويطلب من الأوتبوريين تخطيطا دقيقا لكل نشاط يريدون القيام به، بدءا من الاستراتيجية وصولا إلى طريقة تحقيق الأهداف. ويقول أنه لا توجد نشاطات أوتبورية غير مخططة ولا تخدم الهدف النهائي بالسيطرة على السلطة السياسية.
- يعتبر المنهج أن الاتصالات
إحدى أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في إسقاط الأنظمة، وبالنسبة لهم تشمل
الاتصالات وسائل الإعلام. ويقسم المنهج عملية الاتصال إلى ثلاثة أسس:
- الهدف: وهناك أربعة قطاعات عامة هي: الأعضاء والمساعدين، جمهور أوسع نطاقا يقسم إلى شرائح حسب المجتمع، الحلفاء المحتملين، المجتمع الدولي.
- صياغة الرسالة المناسبة لكل هدف، ويقدم دليلا لتلفيق الرسائل الإعلامية لتزيد تأثيرها، ويدعمه بأمثلة من نمط: نحن ديمقراطيون صادقون نواجه أعداء ديكتاتوريين فاسدين غير شرعيين يتهموننا بالخيانة والإرهاب ويزعمون أنهم وطنيون لا يقهرون.
- حامل الرسالة: يقترح المنهج عدة حوامل حسب القطاع المستهدف، مثلا يجب التراسل مع المنظمات الدولية بالانكليزية عبر الإنترنت، والتراسل مع الجمهور الأوسع باستخدام التلفزيون أو وسائل الإعلام المؤثرة.
- يعتبر المنهج أن من الضروري إشهار الرسائل إعلاميا، والنشاطات العامة إحدى أهم الوسائل، ولذلك يقدم دليلا عمليا على أساليب تنظيم النشاطات العامة، ويحوي فصلا خاصا بعنوان "كيف نسبب المشاكل للخصم". وتركز تكتيكات الأتبوريين على تلميع وجوه إعلامية جديدة ليس لها تاريخ واستخدامها لفترة قصيرة ثم رميها والاستعاضة عنها بوجوه جديدة في حين تبقى قيادة التنظيم في الظل وتشرف على العمل من بعيد.
- بعد أن يتدرب الطالب على الأساسيات ينتقل المنهج إلى التدريب العملي، وهو وضع الاستراتيجيات للاستيلاء على السلطة في المنطقة المستهدفة، ويقسم الاستراتيجيات إلى أربعة مستويات: استراتيجيات كبرى واستراتيجيات مرفقة وتكتيكات ووسائل محددة. في نهاية هذا الدرس يخرج الطلاب باستراتيجية لإسقاط النظام.
- ويدرب المنهج الطلاب على بناء القدرات التكتيكية من خلال الحملات المناسبة لوضع المجتمع المستهدف، ويتطرق لطرق استفزاز الجماهير ويعرض نماذج من الأحداث المؤثرة في المجتمع، ثم يحدد خططا لاستثارة الجماهير ووفق الاستراتيجية التي تم تصميمها، ويصمم الحملات المرافقة لذلك، ويتوسع في شرح طرق التمويل المختلفة بما فيها التمويل الخارجي.
- يقدم المنهج شرحا تفصيليا لطرق بناء فرق العمل وإدارة الموارد البشرية للحملات التي تم تصميمها، ويشمل تدريبات على تجنيد العملاء المتطوعين وتوجيههم وتلبية احتياجاتهم وترقية بعضهم إلى ناشطين. ويفرد المنهج فصلا كاملا لإدارة الوقت وتوزيع النشاطات والناشطين عليه يتم في نهايته تصميم روزنامة إسقاط النظام.
- يعتبر المنهج أن كل النشاطات والحملات يجب أن تقود إلى تجمع كبير، ويخصص تدريبا كبيرا على طريقة تحقيق هذا التجمع بدءا من مرحلة التخطيط. ينصح المنهج بتنفيذ التجمع الكبير عندما تصل قوة الحشد إلى 10% من مجموع السكان.
- يفرد المنهج فصلين كاملين للتدريب على مواجهة الشرطة ومواجهة الاعتقال والتعامل مع القنابل المسيلة للدموع وطرق تفريق المظاهرات، ويقترح القرع على الطبول وأدوات المطبخ كأحد تكتيكات شحذ الهمم في المظاهرات.
- بنهاية المنهج يغادر الطلاب المعهد ومعهم استراتيجية ومجموعة خطط عمل جاهزة وروزنامة لتنفيذ النشاطات وخطة للفبركات الإعلامية وجدول لتوزيع المهام، ويبقى عليهم تحديد ساعة الصفر.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 3- تجربة أوتبور في جورجيا
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 3- تجربة أوتبور في جورجيا
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-07 20:46
- في عام 2000 تم انتخاب إدوارد شيفاردنادزه رئيسا لجورجيا للمرة الثانية، وجاء هذا بعد نجاته من ثلاثة محاولات اغتيال جرت أعوام 1992 و1995 و 1998. وخلال حكمه عمل على تأمين استقرار جورجيا في محيطها المضطرب وعلى توازن علاقاتها مع جارتها القوية روسيا ومع الغرب. ورغم أن الغرب شن حملة إعلامية هائلة تتهم حكمه وأسرته بالفساد، فقد كانت زوجته محررة في صحيفة خاصة، وابنته مديرة استوديو تلفزيوني، وزوجها رجل أعمال أنشأ عدة شركات بتمويل أمريكي وليس بأموال جورجية.
- تعرضت جورجيا خلال حكم شيفاردنادزه لعدة محاولات للتدخل الخارجي، منها مثلا محاولات انفصالية مرفقة بأعمال إرهابية في أوستيتيا وأبخازيا شهدت مقتل حوالي عشرة آلاف جورجي، ولكن حكمه القوي تمكن من إعادة الاستقرار إليها، وأخيرا حصلت جورجيا على عقد بقيمة 3 بليون دولار ممول من الغرب لإقامة خط لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
- في عام 1996 تأسست منظمة "معهد الحرية" للدفاع عن حقوق الإنسان في جورجيا، وكانت بدايتها كحركة وطنية استفادت منها الحكومة واعتمدت العديد من مقترحاتها، خصوصا في مجال الإصلاح السياسي وحماية الأقليات ومحاربة الفساد.
- في عام 2000 بدأت منظمة معهد الحرية تتعرض لانشقاقات من قبل منظمات طلابية جامعية، وقد أدت هذه الانشقاقات إلى ظهور تيار طلابي جديد أطلق على نفسه اسم "كمارا" التي تعني "كفاية" وقد اعتمد تيار كمارا شعارا يكاد يطابق شعار حركة أوتبور الصربية. حصلت كمارا على دعم منظمة معهد الحرية في مشروعها المعلن لمكافحة الفساد في قطاع التعليم.
- حصلت كمارا على تمويل من مؤسسة الحرية الأمريكية، ومن المعهد الديمقراطي الأمريكي ومن الاتحاد الأوروبي ومن مؤسسة المنح الديمقراطية الأمريكية ومعهد الديمقراطية الدولي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومن المجلس الأوروبي. استخدم التمويل لتجنيد الأفراد وتدريبهم على التسويق السياسي، العلاقات العامة، الإعلام، تجنيد الآخرين، مهارات النقاش السياسي، وعلى منهاج إسقاط الأنظمة لدى معهد كانفاس الصربي الذي أسسته أوتبور.
- في عام 2003 كان لدى كمارا تنظيم قوي في كل المدن الجورجية وفي كل الجامعات، وتمكنت من تنظيم انتخابات داخلية لانتخاب "حكومات جامعية" في كل الجامعات الجورجية. قامت هذه الحكومات بالعمل بشكل مستقل بدون إدارة مركزية، ولذلك لم يعرف من كان قائد "كمارا" الحقيقي الذي يضع استراتيجياتها.
- قبيل موعد الانتخابات البرلمانية في جورجا عام 2003 قامت الحكومات الجامعية لحركة كمارا بتنظيم هيئة رقابة غير رسمية على الانتخابات، وبدأت حملة نشاط إعلامي مكثف جعلها اسما لامعا في كل وسائل الإعلام الجورجية والمهتمة بجورجيا.
- جرت الانتخابات البرلمانية في 2 تشرين الثاني 2003، وترافقت باستفتاء عام على تخفيض عدد النواب. وخضعت الانتخابات لرقابة مجموعة من المنظمات الداعمة لحركة كمارا إضافة إلى الحركة نفسها. وفي اليوم التالي أعلنت هذه المنظمات أن الانتخابات قاصرة عن معايير الديمقراطية.
- رغم أن الانتخابات لم تكن رئاسية، فقد أعلن ميخائيل ساكاشفيلي أنه قد ربح الانتخابات مستندا إلى استطلاعات الرأي غير الرسمية، وأعلن أنه لا يقبل إلا نتائج الاستطلاع الذي نظمته مجموعة مراقبة الانتخابات المحلية، ودعا الجماهير للتظاهر في الشارع وللعصيان المدني ضد السلطات، وأعلن مشروعه بإسقاط الرئيس وإعادة الانتخابات.
- تسارعت الأحداث السياسية لاحقا واشتعلت جورجيا بالمظاهرات المؤيدة والمعارضة للرئيس، وفي 23 تشرين الثاني التقى الرئيس شيفاردنادزه مع وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف، وبعد اللقاء خرج ليعلن استقالته من رئاسة جورجيا. بعدها أصبح شيفاردنادزة لاجئا سياسيا في ألمانيا، وهو لا يملك منزلا شخصيا حتى الآن.
- أكد معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي أن البليونير الأمريكي جورج سوروس أنفق 24 مليون دولار خلال ثلاثة أشهر فقط لإسقاط الرئيس شيفاردنادزة، وفي عام 2005 ألقى سوروس خطبة في تبليسي عاصمة جورجيا قال فيها أنه سعيد لأن مؤسسته ساهمت في تمهيد الطريق لثورة جورجيا. وقد تولى العديد من موظفي مؤسسة سوروس مناصب كبيرة في النظام الجورجي الجديد.
- بعد سقوط شيفاردنادزة أصبحت جورجيا دولة معادية لروسيا، وحصلت حرب بينهما، وانتقل التوتر السياسي والعسكري معها إلى العلاقات الاقتصادية كما ارتفعت نسبة البطالة في جورجيا إلى 12.6% عام 2007 وانخفض معدل الدخل الفردي إلى (200 دولار شهريا للأسرة) ليصبح واحد من أقل معدلات الدخل في أوروبا الشرقية.
- اعتمدت سياسة ساكاشفيلي "الإصلاحية" على تحويل الاقتصاد الجورجي من الإنتاج الزراعي إلى السياحة والخدمات، فتحولت من دولة منتجة إلى مستهلكة. ولم تشهد جورجيا تحسنا في مكافحة الفساد إلا بدءا من عام 2006، أي بعد إسقاط النظام بـ 3 سنوات.
- مثل أوتبور، اختفت حركة كمارا بعد اسقاط النظام، وانتقل بعض قادتها ليعملوا مع ثورة أوكرانيا في 2004، ويقول رئيس تحرير إحدى أكبر الصحف في جورجيا أن الرأي العام يعتقد أن جورج سوروس هو الشخص الذي خطط ونفذ عملية إسقاط الرئيس شيفاردنادزة.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 4- تجربة أوتبور في أوكرانيا
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 4- تجربة أوتبور في أوكرانيا
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-10 18:45
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-10 18:45
- تأسست حركة بورا (تعني حان الوقت) عام 2004 من قبل 10 ناشطين أوكرانيين خضعوا لتدريب مكثف لدى منظمة أوتبور الصربية في مدينة نوفيساد، واستخدمت في شعارها اللون البرتقالي المستخدم من قبل أحد الأحزاب السياسية الأوكرانية. وتقول ويكيبيديا أن حركة بورا ارتبطت بعلاقات وثيقة مع حركة كمارا الجورجية التي تلقت تمويلا كبيرا جدا من المنظمات الأمريكية لإسقاط نظام الرئيس شيفاردنادزه كما شاهدنا في الحلقة السابقة.
- قبيل الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في 31 تشرين الأول 2004 قامت حركة بورا بتأسيس جهاز إعلامي لمراقبة الانتخابات يتألف من 150 مجموعة عمل تدار من قبل 72 مركزا وتضم 30 ألف متطوعا مسجلا رسميا لديها.
- قبيل الانتخابات تأسس تحالف جديد بين فيكتور يوشينكو ويوليا تيموشينكو باسم "قوة الشعب"، وجاء في اتفاق التأسيس أنه إذا فاز يوشينكو بالرئاسة سيكلف تيموشينكو برئاسة الحكومة.
- قبيل الانتخابات تعرض يوشينكو لمحاولة تسميم نجا منها، وتم توجيه أصابع الاتهام للحكومة، وشن حملة كبيرة تتهمها بالفساد ومحاولة قتله.
- تنافس في الانتخابات عدة مرشحين أقواهم رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش (حصل على 39.32%) وفيكتور يوشينكو (حصل على 39.87%). لم يشتك أحد من هذه الانتخابات وتقرر إجراء جولة فاصلة بين المرشحين الفائزين في 21 تشرين الثاني 2004.
- بمجرد انتهاء التصويت أعلن يوشينكو أنه فاز في الانتخابات بفارق 11% مستندا إلى استطلاعات الرأي غير الرسمية، واستخدم علاقاته مع الإعلام وقوة منظمة بورا لحشد التأييد له بصفته الرئيس المنتخب، ونزل أنصاره للشوارع للاحتفال، ولكن نتائج الفرز أوضحت أن يانوكوفيتش فاز بفارق 3% من الأصوات، فأعلن يوشينكو لأنصاره المحتفلين أن النظام قام بتزوير الانتخابات.
- قادت حركة بورا مظاهرات احتجاج على تزوير الانتخابات في كل المدن الأوكرانية مستخدمة تقنيات النضال السلمي المعتمدة في منهج أوتبور، واستخدمت المظاهرات ألوان حملة يوشينكو البرتقالية.
- في حركة غير دستورية اجتمع عدد من أعضاء البرلمان الأوكراني ورغم أنهم لم يكملوا نصاب الجلسة، فقد طلبوا من يوشينكو أن يقسم، وقبلوا منه قسم الرئاسة. وبدأ أنصاره يعلنون ولاءهم له ويقسمون على ذلك، مما وضع أوكرانيا على شفير الانقسام في ظل إصرار يوشنكو على انتزاع الحكم مدعوما بوسائل الإعلام الغربية التي لم تكترث للتزوير والنشاطات غير الدستورية التي استند إليها.
- تدخلت المحكمة الدستورية لفض النزاع، و طلبت من البرلمان إقرار مجموعة من الإصلاحات الدستورية، وفي 3 كانون الأول 2004 طلبت المحكمة الدستورية إعادة الانتخابات بسبب استحالة تأكيد نتائجها، وطلبت إعادة الجولة الثانية، وأعلن يوشينكو قبوله "حقنا للدماء، فهو لا يريد أن يشاهد الجثث عائمة فوق نهر الدينيبر" رغم أن الوفاة الوحيدة التي حصلت في الأحداث كانت نتيجة نوبة قلبية.
- أعيدت الانتخابات في 23 كانون الأول وفيها فاز يوشينكو، وقد رفضت المحكمة الدستورية قبول كل الطعون التي قدمها يانوكوفيتش وأعلنت يوشينكو فائزا رئيسا جديدا للبلاد.
- خلال فترة الاضطرابات حصل يوشينكو على دعم من كل الحركات الدائرة في فلك أوتبور في أوروبا، وقد حصل عشرات الناشطين الأوروبيين الشباب على تمويل ليحضروا إلى أوكرانيا ويشاركوا بالثورة.
- نشرت مئات الوثائق عن تحويلات مالية تتعلق بشراء الذمم في معسكر يوشنكو، وتقول هيئة الإذاعة البريطانية أن الملياردير الروسي بيريزوفسكي دفع ملايين الدولارات لتمويل استمرار المظاهرات المؤيدة ليوشينكو بشكل يومي.
- خلال الأحداث قدمت الصحافة الروسية عدة تقارير توضح المخالفات المتعددة في معسكر يوشينكو، وتوضح دور عملاء الغرب في التظاهرات.
- في 2010 ألغت المحكمة الدستورية الأوكرانية التعديلات الدستورية التي أدت إلى فوز يوشينكو معتبرة أنها "غير دستورية"
- قال الرئيس الروسي بوتين أن منظمي الاحتجاجات في روسيا عام 2011 كانو مستشاري الثورة ليوشينكو وأنهم يحاولون استنساخ ثورته في روسيا.
- بعد الأحداث انقسمت بورا إلى جناحين، جناح يسعى ظاهريا إلى تطهير أوكرانيا من أنصار النظام السابق، ويتألف بشكل أساسي من مقاولي الثورة المعنيين بتصديرها إلى الخارج بالتعاون مع أوتبور. وحزب سياسي سمي حزب القانون والإصلاح دخل الانتخابات البرلمانية عام 2006 وفشل في الحصول على أي مقعد في البرلما
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 5- تجربة أوتبور في قرغيزستنان
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 5- تجربة أوتبور في قرغيزستنان
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-13 14:30
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-13 14:30
- لا تعرف المنظمة الأتبورية التي قادت الثورة القرغيزية حتى الآن، وهناك شكوك حول دور واحدة من منظمتين تحملان نفس الاسم (كلكل Kelkel)، إحدى المنظمتين دعمت الاستقرار والأخرى ساهمت في الفوضى العارمة التي اجتاحت قرغيزستان.
- من المعروف وجود قاعدة جوية أمريكية في العاصمة بيشكيك، وأن بعض قادة الثورة الجورجية قد أشرفوا على تنظيم المعارضة القرغيزية وتحضيرها للثورة.
- في 27 شباط 2005 أقيمت الانتخابات البرلمانية في قرغيزستان، وقد قالت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أنها كانت أفضل من سابقتها، رغم أنها لم تصل بعد للمستوى المطلوب. في حين أن عدة منظمات دولية أخرى أشادت بالانتخابات وحريتها ونزاهتها.
- قبل نهاية الانتخابات اندلعت أعمال عنف في عدة مدن قرغيزية، واستمر التصعيد بعد إعلان نتائج الانتخابات. وفي 18 آذار قام المتظاهرون الغاضبون باحتلال مقر المحافظ بعد نجاحهم بإحراق بعض المباني الحكومية في عدة مدن.
- حاولت الشرطة فرض الأمن، فتصدى لها المحتجون ودمروا لها عدة مقرات بزجاجات المولوتوف، وسادت الفوضى في البلاد. فدعت أمريكا إلى ضبط النفس من قبل الطرفين رغم أنه لا يوجد طرف آخر واضح يواجه النظام.
- في 19 آذار عقد بضعة آلاف من المحتجين مؤتمرا أعلنوا فيه برلمانا للثورة وقرروا التصعيد حتى إسقاط الرئيس.
- في 21 آذار هاجم حوالي 1000 شخص عدة مباني في مدينة أوش بينها محطة القطار والمطار والتلفزيون، وألقوا القبض على عدد من رجال الشرطة وضربوهم وأذلوهم علنا.
- بتوسيع سيطرتها على مباني الحكومة بدأت المعارضة المشتتة بمحاولة توجيه جهودها واختارت روزا أوتونبايفا كزعيمة لها، وأعلنت الزعيمة لاحقا أن رجال الشرطة والأمن ينشقون عن النظام وينضمون لها بشكل يومي.
- شهدت العاصمة بيشكيك أول أعمال شغب في 23 آذار ولكن الشرطة سيطرت عليها واعتقلت عددا من المنظمين، فحضر آلاف الأشخاص من كل أنحاء البلاد في اليوم التالي واحتلوا التلفزيون ومقر الحكومة وفرضوا الأمر الواقع على النظام، فأعلنت المحكمة الدستورية إلغاء نتائج الانتخابات.
- في 26 آذار حاول أنصار الرئيس تنظيم تجمع في العاصمة، فتصدى لهم المحتجون وفرقوهم بالقوة.
- بعد أن فقد السيطرة على العاصمة، أعلن الرئيس استقالته في 2 نيسان وغادر العاصمة.
- بعد استقالة الرئيس استشرت الشائعات، وازداد العنف وشهدت البلاد عدة اشتباكات بين محتجين ورجال الأمن استخدمت فيها الأسلحة النارية، وفي 7 نيسان حصلت مواجهات عنيفة في العاصمة أسفرت عن قتل 76 شخصا وجرح حوالي 1500.
- وسط هذه الأجواء أجريت انتخابات رئاسية في قرغيزستان في تموز 2005 فاز فيها كرمان بيك باكييف، ولكنه عجز عن ضبط الأوضاع واستمرت الفوضى وأعمال الشغب، فاضطر للاستقالة في نيسان عام 2007، وتفاقمت الفوضى بعد استقالته أيضا.
- أعيد انتخاب ياكييف في 2009 واندلعت ثورة أخرى ضده عام 2010 وما تزال هذه الدولة غير مستقرة منذ بدء تدخل الأتبوريين في شؤونها.
- نشرت عدة وسائل إعلام بينها النيويورك تايمز تقارير عن أن تدفق الأموال الأمريكية من المنظمات الحكومية وغير الحكومية الأمريكية قد ساهمت في دفع أنصار المعارضة إلى وضع البلاد على طريق الخراب، وقد أكدت وزارة الخارجية بعض هذه الاتهامات جزئيا.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 6- تجربة أوتبور في بيلاروسيا
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 6- تجربة أوتبور في بيلاروسيا
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-14 19:56
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-14 19:56
- التقت كونداليزا رايس مع مجموعة من الناشطين البلاروسيين في ليتوانيا عام 2005، لم تعرف تفاصيل اللقاء، ولكن هؤلاء الناشطين أسسوا حركة زوبر Zubr (تعني البيسون، وهو أحد أنواع الثيران) بعد عودتهم إلى بلدهم، وتمتعت حركتهم بدعم سياسي ومالي كبير من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
- بدأت الحركة بتجارب حشد الجماهير، وأطلقت ثورة الجينز على شكل تجمعات صامتة لشباب يرتدون الجينز.
- في 23 كانون الأول 2005 ألقي القبض على ثلاثة من قادة الحركة بتهمة تعاطي المخدرات.
- في شباط 2006 ألقي القبض على أربعة من قادة الحركة بتهم مختلفة بتهم مخالفة بضعة قوانين.
- مع إسقاط قادتها فشلت حركة زوبر في تأسيس قاعدة شعبية في بيلاروسيا قبل انتخابات عام 2006.
- مع توقيف القادة انكشفت المؤامرة وقال الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو "في بيلاروسيا لن تحدث ثورة وردية ولا ثورة برتقالية، ولا حتى ثورة موز".
- حشدت زوبر ومن خلفها أوتبور كل الناشطين الأوروبيين للمساهمة في إسقاط نظام لوكاشينكو في انتخابات عام 2006، واختارت دعم ألكساندر ميلينكييفيتش من بين كل المرشحين للانتخابات.
- قاد ميلينكييفيتش حملة انتخابية شبيهة بحملة يوشنكو في أوكرانيا، وقال للأسوشييتد برس "أنا أعتقد أن بيلاروسيا ستكون أوكرانيا القادمة"
- تعامل قادة أوروبا مع ميلينكيفيتش على أنه رئيس بيلاروسيا القادم، واستقبل استقبالا رسميا في ألمانيا وفرنسا والتقى مع رئيس الاتحاد الأوروبي، وحصل على دعم أوروبا كلها في حملته الانتخابية.
- في يوم الانتخابات استعدت زوبر بوسائلها التقليدية، وهي الإعلام المجيش و مراقبة الانتخابات وادعاء تزويرها.
- بمجرد انتهاء الانتخابات أطلقت مراقبو الانتخابات ادعاءات متعددة بحدوث تزوير، ودخلت لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة لتدين انتهاكات حقوق الإنسان بحق الناخبين، وبدأ تجييش الشارع في بيلاروسيا، وخرجت عدة مظاهرات تحمل شعار زوبر إضافة إلى علم اعتبروه "علم الاستقلال البيلاروسي"
- أدرك الشعب البيلاروسي المخطط الذي يريد الغرب جره إليه، فرفض المشاركة في الاحتجاجات، واتضح أن سياسات لوكاشينكو الاشتراكية تحصل على تأييد الناخبين البيلاروسيين الذين منحوه 83% من الأصوات.
- أصرت حكومة لوشينكو على تطبيق القانون بحق المخالفين والمشاركين في الأعمال الاحتجاجية غير المرخصة، وألقي القبض على ميلينكييفيتش وزج في السجن لمدة 15 يوما، ثم اعتقل لاحقا عدة مرات بتهم تزوير جواز السفر وتمت محاكمته غيابيا بتهمة مغادرة البلاد بشكل غير قانوني.
- بعد انتخابات 2006 اختفت حركة زوبر ولكن بعض الناشطين انتقلوا إلى بولونيا وأسسوا منظمات لحقوق الإنسان، ويبدو أنهم يحضرون للجولة القادمة.
- ما تزال نسبة البطالة تتابع انخفاضها في بيلاروسيا، وتعتبر نسبة التوظيف إلى القوة العاملة فيها حاليا النسبة الأعلى منذ بدء الإحصائيات في عام 1995.
- توضح تجربة بيلاروسيا أن تطبيق القانون بصرامة ضد كل المخالفين أمر حيوي في هزيمة المخطط الأتبوري، فالأتبوريون يبنون كل خططهم على خرق القوانين وعدم الإعتراف بالدستور، ويختارون عملاءهم من الأشخاص الذين لا يهتمون أبدا للأنظمة والقوانين.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 7- تجربة أوتبور في فنزويلا
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 7- تجربة أوتبور في فنزويلا
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-19 00:36
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-19 00:36
- فنزويلا بلد ديمقراطي منذ عام 1958، وقد تعرض لعدة أزمات سياسية واقتصادية ولكن شعبه حمى الديمقراطية وأسقط محاولات الانقلاب.
- انتخب هوغو شافيز رئيسا عام 1998 وأطلق حملة إصلاحات دستورية ضد الفساد وسيطرة عملاء أمريكا على النفط الفنزويلي، ولذلك تعرض عام 2002 لانقلاب عسكري، وقام بعده الشعب بإسقاط الإنقلاب وأعاده إلى الحكم رغم أنف العسكر وعملاء أمريكا في غمار أزمة سياسية واقتصادية كبيرة.
- في 2004 حضر قادة أوتبور إلى أمريكا لإجراء دورات تدريبية للمعارضة الفنزويلية، وبدأ الأوتبوريون نشاطهم ضد الرئيس شافيز بإطلاق منظمة مطابقة لأوتبور في كل شيء استخدمت الاسم Resistencia وقبضة أوتبور ملونة بألوان العلم الفنزويلي.
- اعتمدت استراتيجية أوتبور على إسقاط رمزية شافيز والقيم التي يمثلها، وبدأ مثلا توزيع صور غيفارا الشهيرة بوجه خنزير، واستخدمت الحملات شعارات تحمل رموزا أمريكية بينها العلم الأمريكي.
- أعيد انتخاب شافيز رئيسا عام 2006 بأغلبية كبيرة متفوقا على 13 منافسا في الجولة الأولى، وتابع سياساته المناهضة للامبريالية والهيمنة الأمريكية على العالم.
- في عام 2007 أوقفت الحكومة رخصة البث الأرضي لإحدى شبكات التلفزيون. لم يؤد هذا القرار إلى توقف المحطة فقد تابعت بثها عبر الكايبل والقمر الصناعي، ورغم ذلك فقد أثار هذا جدلا واسعا داخل المجتمع الفنزويلي.
- أجرت العديد من الشركات عمليات مسح للرأي العام فوجدت معارضة قوية لإيقاف البث الأرضي للشبكة، وقال أحد الإحصائيات أن 74% من الشعب يعتقد أن إيقاف الشبكة يؤذي الديمقراطية.
- قرر الأوتبوريين استغلال هذه الحادثة لإثارة الشباب ضد الحكومة، وانطلقت حملة لتحرير القناة حصلت على تمويل عالمي من عدة منظمات بينها فريدم هاوس.
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 8- تجربة أوتبور في تونس
الأوتبوريون: نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. 8- تجربة أوتبور في تونس
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-20 21:12
أرسلت من قبل: الأيهم بتاريخ : 2012-02-20 21:12
- بدأ التخطيط للربيع العربي منذ عام 2006، وبين عام 2006 و2010 تلقت عدة منظمات تونسية مئات ألوف الدولارات من مؤسسة المنح الديمقراطية الأمريكية و مؤسسة سوروس وعدة مؤسسات أمريكية أخرى كانت جميعا من ممولي الثورات الملونة في أوروبا الشرقية.
- في وقت سابق لتشرين الثاني 2009 (لم أستطع تحديده بدقة) تأسست منظمة تكريز التي تعرف نفسها ك "مجموعات شبابية مستقلة" وترفع شعار "حرية، حقيقة، سرية" وتقول الصورة الوحيدة التي تظهر على موقعها المتوقف للصيانة منذ أول العام أن نشاطاتها تشمل "عمليات مختصة، اندساس، تسلل، عصيان، استخبارات، تضامن، تحرك ميداني، دهاء، كشف حقائق، شجاعة، مقاومة، شغب، إبداع فني"
- في 24 آب 2010 أطلقت صفحة الثورة التونسية ضد بن علي، وحملت شعارا مستمدا من شعار حركة تكريز، في حين رفعمؤسس الصفحة شعار القبضة الأوتبورية.
- في 16 تشرين الأول 2010 أطلقت تكريز نداءا يدعو التونسيين إلى التوحد والمقاومة من أجل الحريات، وذلك عبر الانضمام إلى تكريز.
- دعت تكرير الشعب التونسي للتظاهر يوم 13 كانون الأول 2010، لم يستجب أحد لهذه الدعوة ولم يشهد اليوم أية أحداث غير طبيعية في تونس.
- بعد ذلك بأربعة أيام (17 كانون أول 2010) أحرق محمد بوعزيزي نفسه أما قسم الشرطة في مدينة سيدي بوزيد. لا تعرف تفاصيل الحادثة، وقد ثبت كذب الكثير من الروايات التي تناولت الحادثة.
- استغلت تكريز الحادثة فقامت بإطلاق حملة فبركات ونسج قصص خيالية عن بوعزيزي، وشمل التزوير نسخ صورة فيسبوك لشخص آخر يحمل نفس الاسم وتوزيعها على أن الشخص الآخر هو من أحرق نفسه، وساهمت عدة قنوات إعلامية في نشر الخدعة حتى تحول بوعزيزي الآخر إلى بطل في مخيلة الكثيرين، بينما كان يجاهد ليقنع العالم أنه مازال حيا.
- في الأيام التالية شهدت تونس عدة حوادث "انتحار مزعوم" غامضة. وبسبب تتالي حوادث الانتحار المزعوم بدأ الناس بالقلق، وانطلق اعتصام في سيدي بوزيد تضامنا مع بوعزيزي.
- احتاجت الثورة للمزيد من الدم، وفي 24 كانون الأول شهدت مدينة بوزيان حادثة إطلاق نار من قبل الشرطة راح ضحيتها محمد عماري إضافة إلى عدة مصابين، وقال ضباط الشرطة أنهم أطلقوا النار ردا على إطلاق نار استهدفهم. واستغل الإعلام هذه الحادثة ليقول أن نظام بن علي يقتل المتظاهرين السلميين، في حين اعتقلت الشرطة عدة صحفيين أجانب اتضح أنهم قناصون يستهدفون رجال الأمن والمتظاهرين.
- أثار الدم التونسي النازف الشعب التونسي، وساهمت الحملة الإعلامية الدولية في تشويه صورة النظام، فبدأت مظاهرات من عشرات أو مئات الناشطين بالانطلاق في المدن الأخرى، وفي 27 كانون الأول خرجت أكبر تظاهرة من ألف شخص في العاصمة تونس.
- تحولت المظاهرات إلى أعمال شغب، وبدأ مئات المتظاهرين بإحراق أبنية الدولة والحزب الحاكم، وأصبحت تونس تحت تهديد الفوضى، وفي يوم 11 كانون الثاني 2011 قرر الرئيس نشر الجيش لدعم الشرطة في حفظ النظام وتم فرض حظر التجول على مناطق واسعة من البلاد.
- دخل حزب التحرير الإسلامي على الخط، وقام بتنظيم مظاهرات واسعة بعد صلاة الجمعة في 14 كانون الثاني (1 + 2 +3) للمطالبة بإسقاط النظام وإقرار حكم الخلافة الإسلامي، شارك آلاف الرجال (بدون نساء تقريبا) في هذه المظاهرات في كل أنحاء البلاد (1 + 2 + 3)، وفي نفس اليوم غادر بن علي تونس وأعلن سقوط النظام.
- خلال حكم بن علي، تضاعفت الدخل القومي للمواطن التونسي ثلاثة أضعاف وقد قال تقرير أمريكي نشر في 2010 أن تونس أحد أسود افريقيا الاقتصادية مرجعا السبب إلى سياساتها الاقتصادية التي أدت لنمو مستقر في الدخل القومي بمعدل 5% سنويا.
- في عام 2009 صنف تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي تونس كأكثر اقتصاد افريقي تنافسية، وجاءت بالمرتبة 40 عالميا متفوقة على تركيا (المرتبة 61) والاتحاد الروسي (المرتبة 63)
- كان بن علي ملتزما بمكافحة الفقر، وقد أدى صندوق التكافل الاجتماعي الذي أسسه لتخفيض الفقر في تونس من 7.4% عام 1990 إلى 3.8% عام 2005.
- هناك مؤشرات عديدة على تراجع الاقتصاد التونسي بشكل كبير بعد الثورة بسبب الفوضى وانهيار السياحة وتراجع الاستثمار الخارجي.
- في كانون الثاني 2012 (الشهر الماضي) ظهرت بوادر التفكك على حركة تكريز، بعد قيام أحد مؤسسيها (صلاح الدين كشوك) بتأسيس حزب سياسي تحت الترخيص اسمه (حزب القراصنة).
- منذ أواخر كانون الثاني 2012 هناك اتجاه بين ناشطي تونس لدعم سوريا حكومة وشعبا في وجه المؤامرة الأتبورية، ولم تتضح بعد أسباب أو دوافع هذا الموقف، على أمل اكتشافها قريبا.
الإشادة بالضمير
الإشادة بالضمير
نورمان سولومون Norman Solomon
نُشِرَ بتاريخ 2 مارس.
2012
قبل أن يُحكم على ضابط الجيش الأمريكي كيفن بندرمان بالسجن لمدة 15 شهراً لرفضه العودة إلى العراق والالتحاق بوحدته العسكرية هناك، فقد قال كيفن للقاضي العسكري بأن تصرفه هذا كان بسبب الضمير وليس الاستخفاف بالواجب، جاء هذا الخبر بحسب ما نشره تقرير وكالة أنباء أسوشييتد بريس. وتردف الوكالة قائلة بأنَّ كيفن بندرمان والبالغ من العمر حوالي الـ 40، والذي يعمل كميكانيكي عسكري، قد رفض الذهاب في رحلة قتالية ثانية في كانون الثاني، مشيراً بان الدمار والمآسي التي شهدها عام 2003 خلال الاجتياح غيـّرته وجعلته ضد الحرب.
وقد كتبت زوجته مونيكا بندرمان قبل ثلاثة أسابيع قائلة:
لقد عاد كيفن مدركاً بان الحرب باطلة، وهي تمثل أشدّ انحطاط البشرية في الوجود وتشبه التصرفات الحيوانية الوحشية. لقد رأى بأم عينيه كيف الحرب تدمر المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال. وأبصر كيف الحرب تدمر الأُسر والعلاقات والبلد. وقد فطن إلى أنَّ ذلك يحدث ليس للبلد المحتل فقط بل للبلد الذي أحتل كذلك. وأدرك بان أفضل طريقة لإنقاذ الجنود هو من خلال عدم الانخراط بالحروب.
وفي يوم 28 تموز 2005 قال كيفن بندرمان في المحكمة العسكرية:
بالرغم من أنّ البعض يعتبر عملي هذا هو عمل ضد الجنود، فإني أتمنى لكل واحد من الجنود أنّ ينعموا في بلدهم ويعيشوا بسلام ويهتموا بأسرهم وتربية أبنائهم. لا أريد لأي فرد كان أن يصاب بأذى في أية ساحة قتال كانت.
غير أنَّ البنتاغون يحاول فرض سلطته لجعل القضية من نوع مختلف عن قضية حق رفض حمل السلاح بدافع الضمير - C.O.. وما كتبته مونيكا بندرمان في مطلع تموز يصح الآن أكثر من قبل، فقالت:
لقد اعتبره الجيش مذنباً... بجرائم لم يرتكبها ووضعوه في السجن... ذلك الذي هو بالحقيقة سجين (بسبب الضمير C.O.)، لشجاعته بإطاعة قانون الأخلاق.
كما تضيف:
إنَّ مواجهة الحقيقة أمر صعب، وهي مخيفة أيضاً حتى لأولئك الذين لا يخشون من مواجهتها عندما يبدءون الكلام جهاراً. قال أحد الأشخاص مرة لي بأن قضية زوجي يجب أن تحسب كقضية الأخلاق فوق القانون. وأصلّي لله ألا ينحرف هذا البلد انحرافاً طافحاً بحيث ينسى الناس الفرق بين الاثنين.
وكما يخبرنا القول الحكيم: الحقيقة هي أولى ضحايا الحرب. ولكن هناك ضحية أخرى قبلها ألا وهي... الضمير... الذي يـُخـمد بنسق مطرد في أصداء غرف صحافة البلد. وفي شبكات التلفزة، فالأصوات تبدو عادة رقيقة لكن بالحقيقة يتكلم الناس بصخب. وعلى النقيض من هذا فان الضمير الإنساني قريب من الهمس، ويصعب سماعه.
إنَّ التركيز على الضمير يجعلنا بشر، وهذا ما تفتقر إليه وسائل الإعلام. وبالرغم من كل الفروق بين الإنسان والحيوان، فقد كتب داروين: "أنَّ البعد الخلقي للضمير هو الأهم وإلى حدّ بعيد." وهذا ما يقدمه إياه لنا كيفن بندرمان، الذي هو الآن في السجن.
نورمان سولومون Norman Solomon
نُشِرَ بتاريخ 2 مارس.
2012
قبل أن يُحكم على ضابط الجيش الأمريكي كيفن بندرمان بالسجن لمدة 15 شهراً لرفضه العودة إلى العراق والالتحاق بوحدته العسكرية هناك، فقد قال كيفن للقاضي العسكري بأن تصرفه هذا كان بسبب الضمير وليس الاستخفاف بالواجب، جاء هذا الخبر بحسب ما نشره تقرير وكالة أنباء أسوشييتد بريس. وتردف الوكالة قائلة بأنَّ كيفن بندرمان والبالغ من العمر حوالي الـ 40، والذي يعمل كميكانيكي عسكري، قد رفض الذهاب في رحلة قتالية ثانية في كانون الثاني، مشيراً بان الدمار والمآسي التي شهدها عام 2003 خلال الاجتياح غيـّرته وجعلته ضد الحرب.
وقد كتبت زوجته مونيكا بندرمان قبل ثلاثة أسابيع قائلة:
لقد عاد كيفن مدركاً بان الحرب باطلة، وهي تمثل أشدّ انحطاط البشرية في الوجود وتشبه التصرفات الحيوانية الوحشية. لقد رأى بأم عينيه كيف الحرب تدمر المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال. وأبصر كيف الحرب تدمر الأُسر والعلاقات والبلد. وقد فطن إلى أنَّ ذلك يحدث ليس للبلد المحتل فقط بل للبلد الذي أحتل كذلك. وأدرك بان أفضل طريقة لإنقاذ الجنود هو من خلال عدم الانخراط بالحروب.
وفي يوم 28 تموز 2005 قال كيفن بندرمان في المحكمة العسكرية:
بالرغم من أنّ البعض يعتبر عملي هذا هو عمل ضد الجنود، فإني أتمنى لكل واحد من الجنود أنّ ينعموا في بلدهم ويعيشوا بسلام ويهتموا بأسرهم وتربية أبنائهم. لا أريد لأي فرد كان أن يصاب بأذى في أية ساحة قتال كانت.
غير أنَّ البنتاغون يحاول فرض سلطته لجعل القضية من نوع مختلف عن قضية حق رفض حمل السلاح بدافع الضمير - C.O.. وما كتبته مونيكا بندرمان في مطلع تموز يصح الآن أكثر من قبل، فقالت:
لقد اعتبره الجيش مذنباً... بجرائم لم يرتكبها ووضعوه في السجن... ذلك الذي هو بالحقيقة سجين (بسبب الضمير C.O.)، لشجاعته بإطاعة قانون الأخلاق.
كما تضيف:
إنَّ مواجهة الحقيقة أمر صعب، وهي مخيفة أيضاً حتى لأولئك الذين لا يخشون من مواجهتها عندما يبدءون الكلام جهاراً. قال أحد الأشخاص مرة لي بأن قضية زوجي يجب أن تحسب كقضية الأخلاق فوق القانون. وأصلّي لله ألا ينحرف هذا البلد انحرافاً طافحاً بحيث ينسى الناس الفرق بين الاثنين.
وكما يخبرنا القول الحكيم: الحقيقة هي أولى ضحايا الحرب. ولكن هناك ضحية أخرى قبلها ألا وهي... الضمير... الذي يـُخـمد بنسق مطرد في أصداء غرف صحافة البلد. وفي شبكات التلفزة، فالأصوات تبدو عادة رقيقة لكن بالحقيقة يتكلم الناس بصخب. وعلى النقيض من هذا فان الضمير الإنساني قريب من الهمس، ويصعب سماعه.
إنَّ التركيز على الضمير يجعلنا بشر، وهذا ما تفتقر إليه وسائل الإعلام. وبالرغم من كل الفروق بين الإنسان والحيوان، فقد كتب داروين: "أنَّ البعد الخلقي للضمير هو الأهم وإلى حدّ بعيد." وهذا ما يقدمه إياه لنا كيفن بندرمان، الذي هو الآن في السجن.
أخطر تهديد للسلام العالمى
أخطر تهديد للسلام العالمى
نعوم تشومسكي
لاحظت صحيفة وول ستريت جورنال، فى تغطيتها للمناظرة الانتخابية الرئاسية الأمريكية حول السياسة الخارجية أن « الدولة الوحيدة التى ورد ذكرها فى المناظرة أكثر من إسرائيل، هى إيران، التى تعتبرها معظم دول الشرق الأوسط أخطر تهديد للأمن فى المنطقة». واتفق المرشحان على أن امتلاك إيران للقدرة النووية يعتبر أخطر تهديد للمنطقة، إن لم يكن للعالم، مثلما أعلن رومنى، مؤكدا وجهة النظر التقليدية.
وفيما يتعلق بإسرائيل، تسابق المرشحان على إعلان إخلاصهما لها، غير أن المسئولين الإسرائيليين غير راضين. فقد كانوا يأملون أن تكون لهجة رومنى أكثر عدوانية، وفقا لما ذكرت الصحيفة. فلم يكن كافيًا أن يطالب رومنى بألا يسمح لإيران «بالوصول إلى أى قدر من القدرة النووية».
ولم يكن العرب راضين أيضًا، لأنهم يتخوفون من أن مسألة إيران كان «يتم مناقشتها من منظور أمن إسرائيل، وليس منظور أمن المنطقة»، بينما تم تجاهل المخاوف العربية بوجه عام وهى المعالجة التقليدية، مرة أخرى.
ويثير موضوع الصحيفة، مثل موضوعات صحفية عديدة أخرى حول إيران، تساؤلات شائكة من دون إجابة، من بينها: من بالتحديد يرى إيران أخطر تهديد أمنى؟ وماذا يعتقد العرب (ومعظم العالم) حول ما يمكن عمله فى مواجهة التهديد، أيا كان؟
ومن السهل الإجابة عن السؤال الأول. حيث يعتبر «التهديد الإيرانى» هاجسًا مسيطرًا على الغرب، يشترك فيه الطغاة العرب، وليس السكان العرب.
ومثلما أظهرت استطلاعات عديدة للرأى، لا يعتبر المواطنون العرب، إيران تهديدًا خطيرًا، رغم أنهم بوجه عام لا يحبونها. بل إنهم يرون الخطر فى إسرائيل والولايات المتحدة، ويعتبر الكثيرون وأحيانا بأغلبيات كبيرة أن الأسلحة النووية الإيرانية ردا على هذه التهديدات.
ويتفق بعض كبار المسئولين الأمريكيين مع مفهوم المواطنين العرب. ومن بين هؤلاء، الجنرال لى بتلر، وهو رئيس سابق للقيادة الاستراتيجية. وقال، فى 1998، «من الخطر الشديد، فى مرجل البغضاء الذى نسميه الشرق الأوسط» أن تمتلك دولة واحدة إسرائيل ترسانة أسلحة نووية، و«تلهم بقية الدول أن تفعل مثلها».
غير أن الأكثر خطورة، سياسة الردع النووى، التى كان بتلر من أبرز مهندسيها لسنوات عديدة. وهى السياسة التى كتب فى عام 2012 «إنها صيغة لكارثة كاملة»، ودعا الولايات المتحدة وغيرها من القوى النووية إلى قبول التزاماتها وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووى، من أجل إبداء «النية الحسنة» للتخلص من طاعون الأسلحة النووية.
وتلتزم هذه الدول التزاما قانونيا بمواصلة هذه الجهود بصورة جادة، ففى 1996، قضت محكمة العدل الدولية بأن: «هناك التزاما قائما لإبداء حسن النية وإجراء مفاوضات تفضى إلى نزع السلاح النووى بكل جوانبه فى ظل رقابة مشددة وفعالة.» وفى 2002، أعلنت إدارة جورج دبليو بوش عدم التزامها بهذا التعهد.
ويبدو أن أغلبية كبيرة من العالم تشارك العرب رؤيتهم حول التهديد الإيرانى. فقد ساندت حركة عدم الانحياز بقوة حق إيران فى تخصيب اليورانيوم، وكان مؤتمر قمة الحركة المنعقد فى طهران أغسطس الماضى، أحدث دلائل هذا التأييد.
وقد وجدت الهند، أكبر دول الحركة سكانًا، سبيلا للتحايل على العقوبات المالية الأمريكية المرهقة على إيران. حيث يجرى تنفيذ خطط لربط ميناء شاباهار الإيرانى، وقد تم تجديده بمساعدة هندية، إلى آسيا الوسطى عبر أفغانستان. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن العلاقات التجارية فى تزايد مستمر، ولولا الضغوط الأمريكية القوية، لتحسنت هذه العلاقات الطبيعية إلى حد كبير.
وتقوم الصين، التى تتمتع بصفة مراقب فى حركة عدم الانحياز، بنفس المحاولات الى حد كبير. حيث أخذت الصين فى مد مشروعات التنمية غربا، بما فى ذلك مبادرات إعادة طريق الحرير القديم من الصين إلى أوروبا. ويربط خط سكك حديدية عالية السرعة بين الصين وكازاخستان وما حولها. ومن المفترض أن يصل الخط إلى تركمانستان، الغنية بموارد الطاقة، وربما يتصل بإيران ويمتد إلى تركيا وأوروبا.
واستولت الصين أيضا على ميناء جوادار الرئيسى فى باكستان، مما مكنها من الحصول على البترول من الشرق الأوسط، مع تفادى مضيقى هرمز وملقا، حيث تختنق حركة المرور، مع سيطرة الولايات المتحدة عليهما. وتفيد تقارير الصحافة الباكستانية بأنه «يمكن نقل واردات البترول الخام من إيران، ودول الخليج العربى وأفريقيا برا الى شمال غرب الصين عن طريق الميناء».
وفى مؤتمر طهران أغسطس الماضى، أعادت حركة عدم الانحياز مطالبتها المستمرة منذ فترة طويلة بتخفيف أو إنهاء تهديد الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط من خلال إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ومن الواضح أن التحركات فى هذا الاتجاه، تشكل السبيل الأكثر مباشرة والأقل مشقة للتغلب على التهديدات. ويؤيدها العالم كله تقريبا.
وظهرت الشهر الماضى، فرصة جيدة للمضى قدما فى تنفيذ هذه التدابير، عندما كان من المقرر عقد مؤتمر دولى بشأن هذه المسألة فى هلسنكى. وقد انعقد مؤتمر بالفعل، ولكنه لم يكن ذلك الذى كان مخططا. ولم تشارك سوى المنظمات غير الحكومية فى المؤتمر البديل، الذى استضافه اتحاد السلام فى فنلندا. فقد ألغت واشنطن المؤتمر الدولى فى نوفمبر، بعد فترة وجيزة من موافقة ايران على الحضور.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس إن المبرر الرسمى لإدارة أوباما هو «الاضطراب السياسى فى المنطقة، وموقف إيران الذى يتسم بالتحدى لحظر الانتشار النووى»، فضلا عن عدم وجود توافق «حول كيفية التعامل مع المؤتمر». ويعتبر هذا السبب الإشارة المؤكدة إلى حقيقة أن الدولة النووية الوحيدة فى المنطقة إسرائيل رفضت الحضور، واصفة طلب حضورها بأنه «إكراه».
ومن الواضح أن إدارة أوباما تلتزم بموقفها السابق من أن «الظروف لن تكون سليمة، مالم تشارك جميع دول المنطقة»، ولن تسمح الولايات المتحدة باتخاذ تدابير لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش الدولى، كما لن تنشر الولايات المتحدة معلومات عن «طبيعة وحجم المنشآت والأنشطة النووية الإسرائيلية.»
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية إن «مجموعة الدول العربية، ودول حركة عدم الانحياز، اتفقت على مواصلة الضغط من أجل عقد مؤتمر لإعلان الشرق الأوسط، منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل».
وفى الشهر الماضى، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إسرائيل إلى الانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووى بغالبية 174 صوتا مقابل ستة أصوات. وكان التصويت بلا من قبل المجموعة المعتادة:
إسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وبالاو.
وبعد بضعة أيام، قامت الولايات المتحدة بإجراء اختبار الأسلحة النووية، وحظرت، مرة أخرى على المفتشين الدوليين دخول موقع الاختبار فى نيفادا. واحتجت إيران، وكذلك رئيس بلدية هيروشيما وبعض جماعات السلام اليابانية.
وبالطبع، تتطلب إقامة منطقة خالية من السلاح النووى، تعاون القوى النووية: وهى تشمل فى الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإسرائيل، الرافضتين للفكرة. وينطبق نفس الأمر فى أماكن أخرى. ومازالت مناطق فى أفريقيا والمحيط الهادى فى انتظار تنفيذ الأمر، لأن الولايات المتحدة تصر على الاحتفاظ بقواعد الأسلحة النووية فى الجزر التى تسيطر عليها، وتطويرها.
ومع انعقاد اجتماع المنظمات غير الحكومية فى هلسنكى، تم تنظيم حفل عشاء فى نيويورك تحت رعاية معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو فرع من اللوبى الإسرائيلى. ووفقا لتغطية متحمسة لـ «حفل» أعدتها الصحافة الإسرائيلية، أكد دينيس روس، إليوت أبرامز وغيرهما من «كبار المستشارين السابقين لأوباما وبوش» للحضور أن «الرئيس سيضرب (إيران) العام القادم اذا لم تنجح الدبلوماسية» وهى هدية الحفل الأكثر جاذبية.
ويصعب على الأمريكيين إدراك كيف فشلت الدبلوماسية مرة أخرى، لسبب بسيط: ليس هناك ما ينشر تقريبًا فى الولايات المتحدة، عن مصير أوضح الطرق لمواجهة «التهديد الأخطر».. إقامة منطقة منزوعة السلاح النووى فى الشرق الأوسط.
-----------------------------
نعوم تشومسكي
لاحظت صحيفة وول ستريت جورنال، فى تغطيتها للمناظرة الانتخابية الرئاسية الأمريكية حول السياسة الخارجية أن « الدولة الوحيدة التى ورد ذكرها فى المناظرة أكثر من إسرائيل، هى إيران، التى تعتبرها معظم دول الشرق الأوسط أخطر تهديد للأمن فى المنطقة». واتفق المرشحان على أن امتلاك إيران للقدرة النووية يعتبر أخطر تهديد للمنطقة، إن لم يكن للعالم، مثلما أعلن رومنى، مؤكدا وجهة النظر التقليدية.
وفيما يتعلق بإسرائيل، تسابق المرشحان على إعلان إخلاصهما لها، غير أن المسئولين الإسرائيليين غير راضين. فقد كانوا يأملون أن تكون لهجة رومنى أكثر عدوانية، وفقا لما ذكرت الصحيفة. فلم يكن كافيًا أن يطالب رومنى بألا يسمح لإيران «بالوصول إلى أى قدر من القدرة النووية».
ولم يكن العرب راضين أيضًا، لأنهم يتخوفون من أن مسألة إيران كان «يتم مناقشتها من منظور أمن إسرائيل، وليس منظور أمن المنطقة»، بينما تم تجاهل المخاوف العربية بوجه عام وهى المعالجة التقليدية، مرة أخرى.
ويثير موضوع الصحيفة، مثل موضوعات صحفية عديدة أخرى حول إيران، تساؤلات شائكة من دون إجابة، من بينها: من بالتحديد يرى إيران أخطر تهديد أمنى؟ وماذا يعتقد العرب (ومعظم العالم) حول ما يمكن عمله فى مواجهة التهديد، أيا كان؟
ومن السهل الإجابة عن السؤال الأول. حيث يعتبر «التهديد الإيرانى» هاجسًا مسيطرًا على الغرب، يشترك فيه الطغاة العرب، وليس السكان العرب.
ومثلما أظهرت استطلاعات عديدة للرأى، لا يعتبر المواطنون العرب، إيران تهديدًا خطيرًا، رغم أنهم بوجه عام لا يحبونها. بل إنهم يرون الخطر فى إسرائيل والولايات المتحدة، ويعتبر الكثيرون وأحيانا بأغلبيات كبيرة أن الأسلحة النووية الإيرانية ردا على هذه التهديدات.
ويتفق بعض كبار المسئولين الأمريكيين مع مفهوم المواطنين العرب. ومن بين هؤلاء، الجنرال لى بتلر، وهو رئيس سابق للقيادة الاستراتيجية. وقال، فى 1998، «من الخطر الشديد، فى مرجل البغضاء الذى نسميه الشرق الأوسط» أن تمتلك دولة واحدة إسرائيل ترسانة أسلحة نووية، و«تلهم بقية الدول أن تفعل مثلها».
غير أن الأكثر خطورة، سياسة الردع النووى، التى كان بتلر من أبرز مهندسيها لسنوات عديدة. وهى السياسة التى كتب فى عام 2012 «إنها صيغة لكارثة كاملة»، ودعا الولايات المتحدة وغيرها من القوى النووية إلى قبول التزاماتها وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووى، من أجل إبداء «النية الحسنة» للتخلص من طاعون الأسلحة النووية.
وتلتزم هذه الدول التزاما قانونيا بمواصلة هذه الجهود بصورة جادة، ففى 1996، قضت محكمة العدل الدولية بأن: «هناك التزاما قائما لإبداء حسن النية وإجراء مفاوضات تفضى إلى نزع السلاح النووى بكل جوانبه فى ظل رقابة مشددة وفعالة.» وفى 2002، أعلنت إدارة جورج دبليو بوش عدم التزامها بهذا التعهد.
ويبدو أن أغلبية كبيرة من العالم تشارك العرب رؤيتهم حول التهديد الإيرانى. فقد ساندت حركة عدم الانحياز بقوة حق إيران فى تخصيب اليورانيوم، وكان مؤتمر قمة الحركة المنعقد فى طهران أغسطس الماضى، أحدث دلائل هذا التأييد.
وقد وجدت الهند، أكبر دول الحركة سكانًا، سبيلا للتحايل على العقوبات المالية الأمريكية المرهقة على إيران. حيث يجرى تنفيذ خطط لربط ميناء شاباهار الإيرانى، وقد تم تجديده بمساعدة هندية، إلى آسيا الوسطى عبر أفغانستان. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن العلاقات التجارية فى تزايد مستمر، ولولا الضغوط الأمريكية القوية، لتحسنت هذه العلاقات الطبيعية إلى حد كبير.
وتقوم الصين، التى تتمتع بصفة مراقب فى حركة عدم الانحياز، بنفس المحاولات الى حد كبير. حيث أخذت الصين فى مد مشروعات التنمية غربا، بما فى ذلك مبادرات إعادة طريق الحرير القديم من الصين إلى أوروبا. ويربط خط سكك حديدية عالية السرعة بين الصين وكازاخستان وما حولها. ومن المفترض أن يصل الخط إلى تركمانستان، الغنية بموارد الطاقة، وربما يتصل بإيران ويمتد إلى تركيا وأوروبا.
واستولت الصين أيضا على ميناء جوادار الرئيسى فى باكستان، مما مكنها من الحصول على البترول من الشرق الأوسط، مع تفادى مضيقى هرمز وملقا، حيث تختنق حركة المرور، مع سيطرة الولايات المتحدة عليهما. وتفيد تقارير الصحافة الباكستانية بأنه «يمكن نقل واردات البترول الخام من إيران، ودول الخليج العربى وأفريقيا برا الى شمال غرب الصين عن طريق الميناء».
وفى مؤتمر طهران أغسطس الماضى، أعادت حركة عدم الانحياز مطالبتها المستمرة منذ فترة طويلة بتخفيف أو إنهاء تهديد الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط من خلال إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ومن الواضح أن التحركات فى هذا الاتجاه، تشكل السبيل الأكثر مباشرة والأقل مشقة للتغلب على التهديدات. ويؤيدها العالم كله تقريبا.
وظهرت الشهر الماضى، فرصة جيدة للمضى قدما فى تنفيذ هذه التدابير، عندما كان من المقرر عقد مؤتمر دولى بشأن هذه المسألة فى هلسنكى. وقد انعقد مؤتمر بالفعل، ولكنه لم يكن ذلك الذى كان مخططا. ولم تشارك سوى المنظمات غير الحكومية فى المؤتمر البديل، الذى استضافه اتحاد السلام فى فنلندا. فقد ألغت واشنطن المؤتمر الدولى فى نوفمبر، بعد فترة وجيزة من موافقة ايران على الحضور.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس إن المبرر الرسمى لإدارة أوباما هو «الاضطراب السياسى فى المنطقة، وموقف إيران الذى يتسم بالتحدى لحظر الانتشار النووى»، فضلا عن عدم وجود توافق «حول كيفية التعامل مع المؤتمر». ويعتبر هذا السبب الإشارة المؤكدة إلى حقيقة أن الدولة النووية الوحيدة فى المنطقة إسرائيل رفضت الحضور، واصفة طلب حضورها بأنه «إكراه».
ومن الواضح أن إدارة أوباما تلتزم بموقفها السابق من أن «الظروف لن تكون سليمة، مالم تشارك جميع دول المنطقة»، ولن تسمح الولايات المتحدة باتخاذ تدابير لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش الدولى، كما لن تنشر الولايات المتحدة معلومات عن «طبيعة وحجم المنشآت والأنشطة النووية الإسرائيلية.»
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية إن «مجموعة الدول العربية، ودول حركة عدم الانحياز، اتفقت على مواصلة الضغط من أجل عقد مؤتمر لإعلان الشرق الأوسط، منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل».
وفى الشهر الماضى، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إسرائيل إلى الانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووى بغالبية 174 صوتا مقابل ستة أصوات. وكان التصويت بلا من قبل المجموعة المعتادة:
إسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وبالاو.
وبعد بضعة أيام، قامت الولايات المتحدة بإجراء اختبار الأسلحة النووية، وحظرت، مرة أخرى على المفتشين الدوليين دخول موقع الاختبار فى نيفادا. واحتجت إيران، وكذلك رئيس بلدية هيروشيما وبعض جماعات السلام اليابانية.
وبالطبع، تتطلب إقامة منطقة خالية من السلاح النووى، تعاون القوى النووية: وهى تشمل فى الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإسرائيل، الرافضتين للفكرة. وينطبق نفس الأمر فى أماكن أخرى. ومازالت مناطق فى أفريقيا والمحيط الهادى فى انتظار تنفيذ الأمر، لأن الولايات المتحدة تصر على الاحتفاظ بقواعد الأسلحة النووية فى الجزر التى تسيطر عليها، وتطويرها.
ومع انعقاد اجتماع المنظمات غير الحكومية فى هلسنكى، تم تنظيم حفل عشاء فى نيويورك تحت رعاية معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو فرع من اللوبى الإسرائيلى. ووفقا لتغطية متحمسة لـ «حفل» أعدتها الصحافة الإسرائيلية، أكد دينيس روس، إليوت أبرامز وغيرهما من «كبار المستشارين السابقين لأوباما وبوش» للحضور أن «الرئيس سيضرب (إيران) العام القادم اذا لم تنجح الدبلوماسية» وهى هدية الحفل الأكثر جاذبية.
ويصعب على الأمريكيين إدراك كيف فشلت الدبلوماسية مرة أخرى، لسبب بسيط: ليس هناك ما ينشر تقريبًا فى الولايات المتحدة، عن مصير أوضح الطرق لمواجهة «التهديد الأخطر».. إقامة منطقة منزوعة السلاح النووى فى الشرق الأوسط.
-----------------------------
كيف يمكن فهم سياسات قطر تجاه الثورات العربية؟
كيف يمكن فهم سياسات قطر تجاه الثورات العربية؟
إيمان رجب
ربما تبدو قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تتبنى سياسة خارجية نشطة، تعرف ما تريده تحديدا، وتسعى لتجنب مالا تريده، وذلك رغم حالة الثورة التي تسيطر على المنطقة، وما أنتجته من حالة "عدم يقين" بما ستئول إليه الأوضاع فيها، وهي ما جعلت مواقف الدول العربية الأخرى، بما في ذلك التي لم تشهد أي عمليات ثورية أو احتجاجات داخلية، تتسم بالتردد حول المسار الذي يجب أن تتبعه في دعم الثورة في هذه الدولة أو تلك.
وتكشف متابعة السياسة القطرية منذ تفجر حالة الثورة في المنطقة العربية مطلع عام 2011، عن أن الدول الصغيرة، التي منها قطر، لها نمط مميز لسياستها الخارجية، يعكس مخاوفها، ومصالحها، ويمتاز في جزء كبير منه بغياب "تأثير" الأيديولوجية وغلبة الطابع البراجماتي. والحديث عن سياسة خارجية مميزة للدول الصغيرة ليس فيه أي نوع من المبالغة، فالدول الصغيرة لها وضع مختلف، سواء على مستوى المدركات، أو على مستوى السياسات التي تتبعها لتحقيق مصالحها.
وتفسر غلبة الطابع البراجماتي على سياسات الدول الصغيرة مواقف قطر التي فيها قدر كبير من التناقض تجاه قضايا محددة، مثل دعمها القضية الفلسطينية، واستضافتها العديد من قيادات حركة حماس، في الوقت الذي تحتفظ فيه بعلاقات "جيدة" مع إسرائيل، في مخالفة لموقف مجلس التعاون، الذي هي عضو فيه، من مسألة التطبيع مع إسرائيل.
حقائق جديدة
كما تكشف سياسات قطر تجاه الثورات العربية عن عدد من الحقائق "الجديدة"، الخاصة بطبيعة علاقاتها كدولة صغيرة، مع جارتها الكبيرة، السعودية، وبأدوات إدارتها سياستها الخارجية. وتستدعي هذه الحقائق "الجديدة" إعادة النظر في الكثير من المعتقدات التي تمسك بها المهتمون بمنطقة الخليج، وتعاملوا معها كـ "حقائق" غير قابلة للنقاش عن المنطقة.
ومن هذه الحقائق أنه من الواضح أن قطر تتحرك "بما لا يضر" المصالح السعودية في الخليج، وربما يكون هناك تنسيق معها، وهذا يكشف عن بعد آخر للعلاقات السعودية -القطرية لا يحظى بقدر كاف من المناقشة من قبل المتابعين لشئون الخليج، والذين اهتموا بتحليل أبعاد التنافس القطري-السعودي، ومحاولات خروج قطر من "العباءة" السعودية، وما يفترضه ذلك من أن قطر قد تتحرك بما يضر مصالح السعودية. وفكرة التنافس والصراع هذه مبنية على افتراض أن الدول الصغيرة تسعى دوما لتحدي الدولة الكبيرة المجاورة، وهو ما لا تدعمه السياسات القطرية.
ومن الواضح أن سياسات قطر تجاه الوضع في اليمن، وتجاه الحرب الأهلية في ليبيا، وتجاه العنف في سوريا، لا تتحرك بما يضر المصالح السعودية، بل إن النتيجة النهائية لها تصب في مصالح السعودية.
فعلى سبيل المثال، لعبت قطر دورا رئيسيا في الكشف عن الخلية الإيرانية التي استهدفت تفجير السفارة السعودية في البحرين خلال نوفمبر الماضي، والذي كان بتنسيق ما مع السعودية، كما تلعب قطر دورا رئيسيا في زيادة الضغوط على النظام السوري، والذي سيترتب على سقوطه خسارة إيران لحليف رئيسي لها، وهو ما سيفيد السعودية التي تتنافس مع إيران على دوائر النفوذ في المنطقة.
فهناك العديد من الدبلوماسيين العرب الذين أكدوا أن قطر لعبت دورا رئيسيا في مسألة تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وطرح فكرة إيفاد المراقبين العرب إلى سوريا، ثم أخيرا طرح فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا.
سياسات داخلية محافظة
من ناحية ثانية، تعد قطر أكثر الدول الخليجية التي لم تشهد عمليات إصلاح، طوال العقد الماضي، فما شهدته من إصلاحات لم يرق إلى حجم الإصلاحات التي شهدتها البحرين أو السعودية مثلا. ورغم ذلك، فإنها أكثر الدول سعيا وراء دعم مطالب الشعوب بالتغيير.
وبالتالي، فإن غلبة الطابع المحافظ على نظامها السياسي، وغياب الديناميكيات التي تعجل من عملية إصلاح النظام القطري، لم يترجما إلى سياسة خارجية "محافظة" تجاه عمليات التغيير في الدول العربية الأخرى.
والمفارقة الكبيرة تتضح، عند مقارنة سياسة قطر تجاه الوضع في سوريا بسياسة تونس بعد انتخاب رئيسها، فالأخيرة تبدو أكثر محافظة ورفضا لفكرة تدويل القضية السورية أو حتى تعريبها.
وقد اعتمدت قطر في سياستها الخارجية الداعمة للتغيير، حتى فترة قريبة، على الدعم المالي واللوجيستي، وعلى الدعم الإعلامي من خلال قناة الجزيرة، واتجهت أخيرا للاعتماد على التدخل العسكري، كما في حالتي البحرين وليبيا.
ويعد الاستثناء الوحيد في السياسة القطرية تجاه التغيير هو الحالة السعودية، فهناك تجاهل قطري للحراك الداخلي الذي تشهده السعودية. فحتى البحرين التي يعد التعليق على مطالب المعارضة فيها بالتغيير أمرا حساسا، بالنسبة للدول الخليجية، تمت تغطية ما يجري فيها في قناة الجزيرة الإنجليزية، بعدما اتخذ قرار بعدم متابعة التطورات فيها في قناة الجزيرة العربية.
وهذا التناقض بين "سكون" الوضع الداخلي في قطر، ونشاط سياستها الخارجية الداعمة للتغيير في دول أخرى، لم يخلق لقطر حتى الآن أي مشاكل داخلية، ربما لنجاح النخبة الحاكمة فيها، خاصة رئيس وزرائها الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، في خلق منطقة عازلة بين سياستها الخارجية وقضاياها الداخلية، والتي يحتاج تآكلها إلى فترة من الزمن.
ومن ناحية ثالثة، بدأت قطر تدرك أن فاعلية سياستها الخارجية لا يمكن أن تتحقق بالاعتماد على المال والإعلام، وتنشيط دبلوماسية الوساطة في الصراعات الإقليمية، مثل وساطتها بين الحوثيين والنظام اليمني، وبين المعارضة السودانية ونظام البشير، وأخيرا بين الولايات المتحدة وطالبان. فهناك إدراك بأنه قد يتطلب الأمر في حالات محددة أن تلجأ للقوة العسكرية، شأنها في ذلك شأن القوى الكبرى.
وبالتالي، لا يعني بالضرورة صغر حجم قطر كدولة، مقارنة بالسعودية أو بمصر مثلا، استبعادها الأداة العسكرية في تنفيذ أهداف سياستها الخارجية، ولكن يلاحظ في الوقت ذاته، ولاعتبارات خاصة بحجمها، تفضيلها استخدام هذه القوة العسكرية في إطار جماعي.
ففي حالة البحرين، تم إرسال القوات القطرية، في سابقة من نوعها في إطار قوات درع الجزيرة التي دعمت النظام الحاكم في البحرين في مارس 2011، ودافع رئيس وزراء قطر عن تدخل قوات درع الجزيرة، وتحدث صراحة عن رفضه وصفها بـ"قوات الاحتلال".
كما شاركت قطر عسكريا، إلى جانب الإمارات والأردن، في عمليات الناتو التي لعبت دورا مهما في إسقاط نظام معمر القذافي، وشاركت إلى جانب القوات الليبية في عمليات برية، إلى جانب مشاركتها في فرض المنطقة العازلة.
إن ما يحرك قطر هو مصالحها، والتي يلعب صغر حجمها كدولة دورا مهما في تعريف ماهيتها وكيفية تنفيذها، وفي تحديد الدول التي يمكن أن تتحالف معها، والدول التي تفضل أن ترتبط بها بعلاقات دبلوماسية غير نشطة. ورغم ما يوفره حجمها من مميزات، فإن هناك حدودا لقدرتها على اتباع سياسة خارجية نشطة، لعل أهمها ما يتعلق بحجم "الشرعية" الإقليمية لسياساتها الخارجية، والتي لم تتم إثارتها بجدية حتى الآن.
إيمان رجب
ربما تبدو قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تتبنى سياسة خارجية نشطة، تعرف ما تريده تحديدا، وتسعى لتجنب مالا تريده، وذلك رغم حالة الثورة التي تسيطر على المنطقة، وما أنتجته من حالة "عدم يقين" بما ستئول إليه الأوضاع فيها، وهي ما جعلت مواقف الدول العربية الأخرى، بما في ذلك التي لم تشهد أي عمليات ثورية أو احتجاجات داخلية، تتسم بالتردد حول المسار الذي يجب أن تتبعه في دعم الثورة في هذه الدولة أو تلك.
وتكشف متابعة السياسة القطرية منذ تفجر حالة الثورة في المنطقة العربية مطلع عام 2011، عن أن الدول الصغيرة، التي منها قطر، لها نمط مميز لسياستها الخارجية، يعكس مخاوفها، ومصالحها، ويمتاز في جزء كبير منه بغياب "تأثير" الأيديولوجية وغلبة الطابع البراجماتي. والحديث عن سياسة خارجية مميزة للدول الصغيرة ليس فيه أي نوع من المبالغة، فالدول الصغيرة لها وضع مختلف، سواء على مستوى المدركات، أو على مستوى السياسات التي تتبعها لتحقيق مصالحها.
وتفسر غلبة الطابع البراجماتي على سياسات الدول الصغيرة مواقف قطر التي فيها قدر كبير من التناقض تجاه قضايا محددة، مثل دعمها القضية الفلسطينية، واستضافتها العديد من قيادات حركة حماس، في الوقت الذي تحتفظ فيه بعلاقات "جيدة" مع إسرائيل، في مخالفة لموقف مجلس التعاون، الذي هي عضو فيه، من مسألة التطبيع مع إسرائيل.
حقائق جديدة
كما تكشف سياسات قطر تجاه الثورات العربية عن عدد من الحقائق "الجديدة"، الخاصة بطبيعة علاقاتها كدولة صغيرة، مع جارتها الكبيرة، السعودية، وبأدوات إدارتها سياستها الخارجية. وتستدعي هذه الحقائق "الجديدة" إعادة النظر في الكثير من المعتقدات التي تمسك بها المهتمون بمنطقة الخليج، وتعاملوا معها كـ "حقائق" غير قابلة للنقاش عن المنطقة.
ومن هذه الحقائق أنه من الواضح أن قطر تتحرك "بما لا يضر" المصالح السعودية في الخليج، وربما يكون هناك تنسيق معها، وهذا يكشف عن بعد آخر للعلاقات السعودية -القطرية لا يحظى بقدر كاف من المناقشة من قبل المتابعين لشئون الخليج، والذين اهتموا بتحليل أبعاد التنافس القطري-السعودي، ومحاولات خروج قطر من "العباءة" السعودية، وما يفترضه ذلك من أن قطر قد تتحرك بما يضر مصالح السعودية. وفكرة التنافس والصراع هذه مبنية على افتراض أن الدول الصغيرة تسعى دوما لتحدي الدولة الكبيرة المجاورة، وهو ما لا تدعمه السياسات القطرية.
ومن الواضح أن سياسات قطر تجاه الوضع في اليمن، وتجاه الحرب الأهلية في ليبيا، وتجاه العنف في سوريا، لا تتحرك بما يضر المصالح السعودية، بل إن النتيجة النهائية لها تصب في مصالح السعودية.
فعلى سبيل المثال، لعبت قطر دورا رئيسيا في الكشف عن الخلية الإيرانية التي استهدفت تفجير السفارة السعودية في البحرين خلال نوفمبر الماضي، والذي كان بتنسيق ما مع السعودية، كما تلعب قطر دورا رئيسيا في زيادة الضغوط على النظام السوري، والذي سيترتب على سقوطه خسارة إيران لحليف رئيسي لها، وهو ما سيفيد السعودية التي تتنافس مع إيران على دوائر النفوذ في المنطقة.
فهناك العديد من الدبلوماسيين العرب الذين أكدوا أن قطر لعبت دورا رئيسيا في مسألة تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وطرح فكرة إيفاد المراقبين العرب إلى سوريا، ثم أخيرا طرح فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا.
سياسات داخلية محافظة
من ناحية ثانية، تعد قطر أكثر الدول الخليجية التي لم تشهد عمليات إصلاح، طوال العقد الماضي، فما شهدته من إصلاحات لم يرق إلى حجم الإصلاحات التي شهدتها البحرين أو السعودية مثلا. ورغم ذلك، فإنها أكثر الدول سعيا وراء دعم مطالب الشعوب بالتغيير.
وبالتالي، فإن غلبة الطابع المحافظ على نظامها السياسي، وغياب الديناميكيات التي تعجل من عملية إصلاح النظام القطري، لم يترجما إلى سياسة خارجية "محافظة" تجاه عمليات التغيير في الدول العربية الأخرى.
والمفارقة الكبيرة تتضح، عند مقارنة سياسة قطر تجاه الوضع في سوريا بسياسة تونس بعد انتخاب رئيسها، فالأخيرة تبدو أكثر محافظة ورفضا لفكرة تدويل القضية السورية أو حتى تعريبها.
وقد اعتمدت قطر في سياستها الخارجية الداعمة للتغيير، حتى فترة قريبة، على الدعم المالي واللوجيستي، وعلى الدعم الإعلامي من خلال قناة الجزيرة، واتجهت أخيرا للاعتماد على التدخل العسكري، كما في حالتي البحرين وليبيا.
ويعد الاستثناء الوحيد في السياسة القطرية تجاه التغيير هو الحالة السعودية، فهناك تجاهل قطري للحراك الداخلي الذي تشهده السعودية. فحتى البحرين التي يعد التعليق على مطالب المعارضة فيها بالتغيير أمرا حساسا، بالنسبة للدول الخليجية، تمت تغطية ما يجري فيها في قناة الجزيرة الإنجليزية، بعدما اتخذ قرار بعدم متابعة التطورات فيها في قناة الجزيرة العربية.
وهذا التناقض بين "سكون" الوضع الداخلي في قطر، ونشاط سياستها الخارجية الداعمة للتغيير في دول أخرى، لم يخلق لقطر حتى الآن أي مشاكل داخلية، ربما لنجاح النخبة الحاكمة فيها، خاصة رئيس وزرائها الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، في خلق منطقة عازلة بين سياستها الخارجية وقضاياها الداخلية، والتي يحتاج تآكلها إلى فترة من الزمن.
ومن ناحية ثالثة، بدأت قطر تدرك أن فاعلية سياستها الخارجية لا يمكن أن تتحقق بالاعتماد على المال والإعلام، وتنشيط دبلوماسية الوساطة في الصراعات الإقليمية، مثل وساطتها بين الحوثيين والنظام اليمني، وبين المعارضة السودانية ونظام البشير، وأخيرا بين الولايات المتحدة وطالبان. فهناك إدراك بأنه قد يتطلب الأمر في حالات محددة أن تلجأ للقوة العسكرية، شأنها في ذلك شأن القوى الكبرى.
وبالتالي، لا يعني بالضرورة صغر حجم قطر كدولة، مقارنة بالسعودية أو بمصر مثلا، استبعادها الأداة العسكرية في تنفيذ أهداف سياستها الخارجية، ولكن يلاحظ في الوقت ذاته، ولاعتبارات خاصة بحجمها، تفضيلها استخدام هذه القوة العسكرية في إطار جماعي.
ففي حالة البحرين، تم إرسال القوات القطرية، في سابقة من نوعها في إطار قوات درع الجزيرة التي دعمت النظام الحاكم في البحرين في مارس 2011، ودافع رئيس وزراء قطر عن تدخل قوات درع الجزيرة، وتحدث صراحة عن رفضه وصفها بـ"قوات الاحتلال".
كما شاركت قطر عسكريا، إلى جانب الإمارات والأردن، في عمليات الناتو التي لعبت دورا مهما في إسقاط نظام معمر القذافي، وشاركت إلى جانب القوات الليبية في عمليات برية، إلى جانب مشاركتها في فرض المنطقة العازلة.
إن ما يحرك قطر هو مصالحها، والتي يلعب صغر حجمها كدولة دورا مهما في تعريف ماهيتها وكيفية تنفيذها، وفي تحديد الدول التي يمكن أن تتحالف معها، والدول التي تفضل أن ترتبط بها بعلاقات دبلوماسية غير نشطة. ورغم ما يوفره حجمها من مميزات، فإن هناك حدودا لقدرتها على اتباع سياسة خارجية نشطة، لعل أهمها ما يتعلق بحجم "الشرعية" الإقليمية لسياساتها الخارجية، والتي لم تتم إثارتها بجدية حتى الآن.
الإعلام البناء والمثقف الهدام
بقلم النائب الأستاذ: التاقي مولاي ابراهيم
الإعلام البناء والمثقف الهدام
بقلم النائب الأستاذ: التاقي مولاي ابراهيم
لقد لعبت بعض المواقع الإلكترونية الصحراوية دورا بارزا في سبيل فضح السياسات المغربية الرامية إلى إجهاض حقوقنا المشروعة في بناء دولة ذات سيادة ينعم شعبها بحريته وخيراته المعرضة للنهب والاستغلال الفظيع من قبل المحتل المغربي، ولم يقتصر دور هذه المواقع على هذا الجانب من معركتنا ضد العدو بل تعداه إلى العمل على إبراز مكامن الضعف في سياستنا وكشف التجاوزات الحاصلة ومن يقف ورائها حتى يتسنى لنا بناء دولة الحق والقانون والعدالة التي ننشدها جميعا، ولابد في هذا المقام من الإشادة بالدور الطلائعي الذي لعبته ولا زالت تلعبه مواقع مثل وكالة المغرب العربي المستقلة للأنباء و المستقبل الصحراوي والتغيير والمصير من أجل تنوير الرأي العام الصحراوي بكل حيثيات المعركة التحريرية ضد العدو المغربي من جهة ومعركة البناء السليم لمؤسسات الدولة الصحراوية من جهة أخرى.
ولكن للأسف الشديد فإن بعض المثقفين الذين تمنحهم المواقع الإلكترونية فرصة الإدلاء بأراءهم وأفكارهم هم أقرب إلى تقديم خدمة مجانية للعدو من خدمة قضيتهم وشعبهم ، من خلال كتابات تحريضية مثيرة للقلاقل والفتن من اجل تشتيت الصف الصحراوي والعودة به إلى مراحل ما قبل الإعلان التاريخي للوحدة الوطنية، وبالتالي تحويل المعركة من معركة بيننا والعدو إلى معركة صحراوية صحراوية، وهذا ما تطمح إليه إدارة الاحتلال المغربي حتى يتسنى لها نسف المشروع الوطني المتمثل في التحرر والإنعتاق والعودة إلى الوطن وعلم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يرفرف خفاقا في أجوائه.
إنهم أشبه بطيور الظلام التي تهوى الصيد في الليالي الحالكة حين تخلد النسور والصقور للراحة، تجدهم يتربصون وينبشون في الذاكرة الجماعية للصحراويين عساهم يجدوا ما يكتبون عنه لإثارة النعرات وخلق الشقاقات ،كما تفعل الخفافيش في بحثها عن فريسة في جنح الظلام مع اخذ الحيطة والحذر عل احد النسور أو الصقور في حالة ارق فيتحول الخفاش من صياد إلى فريسة بحد ذاته، ولنتأمل جيدا ما قاله الكاتب الجزائري أنور مالك الذي يملك خبرة كبيرة حول أساليب المخزن المغربي في مقاله المعنون ب(الجهاز المخزني يعمل لإشعال حرب أهلية بين الصحراويين بمخيمات تندوف) والمنشور عبر صفحات جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 06 أكتوبر 2010 إذ كتب بالحرف الواحد:
((أمر آخر أن المخابرات المغربية تعمل على إثارة فتن قبلية وأخرى سياسية في المخيمات والمناطق المحررة التي تخضع لسلطة البوليزاريو، وذلك بدس عملاء يقومون بأدوار استفزازية لأجل إشعال فتيل المواجهات الدموية، وكل ذلك من أجل تبرير الاختراق والتوجيه والانتقامات المضادة وحتى خلق شبكات للمعارضة تحت غطاء حرية التعبير والديمقراطية والتعددية السياسية، وهي بلا شك ستكون ذريعة واضحة لضرب الاستقرار ومصداقية قادة الجبهة محليا ودوليا..))
ويعتمد هؤلاء الكتاب الضالين المتمرسين على السباحة في المياه العكرة في حملتهم على وصف بعض القادة وإطارات الدولة الصحراوية بالجلادين وناهبي المال العام والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية، ليس رغبة في تنوير الرأي العام كما يفعل الكتاب والمثقفون الوطنيون،وإنما من أجل خلق صراع فكري وثقافي ذو طابع عرقي تمهيدا لصراع مسلح بين الصحراويين يمكنهم من تحقيق أجندات معادية للشعب الصحراوي ووحدته الوطنية التي يزعجهم صمودها أكثر من 37 سنة قابلة للتمديد إلى مالا نهاية.
وقد آن الأوان لكل الصحراويين المخلصين وخاصة المثقفين منهم لكي يتصدوا لهذه الفئة الضالة التي لا تحمل لهذا الشعب وكفاحه البطولي إلا الحقد الدفين،لان هذه الفئة المنتشرة بين ظهراننا والتي تعمل تحت غطاء حرية التعبير التي أصبحنا نضاهي فيها دولا مستقلة منذ أمد بعيد أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الصحراويين وأهدافهم السامية من خلال نشاطها الدؤوب واللامتناهي الذي يوحي وبما لا يدع مجالا للشك أنهم مجموعة عملاء للمغرب يعملون في سرية تامة، مستغلين مرونة النظام مما أوحى لهم بشرعية أعمالهم الدنيئة التي عجز حتى المثقفين المغاربة في حد ذاتهم عن نسج هكذا مخططات تعمل على تكريس الأطروحة المغربية الرامية إلى ضمنا عنوة،والتي لن تتحقق مادام هناك صحراوي حر واحد على وجه البسيطة.
وعادة ما تتظاهر هذه الفئة (دكاكين الفتنة ) بحب الوطن والدفاع عنه بالألفاظ فقط، ولكن إذا خلو إلى شياطينهم (مؤجريهم) قالوا إنا معكم، إنما نحن نخدع هذا الشعب المغلوب على أمره، المسالم الذي لا يؤذي أحدا،أبنائه نواياهم طيبة،يقيمون الشخص بمظهره، في حين أن الله يتولى السرائر،وبالتالي يمكننا أن نفعل ما نشاء،وما عليكم إلا خلق هالة إعلامية كبيرة وتجنيد المنظمات الحقوقية حالما يتحرش بنا الوطنيون منهم ولا تنسوا أن تدفعوا لها الأموال الكثيرة،فذلك هو سر فعاليتها و المعين الرئيس لها في تحقيق أهدافنا في البقاء كتدميريين لهذا الشعب وكيانه المتين كالبنيان المرصوص.
ولمواجهة هذه الشرذمة من العملاء، وجب على المثقفين والكتاب الصحراويون الشرفاء التجنيد الكامل للعمل على الوقوف في وجه هذا المخطط الجهنمي الذي يسعى إلى خلق معارك فكرية بين المثقفين الصحراويين عبر المواقع الالكترونية والمنتديات تمهيدا لحرب مسلحة الغرض منها نسف مشروع الوحدة الوطنية من جهة و تحقيق الحلم الاستعماري المغربي الذي يعمل بلا هوادة من اجل طمس هويتنا الوطنية وتذويبنا في إطار نظامه الذي أصبح يمثل جزءا مظلما من تاريخ أنظمة الحكم في العالم.
إن المثقف الصحراوي الشريف أمام معركتان حقيقيتان ولا خيار أمامه سوى تسخير فكره وقلمه ليكون في مستوى حسن المقارعة والبلاء والمعركتان هما:
ـ معركة مع العدو المغربي :وذلك من خلال فضح ممارسات الاستعمار المغربي وكشف الواقع المأسوي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة والنبش في الذاكرة الجماعية عن مختلف الجرائم التي ارتكبت في حق الصحراويين وإعادة صياغتها عبر المواقع الالكترونية حتى يتسنى للعالم الإطلاع على جرائم قصف أم ادريك والكلتة وحوزة والمحبس، وكذا الحديث عن معاناة الصحراويين في تلك الحقبة من تشريد وتجويع وتجهيل ….الخ من جميع أصناف الترهيب والإبادة التي تعرض لها المواطنون الأبرياء أين لم تكن الشبكة العنكبوتية منتشرة بعد.
كما ينبغي على المثقفين الصحراويين المخلصين العمل على كسر حاجز التقوقع في المواقع الالكترونية الوطنية فقط من خلال التفاعل مع مختلف المواقع العربية والعالمية لفضح النظام المغربي وممارساته المنافية لجميع المواثيق والعهود الإنسانية ممثلة في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وكشف التاريخ الأسود للنظام المغربي في الصحراء الغربية، مع التركيز على العالم العربي الذي لازال يجهل تماما طبيعة صراعنا مع العدو المغربي بحكم التواجد الدائم والمستمر للأطروحة المغربية التي يطبل لها المثقفون المغاربة بمساعدة من كتاب الشقاق والنفاق لدينا الذين لا هم لهم سوى الغوص في أعماق التاريخ عساهم يجدون ما يجنون من ورائه مكاسب مادية…..ولتذهب البوليساريو إلى الجحيم..
ـ معركة النقد البناء: وهي المعركة الكفيلة بالقضاء على جميع السلبيات والنقائص الموجودة في واقعنا المعاش، وفي جميع الميادين، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو قضائية أو اجتماعية أو تربوية…..الخ، من خلال محاربتها والكشف عنها مع العمل على إيجاد البدائل والحلول السليمة لكل نقص حتى يتسنى لنا بناء دولة ذات مؤسسات حقيقية،مؤسسات كفيلة بصيانة حقوق المواطن وكرامته،وذات مصداقية وهيبة وقدرة على فرض الخيار الوحيد والأوحد للصحراويين والمتمثل في تحقيق الاستقلال التام.
ومما يلاحظ وبجلاء أن هناك نقص كبير في الحديث عن هكذا انشغالات تهم الصحراويين،وذلك راجع إلى تحفظ الكثير من المثقفين في الكتابة عن هذه المواضيع حتى لا يقعون في صدامات مع المسئولين المعنية قطاعاتهم بالنقد، مما يطرح السؤال التالي:
ـ متى كان الحديث عن النقائص والسلبيات جرما؟
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده،فأن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان).
إن المثقفين الصحراويين أمام تحديات كبيرة ،ولعل من أكبرها هو العمل على تطوير مؤسسات الدولة من خلال عملية النقد البناء لجميع المظاهر والنقائص الموجودة ،وضرورة التجرد من الروح الانهزامية المستسلمة لمروجي أفكار استحالة التغيير والسمو بمؤسسات الدولة وجعلها بمثابة الأدوات الكفيلة بتحقيق تصورات الصحراويين في رؤية دولة قوية متماسكة يعيش فيها الجميع في كنف المساواة والعدالة والإخاء.
إن الكتاب الصحراويين اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام معركة حقيقة لا هوادة فيها، معركة ضد الآلة الدعائية المغربية من جهة،وضد الشرذمة الضالة من أشباه الكتاب التي مرغت أنوف الصحراويين في الوحل بكتاباتها التي عادة ما يوظفها عدونا لضربنا في الصميم تحت شعار حقوق الإنسان المنتهكة في مخيمات البوليساريو كما يحلو لهم ذكرنا من جهة أخرى.
إن الحديث عن جلادين ومجازر ونهب للمال العام هو حديث سابق لأوانه،فمقتضيات المعركة التي نخوضها تتطلب من المثقف المخلص التركيز على فضح سياسات العدو وليس العكس،وتحويل المنابر الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو سمعية بصرية أو الكترونية إلى جبهة حرب حقيقية ضد جميع الظلاميين الذين لا يحزنهم إلا وجود شعب صحراوي موحد تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ويحب على المؤسسة الإعلامية أن تلعب دورها الكامل في مثل هكذا محكات تتعرض لها قضيتنا الوطنية، من خلال تخصيص منابر إذاعية وتلفزيونية للحديث عن التحديات التي تواجه المثقف الصحراوي ولاسيما في الشق المتعلق بمواجهة السعاة لتفكيك وحدتنا الوطنية التي هي سر قوتنا وديمومتنا ،على أن يعمم هذا التوجه على بقية الوسائط الإعلامية،ومن ثمة تعمل القيادة السياسية على تعميم هذه النقاشات على الجماهير الشعبية حتى لا تنجر وراء مسوقي مشاريع الخز والعار.
فهذه هي معركتكم الحقيقية أيها المثقفون والكتاب الصحراويون…….فكونوا أو لا تكونوا.
بقلم النائب الأستاذ: التاقي مولاي ابراهيم
لقد لعبت بعض المواقع الإلكترونية الصحراوية دورا بارزا في سبيل فضح السياسات المغربية الرامية إلى إجهاض حقوقنا المشروعة في بناء دولة ذات سيادة ينعم شعبها بحريته وخيراته المعرضة للنهب والاستغلال الفظيع من قبل المحتل المغربي، ولم يقتصر دور هذه المواقع على هذا الجانب من معركتنا ضد العدو بل تعداه إلى العمل على إبراز مكامن الضعف في سياستنا وكشف التجاوزات الحاصلة ومن يقف ورائها حتى يتسنى لنا بناء دولة الحق والقانون والعدالة التي ننشدها جميعا، ولابد في هذا المقام من الإشادة بالدور الطلائعي الذي لعبته ولا زالت تلعبه مواقع مثل وكالة المغرب العربي المستقلة للأنباء و المستقبل الصحراوي والتغيير والمصير من أجل تنوير الرأي العام الصحراوي بكل حيثيات المعركة التحريرية ضد العدو المغربي من جهة ومعركة البناء السليم لمؤسسات الدولة الصحراوية من جهة أخرى.
ولكن للأسف الشديد فإن بعض المثقفين الذين تمنحهم المواقع الإلكترونية فرصة الإدلاء بأراءهم وأفكارهم هم أقرب إلى تقديم خدمة مجانية للعدو من خدمة قضيتهم وشعبهم ، من خلال كتابات تحريضية مثيرة للقلاقل والفتن من اجل تشتيت الصف الصحراوي والعودة به إلى مراحل ما قبل الإعلان التاريخي للوحدة الوطنية، وبالتالي تحويل المعركة من معركة بيننا والعدو إلى معركة صحراوية صحراوية، وهذا ما تطمح إليه إدارة الاحتلال المغربي حتى يتسنى لها نسف المشروع الوطني المتمثل في التحرر والإنعتاق والعودة إلى الوطن وعلم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يرفرف خفاقا في أجوائه.
إنهم أشبه بطيور الظلام التي تهوى الصيد في الليالي الحالكة حين تخلد النسور والصقور للراحة، تجدهم يتربصون وينبشون في الذاكرة الجماعية للصحراويين عساهم يجدوا ما يكتبون عنه لإثارة النعرات وخلق الشقاقات ،كما تفعل الخفافيش في بحثها عن فريسة في جنح الظلام مع اخذ الحيطة والحذر عل احد النسور أو الصقور في حالة ارق فيتحول الخفاش من صياد إلى فريسة بحد ذاته، ولنتأمل جيدا ما قاله الكاتب الجزائري أنور مالك الذي يملك خبرة كبيرة حول أساليب المخزن المغربي في مقاله المعنون ب(الجهاز المخزني يعمل لإشعال حرب أهلية بين الصحراويين بمخيمات تندوف) والمنشور عبر صفحات جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 06 أكتوبر 2010 إذ كتب بالحرف الواحد:
((أمر آخر أن المخابرات المغربية تعمل على إثارة فتن قبلية وأخرى سياسية في المخيمات والمناطق المحررة التي تخضع لسلطة البوليزاريو، وذلك بدس عملاء يقومون بأدوار استفزازية لأجل إشعال فتيل المواجهات الدموية، وكل ذلك من أجل تبرير الاختراق والتوجيه والانتقامات المضادة وحتى خلق شبكات للمعارضة تحت غطاء حرية التعبير والديمقراطية والتعددية السياسية، وهي بلا شك ستكون ذريعة واضحة لضرب الاستقرار ومصداقية قادة الجبهة محليا ودوليا..))
ويعتمد هؤلاء الكتاب الضالين المتمرسين على السباحة في المياه العكرة في حملتهم على وصف بعض القادة وإطارات الدولة الصحراوية بالجلادين وناهبي المال العام والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية، ليس رغبة في تنوير الرأي العام كما يفعل الكتاب والمثقفون الوطنيون،وإنما من أجل خلق صراع فكري وثقافي ذو طابع عرقي تمهيدا لصراع مسلح بين الصحراويين يمكنهم من تحقيق أجندات معادية للشعب الصحراوي ووحدته الوطنية التي يزعجهم صمودها أكثر من 37 سنة قابلة للتمديد إلى مالا نهاية.
وقد آن الأوان لكل الصحراويين المخلصين وخاصة المثقفين منهم لكي يتصدوا لهذه الفئة الضالة التي لا تحمل لهذا الشعب وكفاحه البطولي إلا الحقد الدفين،لان هذه الفئة المنتشرة بين ظهراننا والتي تعمل تحت غطاء حرية التعبير التي أصبحنا نضاهي فيها دولا مستقلة منذ أمد بعيد أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الصحراويين وأهدافهم السامية من خلال نشاطها الدؤوب واللامتناهي الذي يوحي وبما لا يدع مجالا للشك أنهم مجموعة عملاء للمغرب يعملون في سرية تامة، مستغلين مرونة النظام مما أوحى لهم بشرعية أعمالهم الدنيئة التي عجز حتى المثقفين المغاربة في حد ذاتهم عن نسج هكذا مخططات تعمل على تكريس الأطروحة المغربية الرامية إلى ضمنا عنوة،والتي لن تتحقق مادام هناك صحراوي حر واحد على وجه البسيطة.
وعادة ما تتظاهر هذه الفئة (دكاكين الفتنة ) بحب الوطن والدفاع عنه بالألفاظ فقط، ولكن إذا خلو إلى شياطينهم (مؤجريهم) قالوا إنا معكم، إنما نحن نخدع هذا الشعب المغلوب على أمره، المسالم الذي لا يؤذي أحدا،أبنائه نواياهم طيبة،يقيمون الشخص بمظهره، في حين أن الله يتولى السرائر،وبالتالي يمكننا أن نفعل ما نشاء،وما عليكم إلا خلق هالة إعلامية كبيرة وتجنيد المنظمات الحقوقية حالما يتحرش بنا الوطنيون منهم ولا تنسوا أن تدفعوا لها الأموال الكثيرة،فذلك هو سر فعاليتها و المعين الرئيس لها في تحقيق أهدافنا في البقاء كتدميريين لهذا الشعب وكيانه المتين كالبنيان المرصوص.
ولمواجهة هذه الشرذمة من العملاء، وجب على المثقفين والكتاب الصحراويون الشرفاء التجنيد الكامل للعمل على الوقوف في وجه هذا المخطط الجهنمي الذي يسعى إلى خلق معارك فكرية بين المثقفين الصحراويين عبر المواقع الالكترونية والمنتديات تمهيدا لحرب مسلحة الغرض منها نسف مشروع الوحدة الوطنية من جهة و تحقيق الحلم الاستعماري المغربي الذي يعمل بلا هوادة من اجل طمس هويتنا الوطنية وتذويبنا في إطار نظامه الذي أصبح يمثل جزءا مظلما من تاريخ أنظمة الحكم في العالم.
إن المثقف الصحراوي الشريف أمام معركتان حقيقيتان ولا خيار أمامه سوى تسخير فكره وقلمه ليكون في مستوى حسن المقارعة والبلاء والمعركتان هما:
ـ معركة مع العدو المغربي :وذلك من خلال فضح ممارسات الاستعمار المغربي وكشف الواقع المأسوي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة والنبش في الذاكرة الجماعية عن مختلف الجرائم التي ارتكبت في حق الصحراويين وإعادة صياغتها عبر المواقع الالكترونية حتى يتسنى للعالم الإطلاع على جرائم قصف أم ادريك والكلتة وحوزة والمحبس، وكذا الحديث عن معاناة الصحراويين في تلك الحقبة من تشريد وتجويع وتجهيل ….الخ من جميع أصناف الترهيب والإبادة التي تعرض لها المواطنون الأبرياء أين لم تكن الشبكة العنكبوتية منتشرة بعد.
كما ينبغي على المثقفين الصحراويين المخلصين العمل على كسر حاجز التقوقع في المواقع الالكترونية الوطنية فقط من خلال التفاعل مع مختلف المواقع العربية والعالمية لفضح النظام المغربي وممارساته المنافية لجميع المواثيق والعهود الإنسانية ممثلة في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وكشف التاريخ الأسود للنظام المغربي في الصحراء الغربية، مع التركيز على العالم العربي الذي لازال يجهل تماما طبيعة صراعنا مع العدو المغربي بحكم التواجد الدائم والمستمر للأطروحة المغربية التي يطبل لها المثقفون المغاربة بمساعدة من كتاب الشقاق والنفاق لدينا الذين لا هم لهم سوى الغوص في أعماق التاريخ عساهم يجدون ما يجنون من ورائه مكاسب مادية…..ولتذهب البوليساريو إلى الجحيم..
ـ معركة النقد البناء: وهي المعركة الكفيلة بالقضاء على جميع السلبيات والنقائص الموجودة في واقعنا المعاش، وفي جميع الميادين، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو قضائية أو اجتماعية أو تربوية…..الخ، من خلال محاربتها والكشف عنها مع العمل على إيجاد البدائل والحلول السليمة لكل نقص حتى يتسنى لنا بناء دولة ذات مؤسسات حقيقية،مؤسسات كفيلة بصيانة حقوق المواطن وكرامته،وذات مصداقية وهيبة وقدرة على فرض الخيار الوحيد والأوحد للصحراويين والمتمثل في تحقيق الاستقلال التام.
ومما يلاحظ وبجلاء أن هناك نقص كبير في الحديث عن هكذا انشغالات تهم الصحراويين،وذلك راجع إلى تحفظ الكثير من المثقفين في الكتابة عن هذه المواضيع حتى لا يقعون في صدامات مع المسئولين المعنية قطاعاتهم بالنقد، مما يطرح السؤال التالي:
ـ متى كان الحديث عن النقائص والسلبيات جرما؟
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده،فأن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان).
إن المثقفين الصحراويين أمام تحديات كبيرة ،ولعل من أكبرها هو العمل على تطوير مؤسسات الدولة من خلال عملية النقد البناء لجميع المظاهر والنقائص الموجودة ،وضرورة التجرد من الروح الانهزامية المستسلمة لمروجي أفكار استحالة التغيير والسمو بمؤسسات الدولة وجعلها بمثابة الأدوات الكفيلة بتحقيق تصورات الصحراويين في رؤية دولة قوية متماسكة يعيش فيها الجميع في كنف المساواة والعدالة والإخاء.
إن الكتاب الصحراويين اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام معركة حقيقة لا هوادة فيها، معركة ضد الآلة الدعائية المغربية من جهة،وضد الشرذمة الضالة من أشباه الكتاب التي مرغت أنوف الصحراويين في الوحل بكتاباتها التي عادة ما يوظفها عدونا لضربنا في الصميم تحت شعار حقوق الإنسان المنتهكة في مخيمات البوليساريو كما يحلو لهم ذكرنا من جهة أخرى.
إن الحديث عن جلادين ومجازر ونهب للمال العام هو حديث سابق لأوانه،فمقتضيات المعركة التي نخوضها تتطلب من المثقف المخلص التركيز على فضح سياسات العدو وليس العكس،وتحويل المنابر الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو سمعية بصرية أو الكترونية إلى جبهة حرب حقيقية ضد جميع الظلاميين الذين لا يحزنهم إلا وجود شعب صحراوي موحد تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ويحب على المؤسسة الإعلامية أن تلعب دورها الكامل في مثل هكذا محكات تتعرض لها قضيتنا الوطنية، من خلال تخصيص منابر إذاعية وتلفزيونية للحديث عن التحديات التي تواجه المثقف الصحراوي ولاسيما في الشق المتعلق بمواجهة السعاة لتفكيك وحدتنا الوطنية التي هي سر قوتنا وديمومتنا ،على أن يعمم هذا التوجه على بقية الوسائط الإعلامية،ومن ثمة تعمل القيادة السياسية على تعميم هذه النقاشات على الجماهير الشعبية حتى لا تنجر وراء مسوقي مشاريع الخز والعار.
فهذه هي معركتكم الحقيقية أيها المثقفون والكتاب الصحراويون…….فكونوا أو لا تكونوا.
وجهة نظر لما جرى في احداث جنوب الجزائر وربطها بأحداث عالمية :
- أروع تحليل على ما جرى في احداث جنوب الجزائر وربطها بأحداث عالمية :
- في بداية هذا أسبوع تفاجئ العالم بإعلان جماعة مسلحة تنتمي لتنظيم قاعدة (أغلبهم ليسو جزائريين ) باحتلال قاعدة(مركب) لاستخراج الغار بعين أميناس بالجنوب الجزائري ، هذا مركب الغازي يُوضف فيه 790 عامل ( فيهم 134 عامل اجنبي من 26 جنسية مختلفة . و يحتل مساحة كبيرة حوالي 50 كلم مربع ) ، مكان ذا درجة عالية من خطورة فأي تلغيم لابار الغاز سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها ,,,
كان المطلب اساسى للمختطفين في قاعدة غازية جنوب الجزائر (عين امناس ) هو سماح سلطات جزائرية لهم بالمرور نحو اراضى مالية بتوفير لهم كل وسائل ضرورية ( من مروحية وسيارات رباعية دفع ومقايضة رهائب بمطلوبين في سجون جزائرية ) وتوفير لهم ممر آمن نحو شمال مالي ، ( علما أنهم اصلا تسللوا من شمال المالي ؟؟ )
لكن هذا الهدف والطلب الخبيث لا يعرف ابعاده الا رجال القانون الدولي ورجال مخابرات وأزمات مُفتعلة :
الهدف الأول من عملية """الهروب بالرهائن""" نحو مالي بعد عملية اختطاف ازيد من 700 عامل جزائري وغربي هو جعل الدول الغربية تُحمل المسؤولية القانونية و الأخلاقية للدولة الجزائر في استرجاع الرهائن و هذا ما يلزمها الدخول في مالي وفق القانون و الاتفاقيات الموقعة التي توجب الجزائر تحرير الرهائن و استرجاعهم مما يورط الجزائر في حرب استنزاف ولانه هناك علاقة نسب بين الطوارق الماليين و الطوارق الجزائريين كان الهدف استنساخ التجربة الباكستانية الافغانية ( ""قبائل باشتون""" منتشرة على حدودها والتي تشكل غالبية قوات طالبان ) وخلق جبهة طالبان الجزائر او قل طوارق الجزائر
لكن تفطن القيادة الجزائرية لهذه المؤامرة جعلها تدك الإرهابيين في أول ثلاث أيام لعملية اختطاف لقطع الطريق عن اي استدراج للجزائر أو خلق """ لطالبان افريقيا """
هذا من جهة فرنسا اما من جهة ثانية ، الخليجيين او بالأحرى قل القطريين فكان الهدف من تدمير المنشاة الغازية الضخمة ( لم يتم اختيارها عبطا ... ) التي ان حصل تفجيرها سيوقف ضخ الغاز لمدة سنوات و هذا مايرفع سعر الغاز في العالم و خاصة في اوروبا نتيجة لنقص الامدادات مما يحتم التدخل عسكريا في سوريا من اجل فتح خط نقل الغاز الى اوروبا عبر سوريا من قطر
لان قطر صرفت الكثير في سوريا و خسرت و لم تحصد لحد الساعة أي شىء و تريد ان تنتقم من الجزائر فقامت و بالتنسيق مع المخبرات الفرنسية باختراق الجماعات الجهادية و جعلها ادوات من اجل تطبيق استراتيجيتها ( علما ان الجزائر تعتبر من أهم مزودين القارة العجوز -اوربا - بالغاز ، وفقا لما تم تداوله في مواقع اقتصادية بلغت خسائر الجزائر في اليوم الواحد 11 مليون دولار - أترك لكم ان تتخيلوا لو تم تنفيذ السيناريو كما خطط له ... - )
وما يُعزز هذه النظرية : الكل يعلم بوجود شركة "" شال البترولية الفرنسية في ليبيا "" ، لماذا لم يتم استهداف شركة فرنسية طالما ان وسائل الاعلام (مدفوعة ومغرضة ) قالت ان الهدف من عملية هو بعث رسالة لفرنسا من قبل هذه الجماعات مسلحة لانها تدخلت في المالي ؟ ( أليس أولى بهم أن يستهدفوا المعتدي في شركاته ؟ حتى أن أوضاع امنية في ليبيا كانت ستساعدهم كثيرا ... ولكنهم تركوا شركات فرنسية في ليبيا واتجهوا الى عملاق الغاز الجزائري المُصدر الثالث للغاز لأوربا ؟؟ )
بالاضافة الى انه نفس وسائل الاعلام عربية وغربية شاركت في حملة بروباغندا (دعاية اعلامية ) مسابقة بذلك الزمن لتضخيم الأمور فبعيد اعلان عن بدء عملية تدخل الجيش الجزائري قامت العديد منها بالتهويل حتى انها نشرت عن أن عدد ضحايا وصل الى 80 واخرى كقناة العربية بدأت تتكلم عن إجلاء الشركات الاجنبية لعمالها من الجزائر ؟؟
( مشروع مد انبوب الغاز من قطر نحو تركيا ثم اوربا ، مشروع قديم أعيد احيائه ، من جديد في ظل الازمات الحالية التي تضرب بامن أوربا و خوفهم من احتكار العملاق الروسى لسوق الغاز في اوربا وهو ما سيساهم سلبا في السيطرة الروسية على تلك الدول و تعلقها تعلقا مباشرا ورهن الامن القومي الاوربي لصالحها).ا
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=rLHIRDoyyJg
تجد الكثير من تفاصيل حول هذا الموضوع في رابط التالي :
http://www.elnashra.com/news/show/533846/أنابيب-الغاز-الوجه-للصراع-على-سوريا
وكما قال محلل عسكري فرنسى كان هناك حلين أمام الجزائر لا ثالث لهما :
هو اما تكبد خسائر اقتصادية فادحة ومسائلة قانونية وربما جرها لخوض حرب ليست بحربها من جراء اطالة عمر اختطاف وايقاف مركب غازي عن العمل
أو قطع الطريق أمام أي مساومات على أمن البلاد الاستراتيجي وتدخل في أول ثلاث أيام لهذه العملية مدروسة وهو ما فهمته السلطات الجزائرية جيدا ’..
في الاخير نقدم اسمى عبارات الشكر و التقدير لابطال الجيش الوطني الشعبي و القيادة الوطنية الجزائرية
عن القدس العربي: تعامل الحكومة الجزائرية مع الهجوم ضربة قوية للجهود الامريكية.. ورسالة رفض للمشاركة في مالي وتتوج سنوات من التعاون الامني المخيبة لواشنطن
تعامل الحكومة الجزائرية مع الهجوم ضربة قوية للجهود الامريكية.. ورسالة رفض للمشاركة في مالي وتتوج سنوات من التعاون الامني المخيبة لواشنطن
ابراهيم درويش
2013-01-20
لندن ـ 'القدس العربي': هل سبق التخطيط للهجوم على المجمع النفطي والغاز الطبيعي في عين اميناس الهجوم الفرنسي على شمالي مالي، وان كان هذا صحيحا فأين تم التخطيط؟، وفي المقابل فالهجوم الذي نفذته جماعة 'الموقعون بالدم' لا ينفصل عن العملية الفرنسية في مالي وقد تكون العملية هذه قد سرعت من الخطط التي كانت تعد لها الجماعات الجهادية.
فالذين يتحدثون عن فصل بين الهجومين الفرنسي والقاعدة يشيرون الى مطالب الخاطفين التي من الحكومة الامريكية بالافراج عن عمر عبدالرحمن، الزعيم الاسلامي المعتقل في امريكا وعافية صديقي الباحثة التي حكمت عليها محكمة امريكية العام الماضي بالسجن مدى الحياة لارتباطها بالقاعدة في ظروف غامضة.
ولكن العملية التي قادتها مجموعة صغيرة منفصلة عن القاعدة ادت الى شجب رؤساء الدول والحكومات والذين دعموا الحملة الفرنسية وتعهدوا بملاحقة المخططين حتى آخر مكان في العالم. وهذا هو الرد الذي كانت القاعدة تبحث عنه، لانه يسهم بزيادة جنودها وتدفق المال والسلاح.
وعلينا ونحن نتحدث عن هذا ان لا ننسى التعقيدات المحلية وعلاقات الجماعات الجهادية السلفية الطابع بالخلافات الاثنية والقبلية التي تلعب دورا مهما في الحروب، ويخشى والحالة هذه ان تتورط فرنسا في مالي لمدة طويلة نظرا لوجود هذه العناصر.
صعود الجهاديين
وينظر الى التطورات الاخيرة على انها افرازات غير سارة للربيع العربي، وان التغيير لم يكن بدون ثمن، ويتساءل الكثيرون ان كانت نبوءة معمر القذافي قد تحققت سريعا، وبعد عامين على رحيله، عندما قال لصحافيين ان سقوطه يعني الفوضى ومجيء جماعة بن لادن، الذين سيفرضون الفدية في البر والبحر.
بل وعاد القذافي وذكرالغرب بالرجل ذي اللحية الحمراء، خير الدين بربروسا الذي كان يضع الفدية على السفن في البحر المتوسط في العصر العثماني.
وتشير صحيفة 'نيويورك تايمز' ان الهجوم الاخير في الجزائر والعملية في مالي سأتي بعد اربعة اشهر من مقتل السفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستفينز، مما يشير الى تحول المنطقة الى محور خطير من عدم الاستقرار، يضاف الى ما يحدث في سورية من حرب اهلية. وقد قاد هذا للحديث عن آثار الربيع العربي والذي على الرغم من الحماس والفرحة التي اعترته بالاطاحة بالديكتاتوريين الا انه وفر الفرصة للجهاديين للظهور، وتنقل في هذا السياق عن روبرت مالي، من جماعة الازمات الدولية ان هذا الملمح هو 'من اكثر الجوانب المظلمة للربيع العربي'. مشيرا الى ان الربيع وان ادى الى اضعاف القاعدة ايديولوجيا الا انه لم يضعفها لوجيستيا، فالحدود المفتوحة وتدفق السلاح وضعف القوات الامنية والعسكرية للانظمة الجديدة كان عاملا مهما في صعود الجهاديين. ومن هنا فمن المتوقع ان لا تنتهي الازمة في مالي سريعا، حيث سيختفي المقاتلون بين السكان وقد تترك اثارها على الدولة الهشة في ليبيا والدول المحيطة بها.
ومما يعقد مهمة الغرب وحتى ادارة باراك اوباما التي تعهدت بملاحقة الخاطفين ان 'خريطة الجهاديين' في الصحراء معقدة ولا يمكن وضعها تحت 'علامة' القاعدة، حيث تعمل جماعات متعددة ومتداخلة قبليا واثنيا.
وتشير الى التعقيدات التي تواجه ملاحقة ومعاقبة المتورطين في مقتل السفير الامريكي في سبتمبر 11/2012 . وفي هذا السياق ترى ان التحالف بين الجماعات عبر الحدود، حيث جرت اتهامات بان العملية تم التخطيط لها في ليبيا، وان وجد الا ان العمليات كهذه عادة ما تقوم على انتهاز الفرصة كما في عملية بنغازي.
ما هو الموقف؟
ولكن التهديد النابع من منطقة الصحراء ادى الى انقسام داخل ادارة اوباما حول كيفية التعامل معه، فالبعض يدعو الى دور اكبر وواضح، مشيرين الى عملية الاختطاف الاخيرة وهناك فريق يدعو الى تجنب مدخل استعراض العضلات، حيث يقول هذا الفريق ان تدخلا مباشرا يهدد مصالح امريكيا، فالتدخل في موضوع محلي قد يحولها الى عدو.
وتقول الصحيفة ان عملية الجزائر ومالي هما نتاج انهيار نظام القذافي الذي لعب دور الرقيب والغطاء لهذه المناطق القبلية، حيث احكم السيطرة على الجماعات فيها اما بالقمع او بجعلها تقاتل من اجله. ويقول محللون ان انهيار القذافي كان نقطة التحول حيث كانت الفوضى في تزايد ولسنوات طويلة، حيث قام المقاتلون الذين قاتلوا تحت راية الجهاد ببناء احتياط كبير من المال والسلاح الذي جمعوه من الخطف والتهريب.
ويضيف خبراء عوامل اخرى منها التنافس الشديد بين الجماعات الجهادية كعامل صعود لها، من مثل التنافس بين مختار بلمختار وزعماء تنظيم قاعدة بلاد المغرب الاسلامي. ومن الاثار الخطيرة للتدخل الفرنسي في مالي انه سيعمل على دفع الجماعات الاسلامية للانسحاب الى الجزائر مما يعني تخريب كل ما فعلته الحكومة الجزائرية طوال السنوات الماضية لاحتواء الجهاديين ودفعهم للخروج من اراضيها.
وتنقل الصحيفة عن خبير قوله ان الجزائر لا صبر لها مع ما تراه 'السذاجة' الغربية تجاه الربيع العربي، حيث قالت 'لا تتدخلوا في ليبيا لانكم ستخلقون عراقا جديدا في شمال افريقيا'.
خلافات بين البنتاغون والبيت الابيض
وتشير 'لوس انجليس تايمز' الى تصريحات الجنرال كارتر هام، قائد القيادة المركزية الافريقية 'افريكوم' الذي قال انه في حالة ترك المشكلة بدون حل فهذه الجماعات قد تتقوى بشكل يهدد مصالح امريكا، لكن العديد من مساعدي اوباما يقولون انه من غير الواضح ان كانت المتمردين في مالي والذين يضمون جهاديين من القاعدة يمثلون تهديدا على امريكا ونقلت عن مسؤول في الادارة قوله 'ان لا احد يجادل في التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على المنطقة ولكن السؤال ان كان يمثل تهديدا مباشرا على التراب الامريكي.
ويقول اخر ان القاعدة في المنطقة تضم مجرمين انتهازيين ومهربين اضافة الى ارهابيين اشداء واحيانا ما يتداخل الطرفين. وتقول ان النقاش كان وراء تأخر قرار دعم واشنطن للحملة الفرنسية، حيث ستبدأ البنتاغون بنقل القوات الفرنسية على متن سي- 17 فيما يقوم عسكريون امريكيون بدراسة مطار باماكو للتأكد من تحمله لهبوط الطائرات من هذا النوع، كما تقدم واشنطن دعما استخباراتيا لكنها امتنعت عن تقديم طائرات لتزويد الطائرات الفرنسية بالوقود.
ويتفق المسؤولون على ان قدرة الجماعات الجهادية محدودة الا انهم لا يستبعدون تطور قوتهم مع الزمن لتهدد دول المنطقة. ويرون ان الجماعات سيطرت على منطقة شاسعة واقامت معسكرات لتدريب المقاتلين من مناطق مختلفة من افريقيا.
ولكن النقاش يدور حول الدور الذي يجب ان تلعبه واشنطن، وتشير صحيفة 'واشنطن بوست' في هذا السياق الى ان الادارة مارست ضغوطا واسعة على الحكومة الجزائرية للتدخل في مالي، حيث زارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وكبار المسؤولين في الخارجية الجزائر في خريف العام الماضي لاقناع الحكومة هناك كي تشارك في القوة الافريقية. ولكن قرار الحكومة التعامل بشكل منفرد مع الهجوم على عين ميناس ورفض الدعم الخارجي والتعتيم على الاخبار قد قضت على الامال بامكانية مساهمة الجزائر في مالي.
ونقلت عن المحلل الامني جيف بورتر قوله العملية الجزائرية هي قد ضيعت ستة او ثمانية اشهر من الجهود الامريكية الدبلوماسية من اجل التعامل مع مالي. وترى الادارة ان العملية في هذا البلد لا بد من لها من قوات افريقية لنجاحها ولن تنجح بدون مشاركة جزائرية نظرا لقوة جيشها ومعرفتها الاستخباراتية بالجماعات الاسلامية.
وسبب تردد الجزائر في المشاركة نابع من انها ليست مجبرة لمساعدة الدول التي تعاني من القاعدة، الجزائرية المولد، لان احدا لم يأت لنجدتها عندما عانت منها ولاكثر من عشرة اعوام. ويقدم المسؤولون الامريكيون اراء مختلفة حول التعاون الامني مع الجزائر حيث يصفونه بالقوي لكنه لحد م. فمع تزايد خطر الاسلاميين في مالي، ضغت امريكا على الجزائر كي تسمح لطائراتها الاستطلاعية استخدام الاجواء الجزائرية كي تتمكن من مراقبة شمال مالي، ووافقت الجزائر لكن بشرط التعامل مع كل طائرة كحالة خاصة، والمشاركة في المعلومات التي تجمعها الطائرات وهي فوق الاراضي الجزائرية، لكن واشنطن رفضت خشية استخدام الجزائر المعلومات ضد معارضين وليس ارهابيين. ولهذا اصبحت الولايات المتحدة تعتمد على الجزائريين في معرفة حجم الجماعات الجهادية، حيث اعترف كارتر بجهل الامريكيين بالمنطقة.
والفشل الامريكي باقناع الجزائر بالتعاون في مجال مكافحة الارهاب يظهر من خلال القاعدة العسكرية تمنراست التي تقع في قلب الصحراء الجزائرية، حيث وافقت الحكومة الجزائرية عام 2010 على اقامة مركز استخباراتي مشترك في المدينة لمراقبة القاعدة وملاحقة اتباعها ، وتم دعوة مسؤولين امنيين من موريتانيا والنيجر ومالي للمشاركةـ ولكن وبعد ثلاثة اعوام لا يزال المركز فكرة حيث يجتمع المسؤولون بشكل متقطع لمناقشته. كما رفضت الجزائر السماح للعسكريين ورجال الاستخبارات العمل من المدينة وهو مصدر خيبة امل للبنتاغون.
ويبدو الموقف الجزائري مثيرا للغرابة لكن محللين يقولون ان الجزائر يبدو انها تسامحت مع وجود الجهاديين طالما عمل من خارج حدودها، وهو ما يرفضه الجزائريون الذين القوا باللائمة على الحكومة المالية التي سمحت للجهاديين وتعاونت معهم حيث توصلت الى اتفاقات وصفقات حسب وثائق ويكيليكس.
ويبدو من لقاء مسؤولين امريكيين مع نور الدين الايادي السفير الجزائري في مالي حيث شددوا على اهمية فتح مركز تمراسنت لكنه رد انه لا يمكن الثقة بالماليين الذين كشفوا للقاعدة عن عمليات مشتركة بين البلدين ورفضوا تسليم مطلوبين لها.
حروب صغيرة وآثار اقليمية
كل هذا يؤشر للطبيعة المعقدة للنزاع وعليه يرى باتريك كوكبيرن في 'اندبندنت اون صاندي' ان الحرب في مالي تشبه النزاعات والحروب التي اندلعت في افغانستان وسورية ولبنان وشمال ايرلندا وقبرص. وفي مالي بالتحديد فالمشكلة الحالية متجذرة في في ثورة الطوارق التي تعود الى عام 1963، والتي احيت انتفاضة عام 2012 الامال باقامة كيان خاص بهم في اقليم ازواد، فالطوارق لا يرغبون بحكم الجنوبيين لهم.
والنزعات الانفصالية هي وراء مخاوف الدول الجارة من مثل بوركينا فاسو، والجزائر وليبيا والنيجر، التي تعيش فيها اقليات محرومة ومهمشة. وعليه فالنزاع في مالي اليوم يشبه ما يحدث في سورية حيث تلعب الدول الجارة دورا في تعزيز الازمة، بفارق ان جيران مالي يخفون ذريعتهم بالتدخل تحت ستار محاربة التطرف الاسلامي، فيما يؤدي تدخل الدول الجارة في سورية الى تصاعد العامل الجهادي.
ومن هنا يطرح التساؤل عن وجود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، الذي جاء الى مالي عام 2003 بعد سنوات من الحرب الاهلية في الجزائر، وبعيدا عن التصريحات الفرنسية عن نوايا التنظيم استهداف التراب الفرنسي واوروبا، فالتنظيم لم يوجه ولا عملية لها كما انه مهتم بتمويل اعماله من عمليات تهريب المخدرات والكوكايين. ومن الساخر في الامر ان الحكومة المالية الضعيفة هي التي تسامحت مع وجود هذا التنظيم حيث اخذت حصة من عملياته في الخطف والملايين التي كان يحصل عليها من مقابل اطلاق سراح الرهائن.
وينقل الكاتب باتريك كوكبيرن عن مي ينغ ويلش التي تعمل في 'الجزيرة' والتي قالت ان الطوارق ولسنوات طويلة اشتكوا من تعاون الحكومة في باماكو مع القاعدة وان احد القادة العسكريين انشق وانضم للطوارق وقال ان الحكومة سمحت للقاعدة بالتحرك بحرية في البلاد للتأثير على مطالب الطوارق بالانفصال. وقد نجحت الحكومة من خلال قيام حركة انصار الدين بتهميش الحركة الوطنية لتحرير ازواد.
اسباب الازمة
وفي قلب الازمة كما ترى صحيفة 'اوبزيرفر' الجهل المطلق من الغرب بطبيعة الوضع في المستعمرات القديمة، فهو المسلح بالاسلحة المتقدمة يندفع تجاه وضع معقد، يتفوق جهله فيه على قدراته على العسكرية.
وتشير الى ان جذور الازمة الحالية في الفوضى التي تبعت سقوط نظام معمر القذافي والذي ادى بعودة الطوارق المسلحين بأسلحة متقدمة ادت الى زعزعة استقرار الحكومة في باماكو، مشيرة الى ان قائد الانقلاب امادو سانغو متدرب ومتعلم في الولايات المتحدة والى حقيقة ان الاخيرة واوروبا عملتا في السنوات الماضية على تحويل مالي الى حاجز ضد انتشار التطرف وانشاء نموذج ديمقراطي في الصحراء، وقد تجاهلت هذه الدول حقيقة الازمة التي تعاني منها هذه الدولة.
وما يثير في الازمة الحالية، هي الكيفية التي يمكن ان يحرك فيها صراع محلي العالم ويجعل قادة العالم يضغطون على الخطوط الحمراء ويرفعون الخطوط الهاتفية الساخنة ويتابعون الازمة دقيقة بدقيقة.
فالصحيفة تقول ان مالي بعيدة عن الوعي الاوروبي، فحتى الهجوم على محطة الغاز الجزائرية لم يكن احد يعرف بوجود شركات بريطانية ونرويجية وعمال بريطانيين ويابانيين يعملون فيها، ولم يكن احد يعرف عن مختار بلمختار 'الاعور' او 'سي مالبور'، فالمثير في مالي انها بدأت كنزاع محلي وتحول الى ازمة عالمية. وتقول الصحيفة انه ايا كان الحال، مالي المعروفة وغير المعروفة (هي معروفة بانها مهد الموسيقى العالمية) فالنزاع فيها لا يشبه النزاعات في دار فور (السودان) واوغادين ( الصومال واثيوبيا) على المصادر الطبيعية والاراضي، فالمنطقة صحراء مقفرة، تعاني من الجوع والتصحر ويقتل فيها اطفال اكثر من مسلحين اسلاميين، ومع ذلك فهي مهمة لانها جزء مما تسميه الصحيفة 'قوس الازمة' او عدم الاستقرار الممتد من افغانستان عبر الباكستان، والشرق الاوسط 'اليمن والعراق' والى القرن الافريقي وابعد من الاراضي العربية غربا الى نيجيريا وحتى المحيط الاطلسي، والعوامل المتسيدة فيها هي الفقر، والجوع والتصحر والفساد وسوء الحكم والقمع والشباب العاطل عن العمل وحرمان المرأة من حقوقها اضافة الى التدخل الغربي المالي والسياسي في شؤون هذه المناطق.
ومن هنا فمن غير المستغرب ان يجد 'انبياء العنف' المزيفون من مثل بوكو حرام (نيجيريا) والشباب ( الصومال) والسلفية المقاتلة ( الجزائر)، يتجذرون على حساب الايمان بان هناك حياة افضل يمكن تحقيقها وان الغرب يهتم بنا اكثر من اهتمامه بسلامته. ومن داخل 'قوس المعاناة' تخرج صرخة لكننا لا نستمع اليها، بل نصم اذاننا لها.
وعليه فهناك حاجة لتفكير جديد قبل ان يفوت الاوان ويصل ما يحدث في مالي الى 'اراضينا' اي الغرب لان ما يحصل هناك يهمنا، وعليه فالتحليل التبسيطي ومحاولة الابتعاد عن ما يحدث في الصحراء يهم الجميع لان البديل عن هذا هو هجرات جماعية، وتهريب اسلحة ومخدرات وامراض معدية وانتشار مرض الفساد وما الى ذلك والغرب ليس بعيدا عن هذا.
اشباح العراق
في الوقت الحالي يتسيد خطاب المواجهة مع 'الارهاب' فتصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امام البرلمان يوم الجمعة عن دعم حكومته للجزائر في حربها على الارهابيين، اعادت التذكير باجواءالتحضير للحرب على العراق. ولهذا ذكرت صحيفة 'اندبندنت اون صاندي'، بالذكرى العاشرة للحرب الكارثية على العراق.
وقالت ان الجيش البريطاني لا يزال يسقط جنوده في اقامته التي طال امدها في افغانستان، وعليه فغريب ان نسمع نفس رئيس الوزراء يستخدم نفس الكلمات التي استخدمها قبله توني بلير لتبرير حرب العراق بخلاف ان اسم الدول تغير.
وتذكر كاميرون بدرس فيتنام حيث يبدأ التورط في مستنقع الحرب بقرار يقود الى قرار اخر، مشيرة الى قرار كاميرون توفير الطائرات لنقل الجنود الفرنسيين لمالي. وتضيف ان هذا درس واسع حيث يقود عمل عسكري، حتى لو كان بنية حسنة الى نتائج غير محسوبة، فغزو العراق ادى الى توفير 'مساحة خارج السيطرة' كي تعمل من داخلها القاعدة.
وتذكر انها دعمت بقوة قرار الحظر الجوي الذي قاد لحملة الناتو على ليبيا، التي جاءت نتاتجها على خلاف ما كان يتوقعه كاميرون وهو ارسال الاسلحة والجنود لمالي، ومع انها لم تكن سبب الحرب الاهلية في هذا البلد الا انها لم تساعد ويبدو انها اسهمت في الهجوم على المنشأة الجزائرية.
ولهذا تدعو الصحيفة كاميرون تغليب الحذر على خطاب الحماسة لان الازمة في مالي هي اعقد من محاولة القاعدة ايجاد موطيء قدم لعملياتها بل هي تعبير عن تداخل بين عصابات اثنية ومذهبية، وعليه فالدعم الاوروبي العسكري لن يؤدي الى نهايتها على المدى القصير والنصيحة للسيد كاميرون'سر بحذر'.
ممر الارهاب
ويشير تقرير في نفس الصحيفة الى 'ممر الارهاب' الذي اقيم الان في مناطق شاسعة من القارة، سيعزز من عزيمة الغرب لمواجهته. وستقوم هذه دوله بتوفير الدعم المادي والامني الاستخباراتي للدول التي اصبح هذا الممر يهددها.
ونقلت عن مصادر حكومية بريطانية انه ستقدم عروضا لزيادة الدعم المالي والعسكري والتعاون لتدريب قوات امن الدول الافريقية بعد ان توصلت الى حقيقة هي ان الدبلوماسية ليست كافية لمنع تقدم الاسلام الراديكالي حيث نقلت عن مصدر حكومي قوله 'لقد قضينا اعواما في مناقشة اهمية الاعتراف بخطورة القاعدة وضرورة مقاومتها'، مضيفا ان الحاجة اصبحت تستدعي 'انخراطا' اكثر.
ونقل عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان الدعم سابقا تركز على الدول التي نظر اليها كدول فاشلة مثل اليمن وافغانستان لكن اصبح ينظر الى موريتانيا والنيجر ونيجيريا وليبيا وحتى مصر كدول مهددة بالخطر الاسلامي ـ اي الجهادي. وتتمثل الخطط بانشاء قاعدة عسكرية على الحدود المالية ـ الجزائرية والتعاون مع نيجيريا.
خارطة معلوماتية عن الجماعات الاسلامية بمالي
الجماعات الإسلامية في مالي.. خريطة معلوماتيةالثلاثاء, ديسمبر 04, 2012
مالي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) (احداث نواقشوط) تسيطر مجموعات من الإسلاميين الجهاديين ـ منذ نحو 9 أشهر ـ على المناطق الشمالية في مالي، بعد أن استولوا عليها في أعقاب تمرد مسلح للطوارق قادته الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تسعى للانفصال بإقليم أزواد في الشمال عن باقي البلاد وإقامة دولة مستقلة بالإقليم.
كانت الأحداث ـ التي لا تزال مشتعلة وتشهد تداعيًا دوليًا وإقليميًا ـ قد بدأت شرارتها مع سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا (أغسطس/ آب 2011) حيث شرع المئات من المسلحين الطوارق ممن كانوا يقاتلون في صفوف قوات القذافي حتى سقوطها في العودة إلى مواطنهم في النيجر ومالي وبرفقتهم سيارات عسكرية وأسلحة متطورة وذخائر.
وهناك تهيأ لمجموعات الطوارق المسلحين التجمع لخوض حرب في مواجهة الجيش النظامي كان من نتائجها وقوع انقلاب عسكري في العاصمة باماكو (22 مارس/ آذار) نفذه جنود بالجيش أطاحوا بالرئيس *آمادو توماني تورى* كما تمكنت حركة تحرير أزواد، العلمانية، بالتحالف مع جماعة أنصار الدين، "الجهادية" من السيطرة على المناطق الشمالية التي انسحب منها الجيش.
لكن هذا التحالف ـ وبالرغم مما بذل في سبيله من جهود - لم يدم طويلاً، إذ نشبت الخلافات سريعًا بين (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) وحليفتها السابقة (جماعة أنصار الدين) التي تمكنت من بسط سيطرتها على الشمال، بعد معارك واسعة بين الطرفين في الأسبوع الأخير من يونيو/ حزيران الماضي، أدت إلى مقتل العشرات.
وإلى جانب (جماعة أنصار الدين) تتوزع السيطرة حاليا على مناطق شمال مالي ومدنها الكبرى (تمبكتو وغاو وكيدال) ـ والتي تمثل مجتمعة أكثر من نصف مساحة البلاد ـ بين كل من (حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) و(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) المتحالفين معها، فضلا عن عدد من الكتائب والسرايا مثل كتيبتي (أنصار الشريعة) و(الملثمين).
وفي ما يلي عرض لهذه الجماعات ومناطق سيطرتها:
1- حركة أنصار الدين
أنصار الدين، جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة تحرير أزواد العلمانية التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.
مؤسس أنصار الدين هو الزعيم التقليدي إياد آغ غالي، وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل 'الإيفوغاس'. عسكري سابق، وشخصية بارزة، وزعيم تاريخي في تمرد قبائل الطوارق خلال التسعينيات من القرن الماضي، ينحدر من أسرة أزوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.
كان إياد غالي مسؤولاً كبيرًا في مالي، تأثّر بالفكر السلفي خلال عمله كدبلوماسي بالخليج وخلال قيامه بالوساطة لتحرير رهائن غربيين مختطفين عام 2003 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
معظم المنتمين للحركة من أبناء الطوارق على عكس جماعات أخرى أغلب عناصرها من العرب.
أنصار الدين هي أكبر الجماعات في شمال مالي وأهمها، يمكن اعتبارها بمثابة حركة طالبان في أفغانستان نظرا لأنها حركة محلية معظم قياداتها ومقاتليها من أبناء مالي، ويقال إن تفوق "أنصار الدين" العسكري والمكانة الخاصة التي يحظى بها التنظيم تعود في جانب كبير منها إلى تحالفه مع تنظيم القاعدة الذي أمدَّه بالمال والرجال حتى بات يحظى بأقوى حضور ميداني بين التنظيمات الإسلامية في المنطقة.
تمكنت أنصار الدين من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية ـ التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 ـ وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونسكو.
وينسب الشيخ محمد الحسين، قاضي مدينة تمبكتو التي تتمركز بها "أنصار الدين" عددًا من الإصلاحات للحركة منذ سيطرتها على المدينة، منها إقامة مجلس للقضاء بالمدينة يتشكل من بعض أعضاء الجماعة إلى جانب مواطنين، ويعمل على الفصل بين النزاعات. ويشير موقع "صحراء ميديا" إلى أن جميع السكان هناك "يذعنون لأحكامه سواء كانوا تنظيمات أو أفرادًا" وربما برضى كامل باعتبارها الأحكام المأخوذة من الشريعة الإسلامية.
2 ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
يقيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، والتي كانت قد ولدت، بدورها، من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة ـ قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته.
لذلك فهو التنظيم المسلح الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة للعلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود "عبد المالك دروكدال" بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم.
ويسود اعتقاد لدى متابعين للوضع بالمنطقة أن تنظيم القاعدة هو المحرك الحقيقي من بين كل الفصائل الإسلامية المسلحة في شمال مالي، وأنه حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة وصاحب اليد الطولى بالمنطقة، وغالبا ما تصفه المصادر المحلية بأنه الأكثـر تجذرًا ومعرفة وخبرة بمناطق الشمال.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن العناصر التي تعمل بين صفوف "أنصار الدين" أو حركة التوحيد والجهاد ليسوا في النهاية سوى مقاتلين سابقين لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ويقول التنظيم إنه يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي - الفرنسي والأمريكى تحديدا - والموالين له من الأنظمة المرتدة وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية، وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية".
ويعمل عناصر القاعدة في شمال مالي ضمن إطار إمارة الصحراء، وهي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.
ويقسم التنظيم شمال أفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية ، تمتد فيها إمارة الصحراءبين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـ "صحراء الإسلام الكبرى".
ويتولى إمرتها حاليا يحيي أبو الهمام القائد السابق لـ كتيبة الفرقان، أما الناطق الرسمي باسم إمارة الصحراء فهو عبد الله الشنقيطي.
وكان يتبع أمير الصحراء أربع مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان، فالكتيبتان هما كتيبة طارق بن زياد، وأميرها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة الملثمين، وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهما سرية الفرقان، وسرية الأنصار، وأميرها عبد الكريم التاركي.
لكن حدث مؤخرا ما يشبه الانشقاقات فخرج أمير كتيبة الملثمين وكون تنظيما منفصلا.
وتتمركز كتيبة طارق وسرية الفرقان في ولاية تمبكتو، وتضم هذه الكتائب والسرايا كل الجنسيات الموجودة بالمنطقة، كما تضم عناصر تنحدر من أصول غربية، وترتبط هذه الكتائب والسرايا بتنسيق وثيق.
وفي أوائل ديسمبر الماضي أعلن تنظيم القاعدة عن ميلاد كتيبة جديدة حملت اسم الأمير المرابطي "يوسف بن تاشفين" وأسندت قيادتها الي أحد نشطاء التنظيم المسلح هو القيرواني أبو عبد الحميد الكيدالي نسبة الي كيدال عاصمة قبائل الطوارق في الشمال المالي.
عمل الكتيبة المسلحة سيكون في كيدال واجلهوك وسلسلة جبال "تغير غاريم" الممتدة حتي الحدود مع الجزائر وهي المنطقة التي يعتقد أن التنظيم قد أقام قواعده المحصنة بها.
مهمة الكيدالي وكتيبته الجديدة ستكون استقطاب المزيد من المقاتلين في منطقة وخصوصا من بين الشباب الطوارق.
لا إحصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم بالمئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا. وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو سبعين خلية.
وتتسم الهيكلية التنظيمية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالتعقيد والشمول، في نفس الوقت، وهي تعكس صورة العمل الجماعي للقاعدة، حيث تتكون قيادة التنظيم من أمير التنظيم، ومجلس الأعيان، ورؤساء اللجان والهيئات، الذين يشّكلون ما يعرف بمجلس شورى التنظيم، وتقوم مهامه على تنسيق العمل بين مختلف المستويات القيادية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، استعرض تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قوته القتالية في صحراء "أزواد" خلال شريط مصور تحت عنوان "وأعدوا لهم"، وسط مشاركة واسعة من عناصر الحركة واستعمال مكثف لمختلف الأسلحة الموجودة لديهم.
وختم الشريط بكلمة لزعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود حذر فيها الدول الإفريقية والأوربية التي قررت المشاركة في الحرب شمال مالي.
وخاطب أمير القاعدة في شريط فيديو بثه التنظيم الرئيس الفرنسي أولاند ومجمل قادة دول الساحل بأن القاعدة مستعدة للسلم إن أرادوه، وستلبى رغبتهم في الحرب إذا طلبوها.
وقال أبو مصعب إن القاعدة ستعمل على إطالة أمد الحرب الحالية من أجل تعميق الجراح وتكبيد الدول المشاركة أكبر خسارة، متعهدا بجعل الصحراء مقبرة لجنود التحالف الغربي.
وأكد أن القاعدة ستحرص على أن تطال شظايا الحرب كل البيوت الزجاجية الهشة المشاركة في العدوان، مذكرا بما تحقق من هزيمة للأمريكيين في العراق وأفغانستان.
3 ـ حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا
إحدى أهم الحركات الإسلامية المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويقودها (محمد ولد نويمر)، ومعظم عناصرها من العرب.
تدعو الحركة إلى الجهاد في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة (قاو) الواقعة على نهر النيجر في شمال شرق مالي، وكانت التوحيد والجهاد تتقاسم السيطرة على المدينة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد ـ فيما بعد ـ عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.
وبينما باتت الحركة تسيطر على عدد متزايد من مدن الشمال أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، فإنها ظلت تؤكد أنهم لا يهدفون إلى الوصول للعاصمة باماكو.
وقالت التوحيد والجهاد إن بإمكانها السيطرة على العاصمة المالية في غضون 24 ساعة إن أرادت. مشيرة إلى أنها تملك ترسانة عسكرية هائلة تمكنها من الاستيلاء على باماكو وقهر جيوش المنطقة في حالة المواجهة العسكرية.
وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مالية، وما تملكه من روابط قبلية، وما لها من حضور ميداني، استطاعت حركة التوحيد والجهاد طرد جميع مناوئيها الطوارق من مدينة اسونغو بعدما ألحقت بهم هزيمة كبرى في 27 حزيران/يونيو في مدينة قاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.
ومن بين الأسباب التي سهلت للحركة تواجدها أنه كان ينظر إلى التوحيد والجهاد* من قبل السكان المحليين بعين الرضا خاصة في قاو لأنهم كانوا يواجهون المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد الذين اشتهروا كقطاع طرق ومتهمين بارتكاب العديد من أعمال العنف والتعديات في المدينة قبل أن تطردهم الحركة بعد معارك طاحنة.
وكباقي حلفائها المسلحين وقفت حركة التوحيد والجهاد وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب ومن بينهم جزائريون كانوا قد اختطفوا في منطقة غاو في شهر أبريل/نيسان الماضي. كما نفذت الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها، يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.
وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف ب (كتيبة أسامة بن لادن) يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر.
اعتبر ولد عامر المشهور بـأ حمد التلمسي*في أول ظهور إعلامي ديسمبر الماضي التهديد الدولي قدرا كوني، مؤكدا أنه لا بد من مواجهته ودفعه بالقتال والجهاد وتحريض المسلمين على كسر شوكة، ما وصفها بالمنظومة الكُفرية العالمية التي تتربص بشريعة الرحمن في كل بقعة من الأرض يُمَكِن الله فيها لعباده المجاهدين.
4 ـ كتيبة أنصار الشريعة
أسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد خروجه مباشرة من جماعة (التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا).
عرف ولد حماها بقدرته الكبيرة على جلب الانتباه إليه منذ بداية سيطرة الإسلاميين على شمال مالي، حيث لقبه البعض بـالرجل ذي اللحية الحمراء، ووصفه آخرون بأنه رجل الكاريزما القوية* نتيجة لحضوره اللافت ولغته الفرنسية الحادة، التي يتقنها أكثر من أي زعيم إسلامي آخر في الشمال.
ففي الأيام القليلة الماضية قام ولد حماها، المنحدر من قبائل البرابيش العربية، بالإعلان عن تشكيل كتيبته أنصار الشريعة، التي أراد لها أن تكون قطباً جديداً يحتضن أبناء قبائل البرابيش والعرب الذين تقاعسوا عن الجهاد، حسب تعبيره.
يقدم ولد حماها أنصار الشريعة بأنهم كتيبة إسلامية شعبية إقليمية لتطبيق شرع الله في كل مالي.
استطاعت الكتيبة الجديدة أن تقنع أغلب عناصر الجبهة العربية الأزوادية، من القبائل العربية في تينبكتو، بالالتحاق بها بعد أن بقيت على هامش الصراع الدائر منذ عام، فيما حظيت بدعم العرب الموجودين في منطقة غاوه.
ولد حماها نفى أن يكون تشكيل الكتيبة الجديدة قد لاقى أي معارضة في الأوساط الجهادية أو القبلية أو الشعبية، مشيراً في حديثه عن العلاقة مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي تتمركز في مدينة غاوه.
وكان قادة أنصار الدين قد أفسحوا المجال للكتيبة التي تحمل هوية خاصة بوصفها التنظيم الإسلامي العربي الوحيد في منطقة تعددت فيها التنظيمات حسب تعدد الأعراق، حيث يشير ولد حماها إلى أنه أسس الكتيبة غيرة على العرب والبرابيش الذين تجاوزهم إخوتهم من الطوارق الذين تعمقوا في الجهاد.
وفي محاولة لإبعاد البعد الجغرافي والعرقي عن كتبته، يقول ولد حماها إن الباب مفتوح لكل المسلمين من عرب وعجم وسونغاي، وليس محصورا على سكان تينبكتو، قبل أن يؤكد أن بعض قبائل السونغاي الموجودة على نهر النيجر قررت التطوع والانضمام للكتيبة الجديدة.
كان ولد حماها ناشطاً في جماعة الدعوة والتبليغ لينتقل بعد ذلك إلى ما وصفه بـمرحلة السيف مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وكتيبة (الملثمين) ثم تنظيم (التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) فحركة (أنصار الدين). رحلة مثيرة قال الرجل إنها لم تكن بسبب سخط جعله ينسحب من هذه الجماعات التي يعتقد أن هدفها واحد هو العقيدة السليمة ورفع راية الجهاد.
كتيبة الموقعون بالدماء
يتزعمها الجزائري خالد أبو العباس مختار بلمختار وكان قد شكلها حديثا بعد عزله من زعامة كتيبة الملثمين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو ما وصفته القاعدة وقتها بأنه عزل لا يعدو كونه إجراءً إدارياً وتنظيمياً اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود والتزم به أبو العباس.
لكن بلمختار خرج ليشكل تنظيم جديد من الفدائيين يحمل اسم الموقعون بالدماء، وبالرغم من ذلك ظل حريصا على التزامه بوحدة القرارات التي تتخذها التنظيمات المسلحة حيال الأزمة في شمال مالي.
ونشرت مواقع جهادية تصريحات للقيادي المعروف بالأعور قال فيها إن كتيبته ستحترم أي خيار تتفق عليه حركتي أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد، والقبائل التي دعت لتطبيق الشريعة، ما لم يخالف أصلا من أصول الشريعة وسنكون عونا لهم وسندا سالموا أو حاربوا.
ودعا خالد أبو العباس في تصريحاته العالم إلى احترام خيار الشعب الأزوادي في تطبيق الشريعة الإسلامية على أرضه.
كما توعد من يشارك أو يخطط للحرب في شمال مالي التي قال إنها خطة خبيثة ماكرة وحرب بالوكالة عن الغرب
وقال خالد أبو العباس في تسجيل مصور "سنرد وبكل قوة وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم وستذوقون حر الجراح في دياركم وسنتعرض لمصالحكم
ووجه مختار بلمختار دعوة إلى العلماء وطلاب العلم وأبناء الدعوة الإسلامية جميعاً في موريتانيا إلى ما قال إنه الهجرة لنصرة إخوانهم المسلمين في أزواد*، مشيراً إلى أنهم "يدركون حجم المعاناة والجهل وقلة العلم المنتشرة في هذه الأرض، وكان الأولى أن تكونوا سباقين بالوقوف في نصرة هذا المشروع الإسلامي بحكم القرابة والجوار وقد سبقكم البعيد"، وفق تعبيره.
مالي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) (احداث نواقشوط) تسيطر مجموعات من الإسلاميين الجهاديين ـ منذ نحو 9 أشهر ـ على المناطق الشمالية في مالي، بعد أن استولوا عليها في أعقاب تمرد مسلح للطوارق قادته الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تسعى للانفصال بإقليم أزواد في الشمال عن باقي البلاد وإقامة دولة مستقلة بالإقليم.
كانت الأحداث ـ التي لا تزال مشتعلة وتشهد تداعيًا دوليًا وإقليميًا ـ قد بدأت شرارتها مع سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا (أغسطس/ آب 2011) حيث شرع المئات من المسلحين الطوارق ممن كانوا يقاتلون في صفوف قوات القذافي حتى سقوطها في العودة إلى مواطنهم في النيجر ومالي وبرفقتهم سيارات عسكرية وأسلحة متطورة وذخائر.
وهناك تهيأ لمجموعات الطوارق المسلحين التجمع لخوض حرب في مواجهة الجيش النظامي كان من نتائجها وقوع انقلاب عسكري في العاصمة باماكو (22 مارس/ آذار) نفذه جنود بالجيش أطاحوا بالرئيس *آمادو توماني تورى* كما تمكنت حركة تحرير أزواد، العلمانية، بالتحالف مع جماعة أنصار الدين، "الجهادية" من السيطرة على المناطق الشمالية التي انسحب منها الجيش.
لكن هذا التحالف ـ وبالرغم مما بذل في سبيله من جهود - لم يدم طويلاً، إذ نشبت الخلافات سريعًا بين (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) وحليفتها السابقة (جماعة أنصار الدين) التي تمكنت من بسط سيطرتها على الشمال، بعد معارك واسعة بين الطرفين في الأسبوع الأخير من يونيو/ حزيران الماضي، أدت إلى مقتل العشرات.
وإلى جانب (جماعة أنصار الدين) تتوزع السيطرة حاليا على مناطق شمال مالي ومدنها الكبرى (تمبكتو وغاو وكيدال) ـ والتي تمثل مجتمعة أكثر من نصف مساحة البلاد ـ بين كل من (حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) و(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) المتحالفين معها، فضلا عن عدد من الكتائب والسرايا مثل كتيبتي (أنصار الشريعة) و(الملثمين).
وفي ما يلي عرض لهذه الجماعات ومناطق سيطرتها:
1- حركة أنصار الدين
أنصار الدين، جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة تحرير أزواد العلمانية التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.
مؤسس أنصار الدين هو الزعيم التقليدي إياد آغ غالي، وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل 'الإيفوغاس'. عسكري سابق، وشخصية بارزة، وزعيم تاريخي في تمرد قبائل الطوارق خلال التسعينيات من القرن الماضي، ينحدر من أسرة أزوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.
كان إياد غالي مسؤولاً كبيرًا في مالي، تأثّر بالفكر السلفي خلال عمله كدبلوماسي بالخليج وخلال قيامه بالوساطة لتحرير رهائن غربيين مختطفين عام 2003 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
معظم المنتمين للحركة من أبناء الطوارق على عكس جماعات أخرى أغلب عناصرها من العرب.
أنصار الدين هي أكبر الجماعات في شمال مالي وأهمها، يمكن اعتبارها بمثابة حركة طالبان في أفغانستان نظرا لأنها حركة محلية معظم قياداتها ومقاتليها من أبناء مالي، ويقال إن تفوق "أنصار الدين" العسكري والمكانة الخاصة التي يحظى بها التنظيم تعود في جانب كبير منها إلى تحالفه مع تنظيم القاعدة الذي أمدَّه بالمال والرجال حتى بات يحظى بأقوى حضور ميداني بين التنظيمات الإسلامية في المنطقة.
تمكنت أنصار الدين من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية ـ التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 ـ وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونسكو.
وينسب الشيخ محمد الحسين، قاضي مدينة تمبكتو التي تتمركز بها "أنصار الدين" عددًا من الإصلاحات للحركة منذ سيطرتها على المدينة، منها إقامة مجلس للقضاء بالمدينة يتشكل من بعض أعضاء الجماعة إلى جانب مواطنين، ويعمل على الفصل بين النزاعات. ويشير موقع "صحراء ميديا" إلى أن جميع السكان هناك "يذعنون لأحكامه سواء كانوا تنظيمات أو أفرادًا" وربما برضى كامل باعتبارها الأحكام المأخوذة من الشريعة الإسلامية.
2 ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
يقيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، والتي كانت قد ولدت، بدورها، من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة ـ قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته.
لذلك فهو التنظيم المسلح الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة للعلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود "عبد المالك دروكدال" بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم.
ويسود اعتقاد لدى متابعين للوضع بالمنطقة أن تنظيم القاعدة هو المحرك الحقيقي من بين كل الفصائل الإسلامية المسلحة في شمال مالي، وأنه حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة وصاحب اليد الطولى بالمنطقة، وغالبا ما تصفه المصادر المحلية بأنه الأكثـر تجذرًا ومعرفة وخبرة بمناطق الشمال.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن العناصر التي تعمل بين صفوف "أنصار الدين" أو حركة التوحيد والجهاد ليسوا في النهاية سوى مقاتلين سابقين لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ويقول التنظيم إنه يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي - الفرنسي والأمريكى تحديدا - والموالين له من الأنظمة المرتدة وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية، وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية".
ويعمل عناصر القاعدة في شمال مالي ضمن إطار إمارة الصحراء، وهي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.
ويقسم التنظيم شمال أفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية ، تمتد فيها إمارة الصحراءبين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـ "صحراء الإسلام الكبرى".
ويتولى إمرتها حاليا يحيي أبو الهمام القائد السابق لـ كتيبة الفرقان، أما الناطق الرسمي باسم إمارة الصحراء فهو عبد الله الشنقيطي.
وكان يتبع أمير الصحراء أربع مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان، فالكتيبتان هما كتيبة طارق بن زياد، وأميرها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة الملثمين، وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهما سرية الفرقان، وسرية الأنصار، وأميرها عبد الكريم التاركي.
لكن حدث مؤخرا ما يشبه الانشقاقات فخرج أمير كتيبة الملثمين وكون تنظيما منفصلا.
وتتمركز كتيبة طارق وسرية الفرقان في ولاية تمبكتو، وتضم هذه الكتائب والسرايا كل الجنسيات الموجودة بالمنطقة، كما تضم عناصر تنحدر من أصول غربية، وترتبط هذه الكتائب والسرايا بتنسيق وثيق.
وفي أوائل ديسمبر الماضي أعلن تنظيم القاعدة عن ميلاد كتيبة جديدة حملت اسم الأمير المرابطي "يوسف بن تاشفين" وأسندت قيادتها الي أحد نشطاء التنظيم المسلح هو القيرواني أبو عبد الحميد الكيدالي نسبة الي كيدال عاصمة قبائل الطوارق في الشمال المالي.
عمل الكتيبة المسلحة سيكون في كيدال واجلهوك وسلسلة جبال "تغير غاريم" الممتدة حتي الحدود مع الجزائر وهي المنطقة التي يعتقد أن التنظيم قد أقام قواعده المحصنة بها.
مهمة الكيدالي وكتيبته الجديدة ستكون استقطاب المزيد من المقاتلين في منطقة وخصوصا من بين الشباب الطوارق.
لا إحصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم بالمئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا. وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو سبعين خلية.
وتتسم الهيكلية التنظيمية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالتعقيد والشمول، في نفس الوقت، وهي تعكس صورة العمل الجماعي للقاعدة، حيث تتكون قيادة التنظيم من أمير التنظيم، ومجلس الأعيان، ورؤساء اللجان والهيئات، الذين يشّكلون ما يعرف بمجلس شورى التنظيم، وتقوم مهامه على تنسيق العمل بين مختلف المستويات القيادية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، استعرض تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قوته القتالية في صحراء "أزواد" خلال شريط مصور تحت عنوان "وأعدوا لهم"، وسط مشاركة واسعة من عناصر الحركة واستعمال مكثف لمختلف الأسلحة الموجودة لديهم.
وختم الشريط بكلمة لزعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود حذر فيها الدول الإفريقية والأوربية التي قررت المشاركة في الحرب شمال مالي.
وخاطب أمير القاعدة في شريط فيديو بثه التنظيم الرئيس الفرنسي أولاند ومجمل قادة دول الساحل بأن القاعدة مستعدة للسلم إن أرادوه، وستلبى رغبتهم في الحرب إذا طلبوها.
وقال أبو مصعب إن القاعدة ستعمل على إطالة أمد الحرب الحالية من أجل تعميق الجراح وتكبيد الدول المشاركة أكبر خسارة، متعهدا بجعل الصحراء مقبرة لجنود التحالف الغربي.
وأكد أن القاعدة ستحرص على أن تطال شظايا الحرب كل البيوت الزجاجية الهشة المشاركة في العدوان، مذكرا بما تحقق من هزيمة للأمريكيين في العراق وأفغانستان.
3 ـ حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا
إحدى أهم الحركات الإسلامية المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويقودها (محمد ولد نويمر)، ومعظم عناصرها من العرب.
تدعو الحركة إلى الجهاد في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة (قاو) الواقعة على نهر النيجر في شمال شرق مالي، وكانت التوحيد والجهاد تتقاسم السيطرة على المدينة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد ـ فيما بعد ـ عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.
وبينما باتت الحركة تسيطر على عدد متزايد من مدن الشمال أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، فإنها ظلت تؤكد أنهم لا يهدفون إلى الوصول للعاصمة باماكو.
وقالت التوحيد والجهاد إن بإمكانها السيطرة على العاصمة المالية في غضون 24 ساعة إن أرادت. مشيرة إلى أنها تملك ترسانة عسكرية هائلة تمكنها من الاستيلاء على باماكو وقهر جيوش المنطقة في حالة المواجهة العسكرية.
وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مالية، وما تملكه من روابط قبلية، وما لها من حضور ميداني، استطاعت حركة التوحيد والجهاد طرد جميع مناوئيها الطوارق من مدينة اسونغو بعدما ألحقت بهم هزيمة كبرى في 27 حزيران/يونيو في مدينة قاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.
ومن بين الأسباب التي سهلت للحركة تواجدها أنه كان ينظر إلى التوحيد والجهاد* من قبل السكان المحليين بعين الرضا خاصة في قاو لأنهم كانوا يواجهون المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد الذين اشتهروا كقطاع طرق ومتهمين بارتكاب العديد من أعمال العنف والتعديات في المدينة قبل أن تطردهم الحركة بعد معارك طاحنة.
وكباقي حلفائها المسلحين وقفت حركة التوحيد والجهاد وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب ومن بينهم جزائريون كانوا قد اختطفوا في منطقة غاو في شهر أبريل/نيسان الماضي. كما نفذت الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها، يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.
وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف ب (كتيبة أسامة بن لادن) يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر.
اعتبر ولد عامر المشهور بـأ حمد التلمسي*في أول ظهور إعلامي ديسمبر الماضي التهديد الدولي قدرا كوني، مؤكدا أنه لا بد من مواجهته ودفعه بالقتال والجهاد وتحريض المسلمين على كسر شوكة، ما وصفها بالمنظومة الكُفرية العالمية التي تتربص بشريعة الرحمن في كل بقعة من الأرض يُمَكِن الله فيها لعباده المجاهدين.
4 ـ كتيبة أنصار الشريعة
أسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد خروجه مباشرة من جماعة (التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا).
عرف ولد حماها بقدرته الكبيرة على جلب الانتباه إليه منذ بداية سيطرة الإسلاميين على شمال مالي، حيث لقبه البعض بـالرجل ذي اللحية الحمراء، ووصفه آخرون بأنه رجل الكاريزما القوية* نتيجة لحضوره اللافت ولغته الفرنسية الحادة، التي يتقنها أكثر من أي زعيم إسلامي آخر في الشمال.
ففي الأيام القليلة الماضية قام ولد حماها، المنحدر من قبائل البرابيش العربية، بالإعلان عن تشكيل كتيبته أنصار الشريعة، التي أراد لها أن تكون قطباً جديداً يحتضن أبناء قبائل البرابيش والعرب الذين تقاعسوا عن الجهاد، حسب تعبيره.
يقدم ولد حماها أنصار الشريعة بأنهم كتيبة إسلامية شعبية إقليمية لتطبيق شرع الله في كل مالي.
استطاعت الكتيبة الجديدة أن تقنع أغلب عناصر الجبهة العربية الأزوادية، من القبائل العربية في تينبكتو، بالالتحاق بها بعد أن بقيت على هامش الصراع الدائر منذ عام، فيما حظيت بدعم العرب الموجودين في منطقة غاوه.
ولد حماها نفى أن يكون تشكيل الكتيبة الجديدة قد لاقى أي معارضة في الأوساط الجهادية أو القبلية أو الشعبية، مشيراً في حديثه عن العلاقة مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي تتمركز في مدينة غاوه.
وكان قادة أنصار الدين قد أفسحوا المجال للكتيبة التي تحمل هوية خاصة بوصفها التنظيم الإسلامي العربي الوحيد في منطقة تعددت فيها التنظيمات حسب تعدد الأعراق، حيث يشير ولد حماها إلى أنه أسس الكتيبة غيرة على العرب والبرابيش الذين تجاوزهم إخوتهم من الطوارق الذين تعمقوا في الجهاد.
وفي محاولة لإبعاد البعد الجغرافي والعرقي عن كتبته، يقول ولد حماها إن الباب مفتوح لكل المسلمين من عرب وعجم وسونغاي، وليس محصورا على سكان تينبكتو، قبل أن يؤكد أن بعض قبائل السونغاي الموجودة على نهر النيجر قررت التطوع والانضمام للكتيبة الجديدة.
كان ولد حماها ناشطاً في جماعة الدعوة والتبليغ لينتقل بعد ذلك إلى ما وصفه بـمرحلة السيف مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وكتيبة (الملثمين) ثم تنظيم (التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) فحركة (أنصار الدين). رحلة مثيرة قال الرجل إنها لم تكن بسبب سخط جعله ينسحب من هذه الجماعات التي يعتقد أن هدفها واحد هو العقيدة السليمة ورفع راية الجهاد.
كتيبة الموقعون بالدماء
يتزعمها الجزائري خالد أبو العباس مختار بلمختار وكان قد شكلها حديثا بعد عزله من زعامة كتيبة الملثمين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو ما وصفته القاعدة وقتها بأنه عزل لا يعدو كونه إجراءً إدارياً وتنظيمياً اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود والتزم به أبو العباس.
لكن بلمختار خرج ليشكل تنظيم جديد من الفدائيين يحمل اسم الموقعون بالدماء، وبالرغم من ذلك ظل حريصا على التزامه بوحدة القرارات التي تتخذها التنظيمات المسلحة حيال الأزمة في شمال مالي.
ونشرت مواقع جهادية تصريحات للقيادي المعروف بالأعور قال فيها إن كتيبته ستحترم أي خيار تتفق عليه حركتي أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد، والقبائل التي دعت لتطبيق الشريعة، ما لم يخالف أصلا من أصول الشريعة وسنكون عونا لهم وسندا سالموا أو حاربوا.
ودعا خالد أبو العباس في تصريحاته العالم إلى احترام خيار الشعب الأزوادي في تطبيق الشريعة الإسلامية على أرضه.
كما توعد من يشارك أو يخطط للحرب في شمال مالي التي قال إنها خطة خبيثة ماكرة وحرب بالوكالة عن الغرب
وقال خالد أبو العباس في تسجيل مصور "سنرد وبكل قوة وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم وستذوقون حر الجراح في دياركم وسنتعرض لمصالحكم
ووجه مختار بلمختار دعوة إلى العلماء وطلاب العلم وأبناء الدعوة الإسلامية جميعاً في موريتانيا إلى ما قال إنه الهجرة لنصرة إخوانهم المسلمين في أزواد*، مشيراً إلى أنهم "يدركون حجم المعاناة والجهل وقلة العلم المنتشرة في هذه الأرض، وكان الأولى أن تكونوا سباقين بالوقوف في نصرة هذا المشروع الإسلامي بحكم القرابة والجوار وقد سبقكم البعيد"، وفق تعبيره.