الاعتقال واشكاله وبعض الشروط و المبادئ العامة
قبل الخوض في موضوع حلقتنا احببت شكر الأخ محمد الحلو والذي زودني بمعلومات جد مهمة حول موضوع سلسلتنا_ موسوعة العسكرية الفلسطينية : كيف تواجه وتتعامل مع المحققين_ لتشكل إضافة نوعية غنية للمعلومات التي نملك, وحرصا منا لتبسيط الحلقات وعدم إطالة وتكدس المعلومات, وفي نفس الوقت ألا نحرم متتبعينا من المعلومات الجديدة التي في يدنا.
رأينا أن نواصل اسلوب الذي أتبعناه في حلقات السابقة بإعتماد على ما لدينا من معلومات سابقة, والحرص على نقل في التعقيب ما نجده يصب في موضع الحلقة مقتبسين ذاك من موسوعة العسكرية الفلسطينية.
نواصل أخواني في حلقتنا السادسة الحديث عن أشكال الإعتقال وبعض الشروط والمبادئ التي يجب أن يتمسك بها كل مناضل.
وكما ذكرنا في الصورة المرافقة تلك الشروط, نذكر هنا أشكال الإعتقال:
1- الاستدعاء "الطلب" :
وفيه يقوم ضابط المخابرات بإرسال تبليغ أو طلب مقابلة بواسطة شرطي أو مختار أو عميل محلي إلى المجاهد ويسلم له مباشرة أو لأهله، ويحدد في التبليغ تاريخ المقابلة وساعتها ومكانها الذي غالباً ما يكون مركز حكم عسكري أو ثكنة عسكرية.
والمقابلة ليست عملاً روتينياً بل هي متابعة للوضع وجمع المعلومات، ومحاولة تضييق على المجاهد ووضعه موضع الشبهة أو إغرائه، وهي مصيدة اعتقال أيضاً على المجاهد في حالة استلامه طلب المقابلة أن لا يقلق ولا ينزعج، وان يبلغ إخوانه في التنظيم أو مسؤوله حتى يتم تدارس الموضوع واتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة في أسوأ الاحتمالات.
2 - مداهمة البيوت :
عادة ما تتم المداهمة في الثلث الأخير من الليل قبيل ساعة الفجر، حيث تقوم قوة من الجيش أو الشرطة أو كليهما - وقد تضم سيارات عسكرية ومصفحة أو ناقلة للجنود ووحدة مخابرات بالذهاب إلى منزل المجاهد المراد اعتقاله وينزل الحشد من الجنود المدججين بالسلاح ويحاصرون بيت المجاهد ويوقظون أهل البيت، ويلقون القبض عليه ويقيدونه ويضعون عصابة على عينيه ويقتادونه تحت الضرب والركلات أمام أنظار أهله وجيرانه إلى السيارة العسكرية التي تنقله إلى السجن ويقصد العدو من وراء هذا الأسلوب الإرهابي في الاعتقال غرس الخوف والرعب في نفس المجاهد قبل مثوله أمام التحقيق وأسلوب ترويع الأسرة والجيران يهدف إلى خلق جو من الرعب حول المجاهد يوحي له أنه مطلوب بسبب أعمال خطيرة، وأنه شخص خطر لذلك تطلب اعتقاله إجراءات غير عادية من السيارات والجنود وكل هذه الإجراءات متعمدة ومقصودة كمرحلة تمهيدية للتحقيق وتهدف إلى وضع المجاهد في حالة من الضعف والخوف وإظهار القوة والجبروت الذي يتمتع به العدو والذي يعرف كل شيء ويملك كل شيء.
3- الاعتقال في نقاط العبور إلى فلسطين :
ينتقل الفلسطينيون باستمرار عبر بوابات العبور في نيؤوت سيناء وجسري الأردن ومطار اللد باتجاه الدول العربية وباقي أنحاء العالم وذلك للدراسة أو العمل أو الزيارة أو العلاج أو التجارة، وجهاز الأمن الإسرائيلي يعرف أن أغلب هؤلاء سيلتقون بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع مجاهدين وتنظيمات خارج فلسطين في المكاتب والندوات والجامعات الخ.
لذلك فهو حريص أن يجمع أكبر قدر من المعلومات حول هذه المكاتب وإذا لم يستفد من هذه المعلومات بصورة مباشرة في الإيقاع بالمجاهدين، فإنها تنفع في بناء تصور عام لدى المخابرات حول نشاطات المجاهدين، وتدفع بالإيقاع بالمجاهدين الآخرين، وفي الكشف عن الثغرات في القصص التي يؤلفونها أمام المحقق وكثيراً ما يتعرض الأشخاص المشكوك بهم إلى الاعتقال على إحدى نقاط العبور وأغلب حالات الاعتقال تتم بسبب شبهة أو معلومات سابقة عندما يحمل جواز السفر وعليه أختام دخول وخروج لدول معروفة بتواجد قواعد تنظيمية ومعسكرات على أراضيها.
4- الاعتقال أثناء أداء مهمة جهادية :
يكلف المناضل بمهام شتى، عمل جماهيري، مظاهرات، إضراب، توزيع منشورات، حمل وثائق ، حمل رسائل سرية، مراقبة هدف...
وقد يضطر للتنقل ليلاً والتخفي عن الأنظار، والسير في الغابات والجبال، والاختفاء بعيداً عن الأنظار، وقد يصبح مطارداً ومطلوباً لأجهزة الأمن وهذه المهمات سواء كانت خطيرة أو بسيطة تحتاج إلى وقت بين مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ وفي الفترات الفاصلة بين مرحلة وأخرى قد يجد نفسه في كمين، أو في مواجهة دورية عسكرية روتينية، أو أمام حاجز تفتيش طارئ وربما أثار شكل المجاهد وطبيعة حركته، والمكان الذي يتواجد فيه، أو الوقت الذي يواجه فيه العدو ربما أثار الشكوك فيتعرض للتوقيف والتفتيش فإذا اعتقل المناضل متلبساً أثناء قيامه بأداء مهمة نضالية،
فماذا يمكن أن يفعل؟
هل ينكر وقد ضبط متلبساً؟
أم يعترف طالما وقع في الفخ حيث لا فائدة من الإنكار؟
الاعتقال واشكالية الاعتراف ام عدمه في حالة التلبس وبدايات التحقيق
في الحلقة السابقة توقفنا عند أسئلة حول ما إذا أعتقل المناضل متلبسا,
ماذا يفعل! هل ينكر أو يعترف؟
ونود أن نوضح أن في كل حالة تختلف إجابة, وعلى المعتقل أن يجتهد في فهم حالة اعتقاله الخاصة ووفق ما ضبظ في حوزته, فلا يجب أن يكون هناك إنكار تام ولا اعتراف , وقد ذكرنا أمس بعض الشروط والمبادئ تساعد المعتقل الخروج من إشكالية الاعتقال متلبسا بأقل الخسائر, بل قد تجنبه أعتقال بحد ذاته, وتطيل أمد السرية.
سنعرض فيما يلي لبعض الحالات التي يصير فيها أنكار وأعتراف على حد سوى ضار بالمعتقل:
==== الإنكار لا يعني البراءة الإنكار يعني خطورة الوضع .
اعتقل عام1971 أحد المناضلين، وقد ضبط أثناء قيامه بعمل نضالي، وبحيازته أسلحة. حُقق معه بشكل سريع، وعنيف، ولكنه أصر على الإنكار.
سئل عن أصدقائه أنكر أن يكون له أصدقاء, فتم جمع بعض المعلومات عنه، واتضح أن له ثلاثة أصدقاء لا يفارقونه وهذا يعني أن إنكار المعتقل لأصدقائه يؤكد وجود علاقة تنظيمية بينهم، فاعتقل رجال الأمن الأصدقاء الثلاثة، وحققوا مع كل منهم منفرداً، وبأسلوب المضاربة، وأوهموهم أن مسؤولهم المعتقل اعترف بعلاقتهم معه، وبمشاركتهم في العملية، وان الأسلحة ضبطت فانهار الثلاثة، واعترفوا بعضويتهم في التنظيم، وسردوا كل ما يهم جهاز المخابرات عن علاقاتهم، والمهمات التي كلّفوا بها ومن خلال اعترافاتهم استطاعت المخابرات إيهام المسؤول أنها كانت تعرف عنه كل شيء، وواجهته بالمعلومات التي حصلت عليها من أصدقائه، وأخيراً انهار واعترف بكل شيء.
+++أستنتاج:
ليس الصمود في الإنكار المطلق، وليس الاعتراف مهارة. ولكن المسألة الأهم هي وجود أسس للعمل التنظيمي، والقدرة على التمييز بين ما يمكن قوله وبين ما يجب إنكاره حتى لو توفرت جميع الشواهد على المشاركة في العمل، وكذلك القدرة على تخمين الطريقة التي يحصل بها العدو على المعلومات والأدلة.
==== الاعتراف لا يعني التسليم للأمر الواقع... التسليم للأمر الواقع يعني الانهيار.
في منتصف السبعينات اعتقل أحد المناضلين بعد تفتيش روتيني لمنزله إذ عُثر في المنزل على مسدس، وأوراق تنظيمية ورموز شيفرة.
حاول الإنكار في البداية ولكن ضباط المخابرات هددوه، وقالوا له لا داعي للإنكار وكل شيء واضح وأن قضيته لا تحتاج إلى ضرب أو تعذيب وأن كل القرائن ثابتة عليه، وأنه لن يحكم سوى بشهور قليلة فاعترف بأن المسدس له، وأنه وجد الأوراق في الطريق.
كانت أجهزة الأمن تبحث عن مجموعة شاركت بمسدس في تنفيذ بعض العمليات ضد مستوطنين وعملاء وأكد تقرير معهد البحث الجنائي أن المسدس الذي استخدم في كل العمليات هو المسدس نفسه.
لقد كان المسدس طرف الخيط الذي استخدمته أجهزة الأمن لكشف الخلية، واعتقال أفرادها.
+++إستنتاج:
إن اعتراف المناضل تحت مبرر التسليم بالأمر الواقع، لم يكشف عمله وحده، ولم يؤد إلى الكشف عن السلاح الذي لديه فقط، بل أوصله إلى الانهيار الكامل، والكشف عن اخوته المناضلين، وهذا ما يدفعنا للتذكر وعدم أغفال شروط ومرتكزات العمل الأمني في التنظيم، وضرورة الحس الأمني كقاعدة أساسية على المجاهد اتباعها قبل البدء في العمل النضالي.
والأن لنتحدث عن بداية التحقيق حسب الموسوعة العسكرية الفلسطينية:
بدايات التحقيق:
يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود ، يدفعونك ويجرونك بهمجية.
قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.
من حقك أن تنام وتأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها أحيانا، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، خصوصا النوم ..
تعود على زنزانتك وتآنس فيها بكتاب الله وبعبادة ربك وذكره { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فزنزانتك بر الأمان المرحلي لك ، وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار.
وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها وقد تكون كاذبة فإياك أن تثق بهم ، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله معك بمعية النصرة فقد نصرت دعوته ودينه وجاهدت في سبيله ولينصرن الله من ينصره ؛ وتذكر أن إخوانك في الخارج لا ينسونك بالدعاء ، وأن الدعوة والجهاد لا ينقطع باعتقالك ، وأن أهلك وإخوانك يهمهم ويرفع معنوياتهم ثباتك و صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك وإخراجك .
في أول لقاء، يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات، تنبه :
هذا لا يعني انه يعرف كل شيء، لكنه يحاول أن يوحي بذلك خلال التحقيق.
إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك.
إنه لا يعرفك، ومن أهدافه الحقيقية، التعرف على شخصيتك لفهمها، وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك إلى الطاعة والتعاون.
إنه لا يعرف إن كنت ستصمد أو تنهار، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية، ولا تقدم له ما يفيد خططه.
لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر، ويعتبر التحقيق معك عملا روتينيا، وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته وأنه يمل ويتعب.
بينما تمثل أنت القطب المقابل، وقوتك ناتجة عن إيمانك ، كما إنك مجاهد مأجور إن شاء الله من الرب المطلع على أوالك في كل لحظة في الزنزانة وفي الساحة وفي مكاتب التحقيق ولذلك فأنت تنتظر أجره وحده ولا تنتظر أجرا من أحد من البشر، لهذا كن أقوى لأنك فعلا أقوى.
تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم إلا في نهاية التحقيق، وحسمه يعتمد على صلابتك، ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى إخوانك وعلى دعوتك وجهادك إثبت فأنت على ثغرة وحاذر أن يؤتى الجهاد من جهتك .
تذكر دائما أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقا، لكنه قادر بحكم صلاحياته، أن يبدل لونه وأسلوبه ؛ فلا تثق بوعوده وعهوده وإياك أن تصدقه وتسلم بكلامه ولو حلف لك الأيمان المغلظة.
ولا تحزن أو تغير طريقتك إذا اكتشفوا أنك تكذب ولو وصفوك بالشيخ الكذاب أو الدجال أو غير ذلك فأنت لا يهمك إحترامهم بل يهمك أن لا يؤتى الدين والجهاد وإخوانك من قبلك ...
وثق تماما أنهم في قرارة أنفسهم يحترمون صمودك وثباتك ولو كذبت عليهم ويحتقرون من يفشي أسرار إخوانه ويسلمهم لهم ولو أظهروا له الإحترام والتكريم .
إذا استبدلوا محققا بعد فشله معك بمحقق آخر، أي إذا استبدلوا موظفا بموظف آخر، فإن هذا يحصل بسبب نجاحك، والمحقق الثاني سيبدأ ضعيفا بسبب فشل المحقق الأول، فضاعف صمودك، لأن المحققين يتراجعون أمام مجاهد صلب لا يلين.
وكما قدمنا لكم في الحلقة السابقة بعض الشروط والمبادئ لتجنب اعتقال أو تقليل الخسائر عند حالة الاعتقال خصوصا متلبسا, نترككم اليوم في الصورة المرافقة مع بعض المبادئ الجد هامة لتعين على الصمود في حالة الاعتقال.
المصدر المسوعة العسكرية الفلسطينية.
أعتذر على إطالة ونراكم في حلقة القادمة التي سنتحدث فيه عن علم التحقيق وماذا نعني بالتحقيق.
ماذا يفعل! هل ينكر أو يعترف؟
ونود أن نوضح أن في كل حالة تختلف إجابة, وعلى المعتقل أن يجتهد في فهم حالة اعتقاله الخاصة ووفق ما ضبظ في حوزته, فلا يجب أن يكون هناك إنكار تام ولا اعتراف , وقد ذكرنا أمس بعض الشروط والمبادئ تساعد المعتقل الخروج من إشكالية الاعتقال متلبسا بأقل الخسائر, بل قد تجنبه أعتقال بحد ذاته, وتطيل أمد السرية.
سنعرض فيما يلي لبعض الحالات التي يصير فيها أنكار وأعتراف على حد سوى ضار بالمعتقل:
==== الإنكار لا يعني البراءة الإنكار يعني خطورة الوضع .
اعتقل عام1971 أحد المناضلين، وقد ضبط أثناء قيامه بعمل نضالي، وبحيازته أسلحة. حُقق معه بشكل سريع، وعنيف، ولكنه أصر على الإنكار.
سئل عن أصدقائه أنكر أن يكون له أصدقاء, فتم جمع بعض المعلومات عنه، واتضح أن له ثلاثة أصدقاء لا يفارقونه وهذا يعني أن إنكار المعتقل لأصدقائه يؤكد وجود علاقة تنظيمية بينهم، فاعتقل رجال الأمن الأصدقاء الثلاثة، وحققوا مع كل منهم منفرداً، وبأسلوب المضاربة، وأوهموهم أن مسؤولهم المعتقل اعترف بعلاقتهم معه، وبمشاركتهم في العملية، وان الأسلحة ضبطت فانهار الثلاثة، واعترفوا بعضويتهم في التنظيم، وسردوا كل ما يهم جهاز المخابرات عن علاقاتهم، والمهمات التي كلّفوا بها ومن خلال اعترافاتهم استطاعت المخابرات إيهام المسؤول أنها كانت تعرف عنه كل شيء، وواجهته بالمعلومات التي حصلت عليها من أصدقائه، وأخيراً انهار واعترف بكل شيء.
+++أستنتاج:
ليس الصمود في الإنكار المطلق، وليس الاعتراف مهارة. ولكن المسألة الأهم هي وجود أسس للعمل التنظيمي، والقدرة على التمييز بين ما يمكن قوله وبين ما يجب إنكاره حتى لو توفرت جميع الشواهد على المشاركة في العمل، وكذلك القدرة على تخمين الطريقة التي يحصل بها العدو على المعلومات والأدلة.
==== الاعتراف لا يعني التسليم للأمر الواقع... التسليم للأمر الواقع يعني الانهيار.
في منتصف السبعينات اعتقل أحد المناضلين بعد تفتيش روتيني لمنزله إذ عُثر في المنزل على مسدس، وأوراق تنظيمية ورموز شيفرة.
حاول الإنكار في البداية ولكن ضباط المخابرات هددوه، وقالوا له لا داعي للإنكار وكل شيء واضح وأن قضيته لا تحتاج إلى ضرب أو تعذيب وأن كل القرائن ثابتة عليه، وأنه لن يحكم سوى بشهور قليلة فاعترف بأن المسدس له، وأنه وجد الأوراق في الطريق.
كانت أجهزة الأمن تبحث عن مجموعة شاركت بمسدس في تنفيذ بعض العمليات ضد مستوطنين وعملاء وأكد تقرير معهد البحث الجنائي أن المسدس الذي استخدم في كل العمليات هو المسدس نفسه.
لقد كان المسدس طرف الخيط الذي استخدمته أجهزة الأمن لكشف الخلية، واعتقال أفرادها.
+++إستنتاج:
إن اعتراف المناضل تحت مبرر التسليم بالأمر الواقع، لم يكشف عمله وحده، ولم يؤد إلى الكشف عن السلاح الذي لديه فقط، بل أوصله إلى الانهيار الكامل، والكشف عن اخوته المناضلين، وهذا ما يدفعنا للتذكر وعدم أغفال شروط ومرتكزات العمل الأمني في التنظيم، وضرورة الحس الأمني كقاعدة أساسية على المجاهد اتباعها قبل البدء في العمل النضالي.
والأن لنتحدث عن بداية التحقيق حسب الموسوعة العسكرية الفلسطينية:
بدايات التحقيق:
يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود ، يدفعونك ويجرونك بهمجية.
قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.
من حقك أن تنام وتأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها أحيانا، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، خصوصا النوم ..
تعود على زنزانتك وتآنس فيها بكتاب الله وبعبادة ربك وذكره { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فزنزانتك بر الأمان المرحلي لك ، وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار.
وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها وقد تكون كاذبة فإياك أن تثق بهم ، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله معك بمعية النصرة فقد نصرت دعوته ودينه وجاهدت في سبيله ولينصرن الله من ينصره ؛ وتذكر أن إخوانك في الخارج لا ينسونك بالدعاء ، وأن الدعوة والجهاد لا ينقطع باعتقالك ، وأن أهلك وإخوانك يهمهم ويرفع معنوياتهم ثباتك و صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك وإخراجك .
في أول لقاء، يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات، تنبه :
هذا لا يعني انه يعرف كل شيء، لكنه يحاول أن يوحي بذلك خلال التحقيق.
إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك.
إنه لا يعرفك، ومن أهدافه الحقيقية، التعرف على شخصيتك لفهمها، وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك إلى الطاعة والتعاون.
إنه لا يعرف إن كنت ستصمد أو تنهار، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية، ولا تقدم له ما يفيد خططه.
لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر، ويعتبر التحقيق معك عملا روتينيا، وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته وأنه يمل ويتعب.
بينما تمثل أنت القطب المقابل، وقوتك ناتجة عن إيمانك ، كما إنك مجاهد مأجور إن شاء الله من الرب المطلع على أوالك في كل لحظة في الزنزانة وفي الساحة وفي مكاتب التحقيق ولذلك فأنت تنتظر أجره وحده ولا تنتظر أجرا من أحد من البشر، لهذا كن أقوى لأنك فعلا أقوى.
تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم إلا في نهاية التحقيق، وحسمه يعتمد على صلابتك، ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى إخوانك وعلى دعوتك وجهادك إثبت فأنت على ثغرة وحاذر أن يؤتى الجهاد من جهتك .
تذكر دائما أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقا، لكنه قادر بحكم صلاحياته، أن يبدل لونه وأسلوبه ؛ فلا تثق بوعوده وعهوده وإياك أن تصدقه وتسلم بكلامه ولو حلف لك الأيمان المغلظة.
ولا تحزن أو تغير طريقتك إذا اكتشفوا أنك تكذب ولو وصفوك بالشيخ الكذاب أو الدجال أو غير ذلك فأنت لا يهمك إحترامهم بل يهمك أن لا يؤتى الدين والجهاد وإخوانك من قبلك ...
وثق تماما أنهم في قرارة أنفسهم يحترمون صمودك وثباتك ولو كذبت عليهم ويحتقرون من يفشي أسرار إخوانه ويسلمهم لهم ولو أظهروا له الإحترام والتكريم .
إذا استبدلوا محققا بعد فشله معك بمحقق آخر، أي إذا استبدلوا موظفا بموظف آخر، فإن هذا يحصل بسبب نجاحك، والمحقق الثاني سيبدأ ضعيفا بسبب فشل المحقق الأول، فضاعف صمودك، لأن المحققين يتراجعون أمام مجاهد صلب لا يلين.
وكما قدمنا لكم في الحلقة السابقة بعض الشروط والمبادئ لتجنب اعتقال أو تقليل الخسائر عند حالة الاعتقال خصوصا متلبسا, نترككم اليوم في الصورة المرافقة مع بعض المبادئ الجد هامة لتعين على الصمود في حالة الاعتقال.
المصدر المسوعة العسكرية الفلسطينية.
أعتذر على إطالة ونراكم في حلقة القادمة التي سنتحدث فيه عن علم التحقيق وماذا نعني بالتحقيق.
النمط الغريزي في السلوك الانساني اسباب الانهيار في التحقيق
نواصل أخواني في سلسلتنا : أساليب التحقيق في سجون العدو الصهيوني وطرق مواجهته
لنقف في الحلقة الخامسة: أسباب الانهيار خلال التحقيق(3)
هذه الحلقة المكملة للحلقة الثالثة والرابعة, لتكون نهاية محورنا حول أهم أسباب إنهيارخلال التحقيق.
فنختتم بسبب لا يقل أهمية عن سابقيه وهو: النمط الغريزي في السلوك الإنساني.
كما لاحظتم منذ بداية السلسلة انعطفنا كثيرا إلى التنظيم الذي يؤطر المناضل, لما له علاقة بمدى صمود هذا الأخير, فالتنظيم الناجع يفرز مناضلين ناجحين وأكثر صمود خلال التحقيق.
لكن اليوم نعود للمناضل _ المعتقل_ فشخصية هذا الأخير لها دور كذالك في صموده, ليس هذا فقط بل تؤثر على التنظيم نفسه.
نعم أخواني فليس في كلامي تناقض, المناضل أيضا يؤثر على التنظيم كما يؤثر الأخير على الأول, فميزة التأثير متبادلة وطبعا أما تكون سلبية أو إيجابية,
وسننتقل معا بين أهم صفات وخصائص صاحب النمط الغريزي, التي إن إجتمعت في شخصية المعتقل فإن إمكانية إنهياره خلال التحقيق مرتفعة جدا:
في الصورة المرافقة تعريف مبسط للنمط الغريزي. ولكي لا نسقط في تبسيط غير وافي نقلت لكم هنا أهم خصائص هذا النمط:
أ - ضعف الدافع:
إذا أراد إنسان ما أن يصل إلى هدف معين فإنه أولاً يحتاج إلى دافع يكبر في قلبه ويشد من عزيمته ويدفعه لتحمل الآلام والمشقات والسير في الصعاب للوصول إلى الهدف, ويكون الدافع عادة أسمى من الحفاظ على الذات، فيندفع المرء لتحقيق هدفه السامي منشغلاً كل الانشغال عن حاجات جسده وغير عابئ بما يعتريه من جراح ونكبات ومن جوع وآلام وغير منتظر مكافأة ، وغير مدفوع بترهيب وترغيب.
إن الدافع هو الإيمان وهو العقيدة لأنها تغرس المحرك في النفس البشرية .
= بدون دافع قوي لن يصمد المعتقل.
ب - السلوك الغريزي :
ينحصر تفكير الانسان ذي النمط الغريزي في إشباع حاجاته من أكل وشرب ونوم ولباس وأشباع حاجته الجنسية .
وهو يستجيب للأحداث استجابة تلبي إشباع هذه الحاجات .
بحيث أن كل فعل يصدر عنه ينتظر مردوداً يكافئ فيه هذا الفعل بما يتحقق مع هذه الحاجات .
ولذلك فإن استجابته لا تنبع من عملية عقلية وبمعنى آخر فهو منفعل بالأحداث لا فاعل فيها إذ تكون ردود أفعاله عاطفية ومتأثرة إلى أبعد الحدود ويكون سريع التوتر، سريع الهدوء، ويكاد لا يصلح لمواجهة الأحداث الجسام والمآزق الخطرة.
ج - حب البروز :
إحدى الصفات الأساسية لصاحب النمط الغريزي هي اهتمامه بأن يعرف الآخرون بأنه إنسان ذو شأن ومكانة عالية تميزه عن غيره لذلك فإننا نراه يميل إلى نسج واختراع حكايات كاذبة يبدو فيها بطلاً كأن يدعي أنه ناضل في المكان الفلاني وألقي زجاجة حارقة في اليوم الفلاني وكان عنصر فعال في المظاهرة الفلانية وأن له موعداً الليلة - مثلاً - مع مناضلين لتدبير عملية مقاومة، ..الخ
وهو حتى إذا شارك فعلياً في المقاومة فلن يتورع عن إفشاء أسرارها حباً بإظهار ذاته غير حاسب للعواقب الوخيمة وراء ذلك.
إن هذا السلوك يعبر عن ضعف ومركب نقص نفسي لدى صاحب النمط الغريزي الذي تنعدم عنده أدنى حدود السرية، ومعروف أن السرية هي أهم عناصر العمل النضالي ولا يمكنها أن تعيش في قلب واحد يملأه حب البروز.
د - الانتماء العفوي :
كون صاحب النمط الغريزي يتفاعل بدافع العاطفة لا العقل، فإن انتماءه للمقاومة لا يكون إلا انتماء عفوياً، بمعنى أنه انتماء غير خاضع لدراسة العقل والتمحيص وإيمان الروح، فتكون نفسيته قلقة وشخصيته متقلبة وانتماؤه التنظيمي غير ثابت حيث قد يعرض لموقف عاطفي (من صداقة وميل نفسي ونحوه) شبيه بالموقف الذي جعله ينتمي لتنظيم معين وسرعان ما يغير موقعه وينتمي لتنظيم آخر، وهذا عنصر غاية في الإرباك للعمل السري ومقومات التنظيم، ويعرض التنظيمات للانكشاف واضطراب الخطط.
هـ - الجبن وعدم الثبات :
صاحب النمط الغريزي عُرضةٌ للتأثير الشديد بالانفعالات والأحداث المفاجئة وهو لا يتقن التصرف في الكثير من الأحوال ويميز الخوف الشديد سلوكه وتصرفاته، فإن رأى في الحراسة ظل الأشجار ظنها أشباحاً تتحرك، وربما أطلق الرصاص، وربما أصاب أخاً له خارجاً لقضاء حاجة.
إنه شخص مرتجف وضعيف مستلب لخيالات الخطر وأوهامه النابعة من داخله.
إنه إنسان تبعي منقاد لغرائزه نراه سلساً متجاوباً مع ضابط المخابرات أثناء التحقيق، ضعيفاً مرتعداً أمام التعذيب وليس بوسعه أن يخفي شيئاً مهما صغر.
إن الإنسان الغريزي يتصف باليأس والانفلاش، وهو مظهري السلوك متقلب عديم المبادرة، يتقدم الناس في مواطن الراحة ويتراجع في مواطن الخطر
ومؤكد بعد ذلك أن هذه الصفات إن وجدت في شخص ما فإنها تحكم عليه بالتفكك والميوعة وان ظهرت في مجموعة فإنها تحكم عليها بالفناء، وإذا تفشت في المجتمع صار ملعباً للذل والهوان والخسران.
فحذاري أخواني من (((المناضل الغريزي))) فسيسقط ويسقطكم
بهذا ننهي محور اسباب الانهيار خلال التحقيق , أراكم غدا في محور جديد ألا وهو: الإعتقال
لنقف في الحلقة الخامسة: أسباب الانهيار خلال التحقيق(3)
هذه الحلقة المكملة للحلقة الثالثة والرابعة, لتكون نهاية محورنا حول أهم أسباب إنهيارخلال التحقيق.
فنختتم بسبب لا يقل أهمية عن سابقيه وهو: النمط الغريزي في السلوك الإنساني.
كما لاحظتم منذ بداية السلسلة انعطفنا كثيرا إلى التنظيم الذي يؤطر المناضل, لما له علاقة بمدى صمود هذا الأخير, فالتنظيم الناجع يفرز مناضلين ناجحين وأكثر صمود خلال التحقيق.
لكن اليوم نعود للمناضل _ المعتقل_ فشخصية هذا الأخير لها دور كذالك في صموده, ليس هذا فقط بل تؤثر على التنظيم نفسه.
نعم أخواني فليس في كلامي تناقض, المناضل أيضا يؤثر على التنظيم كما يؤثر الأخير على الأول, فميزة التأثير متبادلة وطبعا أما تكون سلبية أو إيجابية,
وسننتقل معا بين أهم صفات وخصائص صاحب النمط الغريزي, التي إن إجتمعت في شخصية المعتقل فإن إمكانية إنهياره خلال التحقيق مرتفعة جدا:
في الصورة المرافقة تعريف مبسط للنمط الغريزي. ولكي لا نسقط في تبسيط غير وافي نقلت لكم هنا أهم خصائص هذا النمط:
أ - ضعف الدافع:
إذا أراد إنسان ما أن يصل إلى هدف معين فإنه أولاً يحتاج إلى دافع يكبر في قلبه ويشد من عزيمته ويدفعه لتحمل الآلام والمشقات والسير في الصعاب للوصول إلى الهدف, ويكون الدافع عادة أسمى من الحفاظ على الذات، فيندفع المرء لتحقيق هدفه السامي منشغلاً كل الانشغال عن حاجات جسده وغير عابئ بما يعتريه من جراح ونكبات ومن جوع وآلام وغير منتظر مكافأة ، وغير مدفوع بترهيب وترغيب.
إن الدافع هو الإيمان وهو العقيدة لأنها تغرس المحرك في النفس البشرية .
= بدون دافع قوي لن يصمد المعتقل.
ب - السلوك الغريزي :
ينحصر تفكير الانسان ذي النمط الغريزي في إشباع حاجاته من أكل وشرب ونوم ولباس وأشباع حاجته الجنسية .
وهو يستجيب للأحداث استجابة تلبي إشباع هذه الحاجات .
بحيث أن كل فعل يصدر عنه ينتظر مردوداً يكافئ فيه هذا الفعل بما يتحقق مع هذه الحاجات .
ولذلك فإن استجابته لا تنبع من عملية عقلية وبمعنى آخر فهو منفعل بالأحداث لا فاعل فيها إذ تكون ردود أفعاله عاطفية ومتأثرة إلى أبعد الحدود ويكون سريع التوتر، سريع الهدوء، ويكاد لا يصلح لمواجهة الأحداث الجسام والمآزق الخطرة.
ج - حب البروز :
إحدى الصفات الأساسية لصاحب النمط الغريزي هي اهتمامه بأن يعرف الآخرون بأنه إنسان ذو شأن ومكانة عالية تميزه عن غيره لذلك فإننا نراه يميل إلى نسج واختراع حكايات كاذبة يبدو فيها بطلاً كأن يدعي أنه ناضل في المكان الفلاني وألقي زجاجة حارقة في اليوم الفلاني وكان عنصر فعال في المظاهرة الفلانية وأن له موعداً الليلة - مثلاً - مع مناضلين لتدبير عملية مقاومة، ..الخ
وهو حتى إذا شارك فعلياً في المقاومة فلن يتورع عن إفشاء أسرارها حباً بإظهار ذاته غير حاسب للعواقب الوخيمة وراء ذلك.
إن هذا السلوك يعبر عن ضعف ومركب نقص نفسي لدى صاحب النمط الغريزي الذي تنعدم عنده أدنى حدود السرية، ومعروف أن السرية هي أهم عناصر العمل النضالي ولا يمكنها أن تعيش في قلب واحد يملأه حب البروز.
د - الانتماء العفوي :
كون صاحب النمط الغريزي يتفاعل بدافع العاطفة لا العقل، فإن انتماءه للمقاومة لا يكون إلا انتماء عفوياً، بمعنى أنه انتماء غير خاضع لدراسة العقل والتمحيص وإيمان الروح، فتكون نفسيته قلقة وشخصيته متقلبة وانتماؤه التنظيمي غير ثابت حيث قد يعرض لموقف عاطفي (من صداقة وميل نفسي ونحوه) شبيه بالموقف الذي جعله ينتمي لتنظيم معين وسرعان ما يغير موقعه وينتمي لتنظيم آخر، وهذا عنصر غاية في الإرباك للعمل السري ومقومات التنظيم، ويعرض التنظيمات للانكشاف واضطراب الخطط.
هـ - الجبن وعدم الثبات :
صاحب النمط الغريزي عُرضةٌ للتأثير الشديد بالانفعالات والأحداث المفاجئة وهو لا يتقن التصرف في الكثير من الأحوال ويميز الخوف الشديد سلوكه وتصرفاته، فإن رأى في الحراسة ظل الأشجار ظنها أشباحاً تتحرك، وربما أطلق الرصاص، وربما أصاب أخاً له خارجاً لقضاء حاجة.
إنه شخص مرتجف وضعيف مستلب لخيالات الخطر وأوهامه النابعة من داخله.
إنه إنسان تبعي منقاد لغرائزه نراه سلساً متجاوباً مع ضابط المخابرات أثناء التحقيق، ضعيفاً مرتعداً أمام التعذيب وليس بوسعه أن يخفي شيئاً مهما صغر.
إن الإنسان الغريزي يتصف باليأس والانفلاش، وهو مظهري السلوك متقلب عديم المبادرة، يتقدم الناس في مواطن الراحة ويتراجع في مواطن الخطر
ومؤكد بعد ذلك أن هذه الصفات إن وجدت في شخص ما فإنها تحكم عليه بالتفكك والميوعة وان ظهرت في مجموعة فإنها تحكم عليها بالفناء، وإذا تفشت في المجتمع صار ملعباً للذل والهوان والخسران.
فحذاري أخواني من (((المناضل الغريزي))) فسيسقط ويسقطكم
بهذا ننهي محور اسباب الانهيار خلال التحقيق , أراكم غدا في محور جديد ألا وهو: الإعتقال
هشاشة البناء التنظيمي سبب الانهيار في التحقيق
ونواصل في حلقتنا الرابعة _ في الجزء الثاني _ أسباب الإنهيار في التحقيق, والذي سنتطرق فيه لسبب جد مهم وهو هشاشة البناء التنظيمي _ أنظر الصورة_ وفي السطور التالية سنشرح ثلات أشكال تنظيمية ومدى هشاشة كل واحدة بتدريج, موضوعنا اليوم طويل شيئ ما وذالك لما تحمل كل جملة من أهمية:
أولاً - التنظيم العفوي :
يقتضي العمل المناضل ضد الاحتلال وجود شكل راقٍ من أشكال التنظيم السري المحكم الذي من شأنه الصمود في وجه العدو وأمام أذرعته الأخطبوطية الأمنية، غير أن التنظيم العفوي يبدو في هذا السياق أضعف أشكال التنظيم فهو لا يعتمد على عقلية تأسيسية واعية، ولا يبحث عن كفاءات، ولا ينتخب كوادره بعناية، ولا يراعي القيام بعمليات إعداد مستفيض أو مرحلة تأهيلية. إنه بكلمة أخرى تنظيم قائم باعتباره شبكة علاقات اجتماعية لأشخاص معينين، وهو تنظيم يفتقر للأطر والقنوات ووجود هيئات محددة تتواصل بطرق تنظيمية ثابتة ومدروسة لا بل إنه تجمع مكشوف بوسع أي واحد أن ينتسب إليه ببساطة وغالباً ما يكون إطاره مقتصراً على الأصدقاء والأقارب والمعارف وأبناء المنطقة الواحدة وقد لا يتعداها بالإضافة إلى أنه رابطة لا ينتظمها فكر يجمع أعضاءً هو من الأمثلة البارزة على هكذا تنظيم التجمعات الأسرية وروابط القرى والمدن والعائلات.
إننا نتحدث هنا عن شكل تنظيمي لا يمكنه أن يتحمل متطلبات العمل النضالي وجانبه السري خاصة.
لكن الانفلاش التنظيمي الذي حصل في واقع الساحة الفلسطينية أدى إلى انفراط بعض الأشكال التنظيمية الأخرى وتحولها إلى شكل عفوي من التنظيم. ولعله من نافل القول أن أسوأ الميزات كالثرثرة وانعدام السرية والوصولية والانتهازية واستغلال التنظيم لمآرب خاصة ستنخر عظم أي تنظيم مهما بلغت درجة قوته وشعبيته، حين يسمح لهذا الشكل التنظيمي أن يحتوي مجمل نشاطاته.
وفيما يلي أحد الأمثلة المأخوذة من واقع النضال الفلسطيني وتدل على مخاطر التنظيم العفوي:
في بداية عام1985 كانت مجموعة من الشباب تعمل تحت اسم تنظيم ما في أحد مخيمات فلسطين، وكانت هذه المجموعة تقوم بمهمات إعلامية وتحريضية وسياسية وعسكرية وكان أغلب سكان المخيم يتحسسون وجود هذه المجموعة وفي منتصف شهرحزيران1985، في ساعة متأخرة من الليل، تقدم رجل ملثم بكوفية وطرق باب أحد هؤلاء الفتية وناداه باسمه - خالد؟
- نعم أنا خالد ماذا تريد؟
- أريد الحديث معك لخمسة دقائق
قال الرجل الملثم وتابع:
- أنت لا تعرفني يا خالد.. أنا المسؤول العسكري عن تنظيمكم في كامل قطاع غزة وقد سمعنا عن نشاطاتكم وسعدنا بهذه النشاطات لذلك قررت قيادة الحركة الاتصال بكم مباشرة لمعرفة حاجياتكم من الأسلحة وتبديل الأسلحة القديمة ومساعدتكم بأموال من أجل العمل.
- فأجابه خالد : لايوجد عندنا أسلحة
- قال الغريب: إذن سوف نحضر لكم أسلحة جديدة،
وسأل خالداً عن أفضل الشباب من أصدقائه في المجموعة الذين يعتمد عليهم في التنظيم.
- فأجابه خالد على الفور: فلان وفلان وفلان
وسأله الرجل الملثم عن أسماء المشكوك فيهم من قبل المجموعة._لعرفة أسماء المستعربين وجواسيس الصهاينة التي حرقت ورقتهم_
ورتب معه لقاء آخر وبعدها أبلغ خالد أصدقاءه بما حدث وكان الجميع سعداء لأن علاقتهم مع القيادة ستكون مباشرة منذ تلك اللحظة ولكن وبعد عدة أسابيع حصل ما لم يكن متوقعاً ففي إحدى ليالي شهر نوفمبر "تشرين ثاني" كان جميع أعضاء المجموعة في أقبية التعذيب الصهيونية ... !
لقد كان الرجل الملثم ضابط مخابرات والبقية معروفة.
ويجدر أن نوضح أنه حتى لو لم تجر حادثة مشابهة لمثالنا السابق فإنه يكفي ضابط المخابرات الصهيوني أن يسأل من هم أصدقاء فلان؟ومن هم المقربون له؟ ومن هم أقرباؤه؟ وبقليل من التحري يستطيع اختراق التنظيم العفوي.
ثانيا - التنظيم الهرمي :
يعتبر التنظيم الهرمي أكثر الأشكال التنظيمية شيوعاً وقدماً وهو شكل أفضل وأكثر تطوراً من التنظيم العفوي.
يتألف التنظيم الهرمي من مجموعات من الخلايا وتتكون الخلية الواحدة من ثلاثة إلى خمسة أشخاص يقودها أمين سر. ويؤلف أمناء سر الخلايا خلية أعلى قد تسمى لجنة منطقة ويؤلف أمناء سر المناطق خلية أعلى قد تشكل قيادة للإقليم وقيادات الأقاليم المختلفة تؤلف القيادة العليا للتنظيم وهذا الشكل هو أبسط أشكال التنظيم الهرمي وإنما سمي بالهرمي كونه يشبه شكل الهرم في التراتب التنظيمي.
إن نظرة إلى تجارب العمل بهذا الشكل من التنظيم تظهر إن الكثير منها قد لاقى الفشل والكشف السريع من جانب المخابرات وهذا يرجع إلى عدة سلبيات لعل أهمها.
1 - إن شروط السرية للعمل التنظيمي والوقاية من سهولة الوقوع في يد المخابرات تقتضي إن يعرف عضو التنظيم اقل قدر من الأعضاء. ولكن في التنظيم الهرمي فإن أمين سر الخلية أو المنطقة يعرف جميع الأعضاء الأدنى منه مرتبة تنظيمية ويعرف أمناء سر الخلايا أو المناطق الأخرى بالإضافة لمعرفته بالشخص الأعلى منه تنظيمياً (عنصر الاتصال) فماذا لو اعتقل هذا الشخص؟أو ماذا يحدث لو اعتقل أحد القيادات العليا في التنظيم؟
2 - المركزية في التنظيم الهرمي طاغية على العلاقات بين الهيئات والأفراد حيث أن الأوامر تعطى من الأعلى إلى الأسفل ولا مجال لأفراد التنظيم العاديين أن يؤثروا في عمل التنظيم بمبادراتهم واقتراحاتهم وهذا يحد من فاعلية عمل التنظيم ، خاصة إذا تعرضت قيادة التنظيم للاعتقال، أو حيل بينها وبين الاتصال بالمراتب التنظيمية الدنيا حيث لا مجال للمبادرة بين أفراد التنظيم في هذه الحالة.
3 - يصعب على التنظيم الهرمي في حال وقوع خطر ما أو تعرضه لمأزق أمني أن يغير شكله، أو أن يبدل مخططاته بشكل سريع وذلك لثلاثة أسباب
أ - رسوخ واقع الاتصال الثابت (عدم وجود قنوات تبادلية وأشخاص مؤهلين لذلك) .
ب - ثبات شكل العلاقة التنظيمية والرتبة التنظيمية واعتمادها بشكل مطلق على مبادرات الهيئات العليا.
ج - اعتماد هذا التنظيم على خطة تنظيمية وبرنامج يضبط العمل في فترات طويلة نسبية، وخضوعه لأوقات اتصال محددة ومتباعدة بين القيادات والكوادر التنظيمية الأدنى.
4 - إمكانية كشف التنظيم بسهولة نسبية، فيما لو حاولت المخابرات تقمص دور القيادة أو مبعوثها كما حدث في مثال (خالد) .
5 - عدم قدرة قيادة التنظيم على الحصول على تقارير دقيقة تتعلق بالوضع التنظيمي، حيث لا مجال لاتصال أعضاء الخلايا مثلاً مع القيادات العليا وعدم قدرتها على استطلاع أوضاع التنظيم الدقيقة واعتمادها لذلك على الكوادر المتصلة بها مباشرة مما يقوي عنصر الشللية والفساد والنزعة العشائرية والمناطقية .
6 - إمكانية قيام العدو بزرع عميل يتدرج تنظيمياً حتى يصل مواقع حساسة في جسم التنظيم.
ثالثاً - التنظيم الحلقي الشريطي
أُعتُمد هذا الشكل التنظيمي في مجال محدود وضيق في الأرض المحتلة، ويعتبر أرقى من الشكل الهرمي وأكثر نجاعة منه في العمل النضالي السري ولكنه ليس النموذج الأمثل.
يظهر من اسم التنظيم أنه يقوم على مجموعة حلقات متصلة ببعضها بشكل سلسلة، وكل حلقة تتصل بحلقتين اثنتين فقط ونوضحها كما يلي:
يقوم الشخص أ بالاتصال بالشخص ب وهذا بدوره يتصل بالشخص ج وهكذا دواليك.
ويلاحظ أن الشخص أ لا يعرف الشخص ج والشخص ب يعرف الشخصين أ و ج ولكنه لا يعرف الشخص د... وهكذا.
إن أهم ميزة إيجابية لهذا الشكل التنظيمي هو أنه غير معرض للاعتقالات ذات الطابع الجماعي على عكس الأشكال السابق ذكرها. فإذا اعتقل عنصر ينتمي إلى تنظيم حلقي فان الاستجواب يركز على معرفة جوابين من هو مسؤولك؟- من هو العنصر الذي تتصل به؟ولذلك فإن عنصر الوقت لا يكون في صالح العدو وإنما في صالح التنظيم الذي سوف يتنبه قبل فوات الأوان وسيكون لديه الوقت الكافي لاتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة.
ومما لا شك فيه أن صمود المعتقل في التحقيق أمام التعذيب لا يكسب التنظيم الحلقي الوقت للتصرف فحسب، بل يقطع خيط محاولة التوصل إلى معرفة أعضاء التنظيم كله منذ البداية وبذلك لا يتحقق سوى اعتقال شخص واحد إننا إذ نرى فشل هذه النماذج في الأشكال التنظيمية السابقة فإننا باحتياج إلى تطوير شكل تنظيمي جديد وهي الحلقة المفقودة بما ينسجم مع متطلبات المرحلة .
نراكم في حلقة القادمة في سبب أخر لانهيار المناضل في التحقيق, وهذا السبب قد يكون واضحا لكم تلمحونه في تصرفات بعض مناضلينا لأسف أو من يدعي النضال. ألا وهو النمط الغريزي في السلوك الإنساني
أولاً - التنظيم العفوي :
يقتضي العمل المناضل ضد الاحتلال وجود شكل راقٍ من أشكال التنظيم السري المحكم الذي من شأنه الصمود في وجه العدو وأمام أذرعته الأخطبوطية الأمنية، غير أن التنظيم العفوي يبدو في هذا السياق أضعف أشكال التنظيم فهو لا يعتمد على عقلية تأسيسية واعية، ولا يبحث عن كفاءات، ولا ينتخب كوادره بعناية، ولا يراعي القيام بعمليات إعداد مستفيض أو مرحلة تأهيلية. إنه بكلمة أخرى تنظيم قائم باعتباره شبكة علاقات اجتماعية لأشخاص معينين، وهو تنظيم يفتقر للأطر والقنوات ووجود هيئات محددة تتواصل بطرق تنظيمية ثابتة ومدروسة لا بل إنه تجمع مكشوف بوسع أي واحد أن ينتسب إليه ببساطة وغالباً ما يكون إطاره مقتصراً على الأصدقاء والأقارب والمعارف وأبناء المنطقة الواحدة وقد لا يتعداها بالإضافة إلى أنه رابطة لا ينتظمها فكر يجمع أعضاءً هو من الأمثلة البارزة على هكذا تنظيم التجمعات الأسرية وروابط القرى والمدن والعائلات.
إننا نتحدث هنا عن شكل تنظيمي لا يمكنه أن يتحمل متطلبات العمل النضالي وجانبه السري خاصة.
لكن الانفلاش التنظيمي الذي حصل في واقع الساحة الفلسطينية أدى إلى انفراط بعض الأشكال التنظيمية الأخرى وتحولها إلى شكل عفوي من التنظيم. ولعله من نافل القول أن أسوأ الميزات كالثرثرة وانعدام السرية والوصولية والانتهازية واستغلال التنظيم لمآرب خاصة ستنخر عظم أي تنظيم مهما بلغت درجة قوته وشعبيته، حين يسمح لهذا الشكل التنظيمي أن يحتوي مجمل نشاطاته.
وفيما يلي أحد الأمثلة المأخوذة من واقع النضال الفلسطيني وتدل على مخاطر التنظيم العفوي:
في بداية عام1985 كانت مجموعة من الشباب تعمل تحت اسم تنظيم ما في أحد مخيمات فلسطين، وكانت هذه المجموعة تقوم بمهمات إعلامية وتحريضية وسياسية وعسكرية وكان أغلب سكان المخيم يتحسسون وجود هذه المجموعة وفي منتصف شهرحزيران1985، في ساعة متأخرة من الليل، تقدم رجل ملثم بكوفية وطرق باب أحد هؤلاء الفتية وناداه باسمه - خالد؟
- نعم أنا خالد ماذا تريد؟
- أريد الحديث معك لخمسة دقائق
قال الرجل الملثم وتابع:
- أنت لا تعرفني يا خالد.. أنا المسؤول العسكري عن تنظيمكم في كامل قطاع غزة وقد سمعنا عن نشاطاتكم وسعدنا بهذه النشاطات لذلك قررت قيادة الحركة الاتصال بكم مباشرة لمعرفة حاجياتكم من الأسلحة وتبديل الأسلحة القديمة ومساعدتكم بأموال من أجل العمل.
- فأجابه خالد : لايوجد عندنا أسلحة
- قال الغريب: إذن سوف نحضر لكم أسلحة جديدة،
وسأل خالداً عن أفضل الشباب من أصدقائه في المجموعة الذين يعتمد عليهم في التنظيم.
- فأجابه خالد على الفور: فلان وفلان وفلان
وسأله الرجل الملثم عن أسماء المشكوك فيهم من قبل المجموعة._لعرفة أسماء المستعربين وجواسيس الصهاينة التي حرقت ورقتهم_
ورتب معه لقاء آخر وبعدها أبلغ خالد أصدقاءه بما حدث وكان الجميع سعداء لأن علاقتهم مع القيادة ستكون مباشرة منذ تلك اللحظة ولكن وبعد عدة أسابيع حصل ما لم يكن متوقعاً ففي إحدى ليالي شهر نوفمبر "تشرين ثاني" كان جميع أعضاء المجموعة في أقبية التعذيب الصهيونية ... !
لقد كان الرجل الملثم ضابط مخابرات والبقية معروفة.
ويجدر أن نوضح أنه حتى لو لم تجر حادثة مشابهة لمثالنا السابق فإنه يكفي ضابط المخابرات الصهيوني أن يسأل من هم أصدقاء فلان؟ومن هم المقربون له؟ ومن هم أقرباؤه؟ وبقليل من التحري يستطيع اختراق التنظيم العفوي.
ثانيا - التنظيم الهرمي :
يعتبر التنظيم الهرمي أكثر الأشكال التنظيمية شيوعاً وقدماً وهو شكل أفضل وأكثر تطوراً من التنظيم العفوي.
يتألف التنظيم الهرمي من مجموعات من الخلايا وتتكون الخلية الواحدة من ثلاثة إلى خمسة أشخاص يقودها أمين سر. ويؤلف أمناء سر الخلايا خلية أعلى قد تسمى لجنة منطقة ويؤلف أمناء سر المناطق خلية أعلى قد تشكل قيادة للإقليم وقيادات الأقاليم المختلفة تؤلف القيادة العليا للتنظيم وهذا الشكل هو أبسط أشكال التنظيم الهرمي وإنما سمي بالهرمي كونه يشبه شكل الهرم في التراتب التنظيمي.
إن نظرة إلى تجارب العمل بهذا الشكل من التنظيم تظهر إن الكثير منها قد لاقى الفشل والكشف السريع من جانب المخابرات وهذا يرجع إلى عدة سلبيات لعل أهمها.
1 - إن شروط السرية للعمل التنظيمي والوقاية من سهولة الوقوع في يد المخابرات تقتضي إن يعرف عضو التنظيم اقل قدر من الأعضاء. ولكن في التنظيم الهرمي فإن أمين سر الخلية أو المنطقة يعرف جميع الأعضاء الأدنى منه مرتبة تنظيمية ويعرف أمناء سر الخلايا أو المناطق الأخرى بالإضافة لمعرفته بالشخص الأعلى منه تنظيمياً (عنصر الاتصال) فماذا لو اعتقل هذا الشخص؟أو ماذا يحدث لو اعتقل أحد القيادات العليا في التنظيم؟
2 - المركزية في التنظيم الهرمي طاغية على العلاقات بين الهيئات والأفراد حيث أن الأوامر تعطى من الأعلى إلى الأسفل ولا مجال لأفراد التنظيم العاديين أن يؤثروا في عمل التنظيم بمبادراتهم واقتراحاتهم وهذا يحد من فاعلية عمل التنظيم ، خاصة إذا تعرضت قيادة التنظيم للاعتقال، أو حيل بينها وبين الاتصال بالمراتب التنظيمية الدنيا حيث لا مجال للمبادرة بين أفراد التنظيم في هذه الحالة.
3 - يصعب على التنظيم الهرمي في حال وقوع خطر ما أو تعرضه لمأزق أمني أن يغير شكله، أو أن يبدل مخططاته بشكل سريع وذلك لثلاثة أسباب
أ - رسوخ واقع الاتصال الثابت (عدم وجود قنوات تبادلية وأشخاص مؤهلين لذلك) .
ب - ثبات شكل العلاقة التنظيمية والرتبة التنظيمية واعتمادها بشكل مطلق على مبادرات الهيئات العليا.
ج - اعتماد هذا التنظيم على خطة تنظيمية وبرنامج يضبط العمل في فترات طويلة نسبية، وخضوعه لأوقات اتصال محددة ومتباعدة بين القيادات والكوادر التنظيمية الأدنى.
4 - إمكانية كشف التنظيم بسهولة نسبية، فيما لو حاولت المخابرات تقمص دور القيادة أو مبعوثها كما حدث في مثال (خالد) .
5 - عدم قدرة قيادة التنظيم على الحصول على تقارير دقيقة تتعلق بالوضع التنظيمي، حيث لا مجال لاتصال أعضاء الخلايا مثلاً مع القيادات العليا وعدم قدرتها على استطلاع أوضاع التنظيم الدقيقة واعتمادها لذلك على الكوادر المتصلة بها مباشرة مما يقوي عنصر الشللية والفساد والنزعة العشائرية والمناطقية .
6 - إمكانية قيام العدو بزرع عميل يتدرج تنظيمياً حتى يصل مواقع حساسة في جسم التنظيم.
ثالثاً - التنظيم الحلقي الشريطي
أُعتُمد هذا الشكل التنظيمي في مجال محدود وضيق في الأرض المحتلة، ويعتبر أرقى من الشكل الهرمي وأكثر نجاعة منه في العمل النضالي السري ولكنه ليس النموذج الأمثل.
يظهر من اسم التنظيم أنه يقوم على مجموعة حلقات متصلة ببعضها بشكل سلسلة، وكل حلقة تتصل بحلقتين اثنتين فقط ونوضحها كما يلي:
يقوم الشخص أ بالاتصال بالشخص ب وهذا بدوره يتصل بالشخص ج وهكذا دواليك.
ويلاحظ أن الشخص أ لا يعرف الشخص ج والشخص ب يعرف الشخصين أ و ج ولكنه لا يعرف الشخص د... وهكذا.
إن أهم ميزة إيجابية لهذا الشكل التنظيمي هو أنه غير معرض للاعتقالات ذات الطابع الجماعي على عكس الأشكال السابق ذكرها. فإذا اعتقل عنصر ينتمي إلى تنظيم حلقي فان الاستجواب يركز على معرفة جوابين من هو مسؤولك؟- من هو العنصر الذي تتصل به؟ولذلك فإن عنصر الوقت لا يكون في صالح العدو وإنما في صالح التنظيم الذي سوف يتنبه قبل فوات الأوان وسيكون لديه الوقت الكافي لاتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة.
ومما لا شك فيه أن صمود المعتقل في التحقيق أمام التعذيب لا يكسب التنظيم الحلقي الوقت للتصرف فحسب، بل يقطع خيط محاولة التوصل إلى معرفة أعضاء التنظيم كله منذ البداية وبذلك لا يتحقق سوى اعتقال شخص واحد إننا إذ نرى فشل هذه النماذج في الأشكال التنظيمية السابقة فإننا باحتياج إلى تطوير شكل تنظيمي جديد وهي الحلقة المفقودة بما ينسجم مع متطلبات المرحلة .
نراكم في حلقة القادمة في سبب أخر لانهيار المناضل في التحقيق, وهذا السبب قد يكون واضحا لكم تلمحونه في تصرفات بعض مناضلينا لأسف أو من يدعي النضال. ألا وهو النمط الغريزي في السلوك الإنساني
النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام"
النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام"
الفصل الأول
المبادئ التنظيمية
المادة الأولى :
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي الأساسي لمنظمتنا. إن سيادة نظام المركزية الديمقراطية يؤدي إلى بناء منظمة حديدية صلبة من جهة ومتدفقة الحيوية من جهة أخرى, في بنيانها الداخلي وفي علاقتها مع الجماهير. ويقود هذا المبدأ إلى توفير شروط بناء وحدة الإرادة ووحدة الفكر ووحدة الممارسة داخل المنظمة من أجل إنجاز مهماتها الثورية العظيمة. ويتطلب سيادة هذا المبدأ انضباطا موحدا لكافة أعضاء المنظمة :-1-انضباط الأعضاء للمنظمة,-2- انضباط الأقلية للأغلبية,-3-انضباط الهيئات الدنيا للهيئات العليا,-4- انضباط المنظمة للقيادة.
إن الجمع الجدلي والخلاق بين المركزية, التي تؤدي إلى توفير بناء صلب ومتماسك للمنظمة وبلورة سياساتها في الواقع الملموس, والديمقراطية التي تفتح مجال المبادرة والخلق والانتقاد داخل المنظمة, يشكل إحدى الشروط الحاسمة لبناء طليعة بروليتارية متماسكة ومتدفقة الحيوية. إن هذا الجمع ينبغي أن يسود علاقات المنظمة بتنظيماتها شبه الجماهيرية والجماهيرية مما يؤدي إلى غرس جذورها الجماهيرية وتطوير ممارستها وسياساتها باضطراد.
المادة الثانية :
يشكل مبدأ القيادة الجماعية إحدى الشروط الحيوية لسيادة نظام المركزية الديمقراطية, ويفترض ذلك محاربة كافة أشكال تسلط الفرد وتجاوز إرادة المنظمة وأجهزتها الجماعية. ولا يلغي هذا المبدأ مسؤولية الأفراد في تنفيذ القرارات والمحاسبة عليها.
المادة الثالثة :
إن مبدأ الانضباط البروليتاري هو إحدى الشروط اللازمة لبناء الطليعة البروليتارية المنظمة وقيادة الثورة. الانضباط الصارم بالنسبة لكافة الأعضاء وعلى كافة المستويات. إن هذا المبدأ لا يقوم على كبت طاقات أعضاء المنظمة وتكبيلها, بل يرمي إلى توفير منظمة حديدية متراصة من جهة ومتدفقة الحيوية من جهة أخرى.
المادة الرابعة :
يشكل مبدأ النقد والنقد الذاتي أهم الأسلحة في تطوير خط المنظمة وممارستها. إن ممارسة النقد والنقد الذاتي من طرف جميع أعضاء المنظمة يؤدي إلى صقل عناصرالطليعة وبلترتهم بشكل صارم وتصفية كافة رواسب الممارسة والإيديولوجية البرجوازية والإقطاعية وأشكالها المختلفة لدى الأعضاء. إن ممارسة النقد والنقد الذاتي فرديا وجماعيا, داخليا وأمام الجماهير يسهم في بناء الطليعة البروليتارية وتوسيع وتعميق روابطها بالجماهير وتطوير خطها وممارستها وتنشئة شيوعيين طليعيين يجسدون الإنسان الجديد.
المادة الخامسة :
إن بناء التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية التي تؤطر المناضلين القاعديين الملتفين حول الخط السياسي للمنظمة وإيديولوجيتها البروليتارية ,يشكل مبدأ تنظيميا عظيم الأهمية, وتجسد هذه التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية الروابط المتماسكة للمنظمة بالمنظمات الجماهيرية وبعامة جماهير البروليتاريا والجماهير الكادحة. وهي تشكل بذلك سلاحا فعالا في عملية بناء حزب البروليتاريا الماركسي-اللينيني ,وتربية مناضلين جدد, وتوسيع نطاق العمل الدعائي والتحريضي والعمل داخل المنظمات الجماهيرية, والربط بين أشكال العمل السري والعلني وبين الأشكال الشرعية واللاشرعية.
وتخضع هذه التنظيمات في علاقاتها بالمنظمة لمبدأ المركزية الديمقراطية, ويتطلب ذلك من كافة هيئات وأعضاء المنظمة إنشاء هذه التنظيمات والاعتناء بها بصورة بالغة, ووضع ذلك في مقدمة مهامهم اليومية.
المادة السادسة :
يتطلب التطبيق الحي لهذه المبادئ توفير الشروط الخمس التالية :
1. تدعيم الطابع البروليتاري للمنظمة ورفدها بالعناصر الطليعية الصلبة من العمال والفلاحين الفقراء والمتوسطين, وتثقيفهم تثقيفا نظريا عاليا, وتطوير مبادراتهم وفتح فرص الاحتراف الثوري أمامهم بالدرجة الأولى, وإعطائهم الأولوية في تحمل المسؤوليات داخل المنظمة, وذلك من خلال العمل على غرس جذور المنظمة في صفوف البروليتاريا والفلاحين ومجموع الجماهير الكادحة وتعزيز مضمونها الطبقي باضطراد.
2. التثقيف النظري الشديد والعمل المتواصل على دراسة الماركسية-اللينينية وروحها الحية, واكتساب القدرة على استعمالها كأداة للتحليل الملموس, والنضال ضد كافة أشكال الإيديولوجية البرجوازية والإقطاعية والاستعمارية الجديدة, وأشكال الجمود العقائدي والتجريبية والانتقائية وبصورة خاصة التحريفية المعاصرة.
3. التطبيق المتواصل لسياسات المنظمة وخططها المرسومة وتصفية أشكال الممارسات الليبيرالية والذاتية والانعزالية.
4.الإعتناء بالتنظيمات الثورية شبه الجماهيرية والجماهيرية وتطويرها وتمتينها بشكل دائم وإحكام روابط المنظمة معها.
5.التطهير المستمر للمنظمة والحفاظ الدؤوب على نقاوتها الثورية وذلك بنبذ العناصر المتفسخة والمرتدة والمنحلة والعديمة الحيوية,وتعويضهم بالعناصر المتوتبة وتجديد دماء المنظمة باستمرار.
الفصل الثاني
العضوية
المادة السابعة :
يحق لأي مواطن مغربي لا يقل عمره عن 17 سنة من العمال والفلاحين والشبيبة الثورية وسائر العناصر الشيوعية المخلصة ذكرا كان أو أنثى أن يكون عضوا في المنظمة, إذا هو استعد للالتزام بخطها الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي والانخراط عضوا فعالا في إحدى تنظيماتها وممارسة خطها السياسي بحماس, واستعد للتضحيات العالية التي يتطلبها انتصار الثورة, وقبل بنظامها الداخلي وأداء اشتراكه المالي.
المادة الثامنة :
يتم التحاق الأعضاء المرشحين بالمنظمة بصورة فردية بعد تربيتهم ومراقبة ممارساتهم داخل الخلايا المرشحة, ويتم الالتحاق بقرار من لجنة الفرع أو اللجنة المحلية.
إن الخلايا المرشحة هي وسيلة الاستقطاب داخل المنظمة. ويتم تربية الأعضاء المرشحين داخل الخلايا المرشحة على الممارسة البروليتارية وعلى استيعاب خط المنظمة ونظامها الداخلي والتمكن من جوهر الماركسية-اللينينية حتى يكونوا أعضاءا فعالين فور التحاقهم بالمنظمة.
المادة التاسعة :
يجب على عضو المنظمة تأدية الواجبات التالية:
1. أن يطبق بشكل دائم خط المنظمة الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي ويناضل بأشد حزم ضد كافة ألوان وأشكال الانتهازية اليمينية أو "اليسارية".
2. أن يستعد لخوض كافة أشكال النضال وبذل كامل التضحيات التي يتطلبها انتصار الثورة.
3. أن ينضبط في إطار المنظمة ويحارب جميع أشكال خرق الانضباط للمنظمة وتخريب وحدتها وتماسكها, وأن يحرص أشد الحرص على أمنها ويخبر بالمؤامرات التي تحاك ضدها من طرف الأعداء والخصوم من أي نوع كانوا.
4. أن يمارس النقد والنقد الذاتي بصورة إيجابية ويطهر تفكيره وممارسته من كافة رواسب الإيديولوجيات الإقطاعية والاستعمارية والبرجوازية.
5. أن يثابر بصورة دائمة على استيعاب جوهر الماركسية-اللينينية وإسهامات ماوتسي تونغ ودروس النضالات الأممية, ويعمق استيعابه للمفهوم البروليتاري للعالم ويحارب المفهوم البرجوازي.
6. أن يدافع عن خط المنظمة ويعمل على تطويره والدعاية له في وسط الجماهير وتوسيع نفوذها وتدعيم صفوفها والعمل على كسب أنصار جدد والعمل على تطوير تنظيماتها شبه الجماهيرية والجماهيرية.
7. أن يخلص للجماهير ولقضيتها وينصت لآرائها ويتعلم منها.
8. أن يتحلى بالأخلاق البروليتارية في علاقات المنظمة الداخلية أو مع الجماهير ومع كل الثوريين والديمقراطيين, وأن يجسد الإنسان الجديد في ممارسته اليومية.
9. أن يربط جميع قضايا الثورة المغربية بالثورة العربية ويدافع عنها بصورة دائمة.
10. أن يلتزم بالأممية البروليتارية والتأييد الحار لقضايا البروليتاريا العالمية والشعوب المضطهدة والتحرر الوطني.
11. أن يؤدي اشتراكه المالي ويساهم في تطوير مالية المنظمة ويحافظ على تجهيزاتها.
المادة العاشرة :
يحق لعضو المنظمة ممارسة الحقوق التالية :
1. حق الترشيح لكافة المسؤوليات من جميع المستويات داخل المنظمة في نطاق مقتضيات النظام الداخلي.
2. حق التصويت في نطاق مقتضيات النظام الداخلي.
3. الإسهام في بناء خط المنظمة ورسم سياساتها وشعاراتها طبقا للأشكال المحددة.
4. حق النقد وإبداء آرائه شفاهيا وكتابيا في كافة خط المنظمة وشعاراتها وهيئاتها وأعضائها بغض النظر عن مسؤولياتهم, وذلك عبر الطرق المشروعة. كما يحق له المطالبة بإجراء المحاكمات التنظيمية والمحاسبات ضد أي كان من أعضاء المنظمة.
الفصل الرابع
الهيئات المركزية
المادة الثالثة عشرة :
المؤتمر الوطني العام
1. المؤتمر الوطني العام هو أعلى سلطة في المنظمة, إذ يجسد الإرادة العليا لكافة أعضاء المنظمة. ويدعى المؤتمر الوطني العام للانعقاد مرة كل خمس سنوات من طرف اللجنة المركزية للمنظمة, التي يحق لها تأجيله, وتتحمل مسؤولية قرارها أمام المؤتمر حين انعقاده, كما يحق لها عقد المؤتمرات الاستثنائية. ويتم اتخاذ قرار التأجيل أو عقده استثنائيا بأغلبية الثلثين.
2. يقوم المؤتمر الوطني العام برسم الخط السياسي للمنظمة والبث في جميع القضايا المرتبطة به, وتعديل وإقرار النظام الداخلي بما في ذلك حل المنظمة, ومحاسبة اللجنة المركزية وانتخاب اللجنة المركزية الجديدة.
3. ينتخب المؤتمر في جلسته الأولى لجنة لتسيير أعماله.
4. تحدد اللجنة المركزية عدد مندوبي المؤتمر, ولا يحق الترشيح كمندوب في المؤتمر إلا للأعضاء العاملين الذين قضوا أكثر من سنة في عضوية المنظمة, وينبغي على اللجنة المركزية أن تطرح الوثائق الأساسية التي تقترحها للمؤتمر شهرين على الأقل قبل موعد انعقاده.
المادة الرابعة عشرة :
اللجنة المركزية
1. اللجنة المركزية هي أعلى سلطة في المنظمة ما بين مؤتمرين, وتقوم اللجنة المركزية بتطبيق مقررات المؤتمر ورسم سياسة المنظمة والإشراف على سيرها على كافة المستويات.
2. ينتخب المؤتمر اللجنة المركزية بالاقتراع السري بعد أن يحدد عدد أعضائها, وينتخب بجانبهم أعضاء مرشحين لا يتجاوز عددهم ثلث اللجنة المركزية يحلون محل الأعضاء الدائمين الذين يتعذر عليهم متابعة مهامهم كأعضاء في اللجنة المركزية, ويحق لهم حضور اجتماعاتها الدورية والاستثنائية إذا قام المكتب السياسي باستدعائهم. ولا يحق إلا للمندوبين الذين أمضوا أكثر من سنتين فقط الترشيح لعضوية اللجنة المركزية.
3. تعقد اللجنة المركزية اجتماعات دورية أو اجتماعات استثنائية باستدعاء من المكتب السياسي أو ثلث أعضائها الدائمين. ويحق لها فصل أي من أعضائها بأغلبية الثلثين.
4. تنشئ اللجنة المركزية لجانا لتسيير شتى واجبات عمل المنظمة يشرف عليها المكتب السياسي.
المادة الخامسة عشرة :
المكتب السياسي
1. المكتب السياسي هو قيادة المنظمة بين اجتماعي اللجنة المركزية, يشرف على تطبيق مقرراتها ومقررات المؤتمر الوطني العام, وعلى ضمان القيادة السياسية اليومية للمنظمة على جميع المستويات ,وتكوين الأطر والعلاقات الخارجية. ويحق له استدعاء اللجنة المركزية للاجتماعات الاستثنائية أو تأجيل اجتماعاتها الدورية.
2. تنتخب اللجنة المركزية المكتب السياسي, وتقوم بتحديد عدد أعضائه ومحاسبته وتعديل تركيبه بإقالة بعض أعضائه أو إقالته كليا.
3. يجتمع المكتب السياسي دوريا وفي الظروف الطارئة بطلب من أي عضو من أعضائه.
المادة السادسة عشرة :
المجلس الوطني العام
يحق للجنة المركزية في حالة تعذر انعقاد المؤتمر الوطني العام عقد مجلس وطني عام يضم بالإضافة إليها وأعضائها المرشحين, أعضاء لجان الفروع وأمناء وممثلي اللجان المحلية وأعضاء مختلف هيئات المنظمة, ويملك هذا المجلس كافة صلاحيات المؤتمر الوطني العام.
الفصل الخامس
المنظمات الفرعية والمحلية والقاعدية
المادة السابعة عشرة :
1. تتكون المنظمات الفرعية والمحلية والقاعدية من منظمة الفرع والمنظمة المحلية والخلية. وتضم منظمة الفرع عدة منظمات محلية, وتتشكل المنظمة المحلية من خليتين فأكثر, وتشكل لجنة الفرع قيادة المنظمة الفرعية واللجنة المحلية قيادة المنظمة المحلية, ويتم تعيينها في مؤتمر الفرع أو مؤتمر المنظمة المحلية.
2. تقوم المؤتمرات الفرعية والمحلية بتحديد سياسة الفرع أو السياسة المحلية على ضوء الخط السياسي للمنظمة المحدد من قبل المؤتمر الوطني العام واللجنة المركزية ومكتبها السياسي على ضوء واقع المجال الذي تناضل فيه. وتعقد هذه المؤتمرات بشكل دوري مرة كل سنتين على مستوى منظمة الفرع أو على مستوى المنظمة المحلية باستدعاء من لجنة الفرع أو اللجنة المحلية.
ويحق لهما تأجيل هذه المؤتمرات أو دعوتها للانعقاد بشكل استثنائي.
3. تشرف اللجنة المركزية ومكتبها السياسي على عقد مؤتمرات لجان الفروع والمنظمات المحلية, وتقدم فيها هذه الأخيرة تقارير عن نشاطها ويتم محاسبتها.
المادة الثامنة عشرة :
يحق للجنة المركزية أو مكتبها السياسي بمصادقة اللجنة المركزية في أية ظروف, توقيف الفرع أو اللجنة المحلية عن أداء نشاطها وتعويضها بأخرى أو إبدال أي عضو من أعضائها, على أن يتم ذلك بتعميم تفسيري ينشر على عموم المنظمة. ويحاسب المؤتمر اللجنة المركزية على قراراتها في هذا المجال.
المادة التاسعة عشرة :
1. لجنة الفرع هي قيادة المنظمة الفرعية. وتقوم لجنة الفرع بالإشراف على تطبيق مقررات المؤتمر الوطني العام واللجنة المركزية والمكتب السياسي ومؤتمر الفرع وببلورة الخط السياسي للمنظمة والإشراف على تطبيقه على صعيد الفرع والمجالات المسؤولة عليها.
2. تقدم لجنة الفرع تقارير دورية عن عملها للمكتب السياسي الذي يشكل الهيئة القيادية المسؤولة مباشرة عن نشاطاتها. ويحق له إبطال مفعول جميع قراراتها.
3. يشكل عضو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية المسؤول عنها أمينا لها, وتنتخب أمينا لها من بين أعضائها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة العشرين :
1. اللجنة المحلية هي قيادة المنظمة المحلية, وتشرف على تطبيق مقررات الهيئات المركزية ولجنة الفرع والمؤتمر المحلي في مجال نضالها.
2. تقوم اللجان المحلية بإنشاء الخلايا وتنظيم عملها والسهر على تنفيذ مهماتها الجماهيرية والتنظيمية وتكوين الأطر وقيادة نضالات الجماهير محليا, وتأسيس وتدعيم التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية والجماهيرية.
3. ترفع اللجان المحلية تقارير دورية عن نشاطها إلى لجنة الفرع, ويحق للجنة الفرع توقيف تنفيذ قراراتها وإبطال مفعولها بمصادقة المكتب السياسي.
4. يقوم المسؤول عن اللجنة المحلية بدور أمينها, وتنتخب أمينا لها من بين أعضائها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة الحادية والعشرين :
الخلية
1. هي المنظمة القاعدية الأساسية داخل المنظمة, فهي التي تقوم بتنفيذ المهام المباشرة داخل الجماهير وتجسد العلاقة العضوية بين المنظمة والبروليتاريا والجماهير الكادحة, وتقوم بتنفيذ سياسات المنظمة وشعاراتها مع الجماهير وقيادة نضالاتها, كما تقوم بإنشاء وتطوير التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية والسهر على تصليبها وتحسين عملها باستمرار. وإنشاء ثوريين جدد والنضال داخل المنظمات الجماهيرية وتطويرها. وتقوم بالدعاية والتحريض ودراسة الماركسية-اللينينية والتجارب الأممية والثورة العربية, وبتطوير وتمتين الانضباط البروليتاري والإخلاص الشيوعي وزرع الحيوية وروح العمل الخلاق داخل المنظمة.
2. على جميع الهيئات القيادية المركزية والفرعية والمحلية السهر بصورة أساسية على إنشاء خلايا المنظمة في المراكز البروليتارية ومواقع الصدام وفي جميع مجالات التواجد الجماهيري (المعامل, المناجم, الأحياء الشعبية, الضيعات, الدواوير والقرى والمدارس والكليات ...) وعلى تنظيم ممارستها وتصليبها سياسيا وإيديولوجيا وشحنها باستمرار بالروح الثورية حتى تشكل أداة فعالة في تنفيذ خط المنظمة وتطويره باضطراد.
3. ترفع الخلايا تقارير دورية عن نشاطها إلى اللجنة المحلية أو لجنة الفرع.
4. يشكل عضو اللجنة المحلية أمين الخلية, وتنتخب أمينا لها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة الثانية والعشرين :
الخلية المرشحة
1. تقوم الخلية المرشحة بجميع مهام الخلية ما عدا حق الترشيح والتصويت, وتهدف إلى خلق وتربية شيوعيين متمرسين صالحين للانضمام إلى عضوية المنظمة والاندماج في الطليعة البروليتارية.
2. تتكون الخلايا المرشحة من المناضلين المتقدمين داخل التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية.
3. يجب على أعضاء المنظمة أن يسدوا عناية بالغة للخلايا المرشحة حتى تتمكن من تربية شيوعيين جدد من صفوف البروليتاريا والفلاحين وسائر العناصر الشريفة والمخلصة لقضية انتصار الثورة البروليتارية.
4. تقرر الخلية أو الجهاز القيادي المباشر تمكين الخلية المرشحة حسب الظروف من الاطلاع على كامل حياة المنظمة الداخلية والإسهام فيها كليا أو جزئيا.
المادة الثالثة والعشرين :
الأمناء
يقوم أمناء مختلف اللجان والخلايا بالإشراف على مراقبة تطبيق قراراتها وتنظيم وتنسيق مهامها ونشاطاتها وعلاقاتها مع مختلف هيئات المنظمة. ويحق لهم استدعاءها للاجتماعات الاستثنائية في الظروف الطارئة كما يحق لهم اتخاذ المبادرات في حالة تعذر اجتماعاتها على أن تتم المحاسبة عليها في الظروف العادية.
الفصل السادس
المالية
المادة الرابعة والعشرين :
1. يشكل تطوير مالية المنظمة إحدى الواجهات الأساسية على عاتق جميع الأعضاء. وينبغي على أعضاء المنظمة بجانب أداء اشتراكاتهم المالية بشكل منتظم تطوير الموارد المالية للمنظمة التي تكتسي أهمية بالغة.
2. تعتمد الموارد المالية للمنظمة على اشتراكات الأعضاء والأعضاء المرشحين وتبرعات المناضلين والعاطفين والأصدقاء والمشاريع المالية. ويمكن للمكتب السياسي في الظروف الصعبة أن يفرض واجبات مالية إضافية على الأعضاء.
3. يتم تأدية الاشتراكات المالية بالنسبة لأعضاء المنظمة والأعضاء المرشحين حسب السلم التالي :
المدخول الشهري من 300د فأقل . . . . . . . . . . 3 %
المدخول الشهري من 300د إلى 500د . . . . . . . 5 %
المدخول الشهري من 500د إلى 700د . . . . . . . 7 %
المدخول الشهري من 700د إلى 1000د . . . . . . . 10 %
وبالنسبة للأعضاء الذين يزيد مدخولهم عن 1000 درهم عليهم أن يدفعوا 10 % مقابل 1000 درهم و50 % عن الباقي. وبالنسبة للتعويضات توزع على شهور السنة وينطبق عليها السلم المذكور أعلاه.
الفصل السابع
أحكام عامة
المادة الخامسة والعشرين :
1. جميع القرارات تتخذ بواسطة التصويت بالأغلبية بعد الإقناع الديمقراطي, وفي حالة تعادل الأصوات يرجح صوت الأمين.
2. يحق لأية هيئة تنظيمية من أي مستوى وضع لائحة داخلية تفصيلية على هدي هذا النظام الداخلي لتنظيم عملها, على أن يصادق عليها المكتب السياسي.
3. للمكتب السياسي وحده الحق في تفسير هذا النظام الداخلي والبث في الخلافات التي قد تنشأ عن ذلك.
المادة السادسة والعشرين :
1. للمؤتمر وحده الحق في تعديل هذا النظام الداخلي أو تغييره.
2. يحق للجنة المركزية تجميد العمل بأي فصل أو مادة أو فقرة من فصول ومواد وفقرات هذا النظام الداخلي, على أن تخبر عموم المنظمة بذلك في تعميم عام, وتتحمل مسؤولية ذلك أمام المؤتمر الوطني العام.
3. على جميع أعضاء المنظمة العمل على سيادة هذا النظام الداخلي وتطبيقه بأكبر عزم وأشد إخلاص وبصورة خلاقة على جميع الأوضاع الملموسة للمنظمة وللبلاد, وذلك من أجل توفير منظمة ثورية طليعية صلبة وراسخة جماهيريا تكون النواة الصلبة لحزب البروليتاريا العظيم.
أكتوبر 1974
الفصل الأول
المبادئ التنظيمية
المادة الأولى :
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي الأساسي لمنظمتنا. إن سيادة نظام المركزية الديمقراطية يؤدي إلى بناء منظمة حديدية صلبة من جهة ومتدفقة الحيوية من جهة أخرى, في بنيانها الداخلي وفي علاقتها مع الجماهير. ويقود هذا المبدأ إلى توفير شروط بناء وحدة الإرادة ووحدة الفكر ووحدة الممارسة داخل المنظمة من أجل إنجاز مهماتها الثورية العظيمة. ويتطلب سيادة هذا المبدأ انضباطا موحدا لكافة أعضاء المنظمة :-1-انضباط الأعضاء للمنظمة,-2- انضباط الأقلية للأغلبية,-3-انضباط الهيئات الدنيا للهيئات العليا,-4- انضباط المنظمة للقيادة.
إن الجمع الجدلي والخلاق بين المركزية, التي تؤدي إلى توفير بناء صلب ومتماسك للمنظمة وبلورة سياساتها في الواقع الملموس, والديمقراطية التي تفتح مجال المبادرة والخلق والانتقاد داخل المنظمة, يشكل إحدى الشروط الحاسمة لبناء طليعة بروليتارية متماسكة ومتدفقة الحيوية. إن هذا الجمع ينبغي أن يسود علاقات المنظمة بتنظيماتها شبه الجماهيرية والجماهيرية مما يؤدي إلى غرس جذورها الجماهيرية وتطوير ممارستها وسياساتها باضطراد.
المادة الثانية :
يشكل مبدأ القيادة الجماعية إحدى الشروط الحيوية لسيادة نظام المركزية الديمقراطية, ويفترض ذلك محاربة كافة أشكال تسلط الفرد وتجاوز إرادة المنظمة وأجهزتها الجماعية. ولا يلغي هذا المبدأ مسؤولية الأفراد في تنفيذ القرارات والمحاسبة عليها.
المادة الثالثة :
إن مبدأ الانضباط البروليتاري هو إحدى الشروط اللازمة لبناء الطليعة البروليتارية المنظمة وقيادة الثورة. الانضباط الصارم بالنسبة لكافة الأعضاء وعلى كافة المستويات. إن هذا المبدأ لا يقوم على كبت طاقات أعضاء المنظمة وتكبيلها, بل يرمي إلى توفير منظمة حديدية متراصة من جهة ومتدفقة الحيوية من جهة أخرى.
المادة الرابعة :
يشكل مبدأ النقد والنقد الذاتي أهم الأسلحة في تطوير خط المنظمة وممارستها. إن ممارسة النقد والنقد الذاتي من طرف جميع أعضاء المنظمة يؤدي إلى صقل عناصرالطليعة وبلترتهم بشكل صارم وتصفية كافة رواسب الممارسة والإيديولوجية البرجوازية والإقطاعية وأشكالها المختلفة لدى الأعضاء. إن ممارسة النقد والنقد الذاتي فرديا وجماعيا, داخليا وأمام الجماهير يسهم في بناء الطليعة البروليتارية وتوسيع وتعميق روابطها بالجماهير وتطوير خطها وممارستها وتنشئة شيوعيين طليعيين يجسدون الإنسان الجديد.
المادة الخامسة :
إن بناء التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية التي تؤطر المناضلين القاعديين الملتفين حول الخط السياسي للمنظمة وإيديولوجيتها البروليتارية ,يشكل مبدأ تنظيميا عظيم الأهمية, وتجسد هذه التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية الروابط المتماسكة للمنظمة بالمنظمات الجماهيرية وبعامة جماهير البروليتاريا والجماهير الكادحة. وهي تشكل بذلك سلاحا فعالا في عملية بناء حزب البروليتاريا الماركسي-اللينيني ,وتربية مناضلين جدد, وتوسيع نطاق العمل الدعائي والتحريضي والعمل داخل المنظمات الجماهيرية, والربط بين أشكال العمل السري والعلني وبين الأشكال الشرعية واللاشرعية.
وتخضع هذه التنظيمات في علاقاتها بالمنظمة لمبدأ المركزية الديمقراطية, ويتطلب ذلك من كافة هيئات وأعضاء المنظمة إنشاء هذه التنظيمات والاعتناء بها بصورة بالغة, ووضع ذلك في مقدمة مهامهم اليومية.
المادة السادسة :
يتطلب التطبيق الحي لهذه المبادئ توفير الشروط الخمس التالية :
1. تدعيم الطابع البروليتاري للمنظمة ورفدها بالعناصر الطليعية الصلبة من العمال والفلاحين الفقراء والمتوسطين, وتثقيفهم تثقيفا نظريا عاليا, وتطوير مبادراتهم وفتح فرص الاحتراف الثوري أمامهم بالدرجة الأولى, وإعطائهم الأولوية في تحمل المسؤوليات داخل المنظمة, وذلك من خلال العمل على غرس جذور المنظمة في صفوف البروليتاريا والفلاحين ومجموع الجماهير الكادحة وتعزيز مضمونها الطبقي باضطراد.
2. التثقيف النظري الشديد والعمل المتواصل على دراسة الماركسية-اللينينية وروحها الحية, واكتساب القدرة على استعمالها كأداة للتحليل الملموس, والنضال ضد كافة أشكال الإيديولوجية البرجوازية والإقطاعية والاستعمارية الجديدة, وأشكال الجمود العقائدي والتجريبية والانتقائية وبصورة خاصة التحريفية المعاصرة.
3. التطبيق المتواصل لسياسات المنظمة وخططها المرسومة وتصفية أشكال الممارسات الليبيرالية والذاتية والانعزالية.
4.الإعتناء بالتنظيمات الثورية شبه الجماهيرية والجماهيرية وتطويرها وتمتينها بشكل دائم وإحكام روابط المنظمة معها.
5.التطهير المستمر للمنظمة والحفاظ الدؤوب على نقاوتها الثورية وذلك بنبذ العناصر المتفسخة والمرتدة والمنحلة والعديمة الحيوية,وتعويضهم بالعناصر المتوتبة وتجديد دماء المنظمة باستمرار.
الفصل الثاني
العضوية
المادة السابعة :
يحق لأي مواطن مغربي لا يقل عمره عن 17 سنة من العمال والفلاحين والشبيبة الثورية وسائر العناصر الشيوعية المخلصة ذكرا كان أو أنثى أن يكون عضوا في المنظمة, إذا هو استعد للالتزام بخطها الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي والانخراط عضوا فعالا في إحدى تنظيماتها وممارسة خطها السياسي بحماس, واستعد للتضحيات العالية التي يتطلبها انتصار الثورة, وقبل بنظامها الداخلي وأداء اشتراكه المالي.
المادة الثامنة :
يتم التحاق الأعضاء المرشحين بالمنظمة بصورة فردية بعد تربيتهم ومراقبة ممارساتهم داخل الخلايا المرشحة, ويتم الالتحاق بقرار من لجنة الفرع أو اللجنة المحلية.
إن الخلايا المرشحة هي وسيلة الاستقطاب داخل المنظمة. ويتم تربية الأعضاء المرشحين داخل الخلايا المرشحة على الممارسة البروليتارية وعلى استيعاب خط المنظمة ونظامها الداخلي والتمكن من جوهر الماركسية-اللينينية حتى يكونوا أعضاءا فعالين فور التحاقهم بالمنظمة.
المادة التاسعة :
يجب على عضو المنظمة تأدية الواجبات التالية:
1. أن يطبق بشكل دائم خط المنظمة الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي ويناضل بأشد حزم ضد كافة ألوان وأشكال الانتهازية اليمينية أو "اليسارية".
2. أن يستعد لخوض كافة أشكال النضال وبذل كامل التضحيات التي يتطلبها انتصار الثورة.
3. أن ينضبط في إطار المنظمة ويحارب جميع أشكال خرق الانضباط للمنظمة وتخريب وحدتها وتماسكها, وأن يحرص أشد الحرص على أمنها ويخبر بالمؤامرات التي تحاك ضدها من طرف الأعداء والخصوم من أي نوع كانوا.
4. أن يمارس النقد والنقد الذاتي بصورة إيجابية ويطهر تفكيره وممارسته من كافة رواسب الإيديولوجيات الإقطاعية والاستعمارية والبرجوازية.
5. أن يثابر بصورة دائمة على استيعاب جوهر الماركسية-اللينينية وإسهامات ماوتسي تونغ ودروس النضالات الأممية, ويعمق استيعابه للمفهوم البروليتاري للعالم ويحارب المفهوم البرجوازي.
6. أن يدافع عن خط المنظمة ويعمل على تطويره والدعاية له في وسط الجماهير وتوسيع نفوذها وتدعيم صفوفها والعمل على كسب أنصار جدد والعمل على تطوير تنظيماتها شبه الجماهيرية والجماهيرية.
7. أن يخلص للجماهير ولقضيتها وينصت لآرائها ويتعلم منها.
8. أن يتحلى بالأخلاق البروليتارية في علاقات المنظمة الداخلية أو مع الجماهير ومع كل الثوريين والديمقراطيين, وأن يجسد الإنسان الجديد في ممارسته اليومية.
9. أن يربط جميع قضايا الثورة المغربية بالثورة العربية ويدافع عنها بصورة دائمة.
10. أن يلتزم بالأممية البروليتارية والتأييد الحار لقضايا البروليتاريا العالمية والشعوب المضطهدة والتحرر الوطني.
11. أن يؤدي اشتراكه المالي ويساهم في تطوير مالية المنظمة ويحافظ على تجهيزاتها.
المادة العاشرة :
يحق لعضو المنظمة ممارسة الحقوق التالية :
1. حق الترشيح لكافة المسؤوليات من جميع المستويات داخل المنظمة في نطاق مقتضيات النظام الداخلي.
2. حق التصويت في نطاق مقتضيات النظام الداخلي.
3. الإسهام في بناء خط المنظمة ورسم سياساتها وشعاراتها طبقا للأشكال المحددة.
4. حق النقد وإبداء آرائه شفاهيا وكتابيا في كافة خط المنظمة وشعاراتها وهيئاتها وأعضائها بغض النظر عن مسؤولياتهم, وذلك عبر الطرق المشروعة. كما يحق له المطالبة بإجراء المحاكمات التنظيمية والمحاسبات ضد أي كان من أعضاء المنظمة.
الفصل الرابع
الهيئات المركزية
المادة الثالثة عشرة :
المؤتمر الوطني العام
1. المؤتمر الوطني العام هو أعلى سلطة في المنظمة, إذ يجسد الإرادة العليا لكافة أعضاء المنظمة. ويدعى المؤتمر الوطني العام للانعقاد مرة كل خمس سنوات من طرف اللجنة المركزية للمنظمة, التي يحق لها تأجيله, وتتحمل مسؤولية قرارها أمام المؤتمر حين انعقاده, كما يحق لها عقد المؤتمرات الاستثنائية. ويتم اتخاذ قرار التأجيل أو عقده استثنائيا بأغلبية الثلثين.
2. يقوم المؤتمر الوطني العام برسم الخط السياسي للمنظمة والبث في جميع القضايا المرتبطة به, وتعديل وإقرار النظام الداخلي بما في ذلك حل المنظمة, ومحاسبة اللجنة المركزية وانتخاب اللجنة المركزية الجديدة.
3. ينتخب المؤتمر في جلسته الأولى لجنة لتسيير أعماله.
4. تحدد اللجنة المركزية عدد مندوبي المؤتمر, ولا يحق الترشيح كمندوب في المؤتمر إلا للأعضاء العاملين الذين قضوا أكثر من سنة في عضوية المنظمة, وينبغي على اللجنة المركزية أن تطرح الوثائق الأساسية التي تقترحها للمؤتمر شهرين على الأقل قبل موعد انعقاده.
المادة الرابعة عشرة :
اللجنة المركزية
1. اللجنة المركزية هي أعلى سلطة في المنظمة ما بين مؤتمرين, وتقوم اللجنة المركزية بتطبيق مقررات المؤتمر ورسم سياسة المنظمة والإشراف على سيرها على كافة المستويات.
2. ينتخب المؤتمر اللجنة المركزية بالاقتراع السري بعد أن يحدد عدد أعضائها, وينتخب بجانبهم أعضاء مرشحين لا يتجاوز عددهم ثلث اللجنة المركزية يحلون محل الأعضاء الدائمين الذين يتعذر عليهم متابعة مهامهم كأعضاء في اللجنة المركزية, ويحق لهم حضور اجتماعاتها الدورية والاستثنائية إذا قام المكتب السياسي باستدعائهم. ولا يحق إلا للمندوبين الذين أمضوا أكثر من سنتين فقط الترشيح لعضوية اللجنة المركزية.
3. تعقد اللجنة المركزية اجتماعات دورية أو اجتماعات استثنائية باستدعاء من المكتب السياسي أو ثلث أعضائها الدائمين. ويحق لها فصل أي من أعضائها بأغلبية الثلثين.
4. تنشئ اللجنة المركزية لجانا لتسيير شتى واجبات عمل المنظمة يشرف عليها المكتب السياسي.
المادة الخامسة عشرة :
المكتب السياسي
1. المكتب السياسي هو قيادة المنظمة بين اجتماعي اللجنة المركزية, يشرف على تطبيق مقرراتها ومقررات المؤتمر الوطني العام, وعلى ضمان القيادة السياسية اليومية للمنظمة على جميع المستويات ,وتكوين الأطر والعلاقات الخارجية. ويحق له استدعاء اللجنة المركزية للاجتماعات الاستثنائية أو تأجيل اجتماعاتها الدورية.
2. تنتخب اللجنة المركزية المكتب السياسي, وتقوم بتحديد عدد أعضائه ومحاسبته وتعديل تركيبه بإقالة بعض أعضائه أو إقالته كليا.
3. يجتمع المكتب السياسي دوريا وفي الظروف الطارئة بطلب من أي عضو من أعضائه.
المادة السادسة عشرة :
المجلس الوطني العام
يحق للجنة المركزية في حالة تعذر انعقاد المؤتمر الوطني العام عقد مجلس وطني عام يضم بالإضافة إليها وأعضائها المرشحين, أعضاء لجان الفروع وأمناء وممثلي اللجان المحلية وأعضاء مختلف هيئات المنظمة, ويملك هذا المجلس كافة صلاحيات المؤتمر الوطني العام.
الفصل الخامس
المنظمات الفرعية والمحلية والقاعدية
المادة السابعة عشرة :
1. تتكون المنظمات الفرعية والمحلية والقاعدية من منظمة الفرع والمنظمة المحلية والخلية. وتضم منظمة الفرع عدة منظمات محلية, وتتشكل المنظمة المحلية من خليتين فأكثر, وتشكل لجنة الفرع قيادة المنظمة الفرعية واللجنة المحلية قيادة المنظمة المحلية, ويتم تعيينها في مؤتمر الفرع أو مؤتمر المنظمة المحلية.
2. تقوم المؤتمرات الفرعية والمحلية بتحديد سياسة الفرع أو السياسة المحلية على ضوء الخط السياسي للمنظمة المحدد من قبل المؤتمر الوطني العام واللجنة المركزية ومكتبها السياسي على ضوء واقع المجال الذي تناضل فيه. وتعقد هذه المؤتمرات بشكل دوري مرة كل سنتين على مستوى منظمة الفرع أو على مستوى المنظمة المحلية باستدعاء من لجنة الفرع أو اللجنة المحلية.
ويحق لهما تأجيل هذه المؤتمرات أو دعوتها للانعقاد بشكل استثنائي.
3. تشرف اللجنة المركزية ومكتبها السياسي على عقد مؤتمرات لجان الفروع والمنظمات المحلية, وتقدم فيها هذه الأخيرة تقارير عن نشاطها ويتم محاسبتها.
المادة الثامنة عشرة :
يحق للجنة المركزية أو مكتبها السياسي بمصادقة اللجنة المركزية في أية ظروف, توقيف الفرع أو اللجنة المحلية عن أداء نشاطها وتعويضها بأخرى أو إبدال أي عضو من أعضائها, على أن يتم ذلك بتعميم تفسيري ينشر على عموم المنظمة. ويحاسب المؤتمر اللجنة المركزية على قراراتها في هذا المجال.
المادة التاسعة عشرة :
1. لجنة الفرع هي قيادة المنظمة الفرعية. وتقوم لجنة الفرع بالإشراف على تطبيق مقررات المؤتمر الوطني العام واللجنة المركزية والمكتب السياسي ومؤتمر الفرع وببلورة الخط السياسي للمنظمة والإشراف على تطبيقه على صعيد الفرع والمجالات المسؤولة عليها.
2. تقدم لجنة الفرع تقارير دورية عن عملها للمكتب السياسي الذي يشكل الهيئة القيادية المسؤولة مباشرة عن نشاطاتها. ويحق له إبطال مفعول جميع قراراتها.
3. يشكل عضو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية المسؤول عنها أمينا لها, وتنتخب أمينا لها من بين أعضائها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة العشرين :
1. اللجنة المحلية هي قيادة المنظمة المحلية, وتشرف على تطبيق مقررات الهيئات المركزية ولجنة الفرع والمؤتمر المحلي في مجال نضالها.
2. تقوم اللجان المحلية بإنشاء الخلايا وتنظيم عملها والسهر على تنفيذ مهماتها الجماهيرية والتنظيمية وتكوين الأطر وقيادة نضالات الجماهير محليا, وتأسيس وتدعيم التنظيمات الثورية شبه الجماهيرية والجماهيرية.
3. ترفع اللجان المحلية تقارير دورية عن نشاطها إلى لجنة الفرع, ويحق للجنة الفرع توقيف تنفيذ قراراتها وإبطال مفعولها بمصادقة المكتب السياسي.
4. يقوم المسؤول عن اللجنة المحلية بدور أمينها, وتنتخب أمينا لها من بين أعضائها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة الحادية والعشرين :
الخلية
1. هي المنظمة القاعدية الأساسية داخل المنظمة, فهي التي تقوم بتنفيذ المهام المباشرة داخل الجماهير وتجسد العلاقة العضوية بين المنظمة والبروليتاريا والجماهير الكادحة, وتقوم بتنفيذ سياسات المنظمة وشعاراتها مع الجماهير وقيادة نضالاتها, كما تقوم بإنشاء وتطوير التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية والسهر على تصليبها وتحسين عملها باستمرار. وإنشاء ثوريين جدد والنضال داخل المنظمات الجماهيرية وتطويرها. وتقوم بالدعاية والتحريض ودراسة الماركسية-اللينينية والتجارب الأممية والثورة العربية, وبتطوير وتمتين الانضباط البروليتاري والإخلاص الشيوعي وزرع الحيوية وروح العمل الخلاق داخل المنظمة.
2. على جميع الهيئات القيادية المركزية والفرعية والمحلية السهر بصورة أساسية على إنشاء خلايا المنظمة في المراكز البروليتارية ومواقع الصدام وفي جميع مجالات التواجد الجماهيري (المعامل, المناجم, الأحياء الشعبية, الضيعات, الدواوير والقرى والمدارس والكليات ...) وعلى تنظيم ممارستها وتصليبها سياسيا وإيديولوجيا وشحنها باستمرار بالروح الثورية حتى تشكل أداة فعالة في تنفيذ خط المنظمة وتطويره باضطراد.
3. ترفع الخلايا تقارير دورية عن نشاطها إلى اللجنة المحلية أو لجنة الفرع.
4. يشكل عضو اللجنة المحلية أمين الخلية, وتنتخب أمينا لها في حالة عدم توفر ذلك.
المادة الثانية والعشرين :
الخلية المرشحة
1. تقوم الخلية المرشحة بجميع مهام الخلية ما عدا حق الترشيح والتصويت, وتهدف إلى خلق وتربية شيوعيين متمرسين صالحين للانضمام إلى عضوية المنظمة والاندماج في الطليعة البروليتارية.
2. تتكون الخلايا المرشحة من المناضلين المتقدمين داخل التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية.
3. يجب على أعضاء المنظمة أن يسدوا عناية بالغة للخلايا المرشحة حتى تتمكن من تربية شيوعيين جدد من صفوف البروليتاريا والفلاحين وسائر العناصر الشريفة والمخلصة لقضية انتصار الثورة البروليتارية.
4. تقرر الخلية أو الجهاز القيادي المباشر تمكين الخلية المرشحة حسب الظروف من الاطلاع على كامل حياة المنظمة الداخلية والإسهام فيها كليا أو جزئيا.
المادة الثالثة والعشرين :
الأمناء
يقوم أمناء مختلف اللجان والخلايا بالإشراف على مراقبة تطبيق قراراتها وتنظيم وتنسيق مهامها ونشاطاتها وعلاقاتها مع مختلف هيئات المنظمة. ويحق لهم استدعاءها للاجتماعات الاستثنائية في الظروف الطارئة كما يحق لهم اتخاذ المبادرات في حالة تعذر اجتماعاتها على أن تتم المحاسبة عليها في الظروف العادية.
الفصل السادس
المالية
المادة الرابعة والعشرين :
1. يشكل تطوير مالية المنظمة إحدى الواجهات الأساسية على عاتق جميع الأعضاء. وينبغي على أعضاء المنظمة بجانب أداء اشتراكاتهم المالية بشكل منتظم تطوير الموارد المالية للمنظمة التي تكتسي أهمية بالغة.
2. تعتمد الموارد المالية للمنظمة على اشتراكات الأعضاء والأعضاء المرشحين وتبرعات المناضلين والعاطفين والأصدقاء والمشاريع المالية. ويمكن للمكتب السياسي في الظروف الصعبة أن يفرض واجبات مالية إضافية على الأعضاء.
3. يتم تأدية الاشتراكات المالية بالنسبة لأعضاء المنظمة والأعضاء المرشحين حسب السلم التالي :
المدخول الشهري من 300د فأقل . . . . . . . . . . 3 %
المدخول الشهري من 300د إلى 500د . . . . . . . 5 %
المدخول الشهري من 500د إلى 700د . . . . . . . 7 %
المدخول الشهري من 700د إلى 1000د . . . . . . . 10 %
وبالنسبة للأعضاء الذين يزيد مدخولهم عن 1000 درهم عليهم أن يدفعوا 10 % مقابل 1000 درهم و50 % عن الباقي. وبالنسبة للتعويضات توزع على شهور السنة وينطبق عليها السلم المذكور أعلاه.
الفصل السابع
أحكام عامة
المادة الخامسة والعشرين :
1. جميع القرارات تتخذ بواسطة التصويت بالأغلبية بعد الإقناع الديمقراطي, وفي حالة تعادل الأصوات يرجح صوت الأمين.
2. يحق لأية هيئة تنظيمية من أي مستوى وضع لائحة داخلية تفصيلية على هدي هذا النظام الداخلي لتنظيم عملها, على أن يصادق عليها المكتب السياسي.
3. للمكتب السياسي وحده الحق في تفسير هذا النظام الداخلي والبث في الخلافات التي قد تنشأ عن ذلك.
المادة السادسة والعشرين :
1. للمؤتمر وحده الحق في تعديل هذا النظام الداخلي أو تغييره.
2. يحق للجنة المركزية تجميد العمل بأي فصل أو مادة أو فقرة من فصول ومواد وفقرات هذا النظام الداخلي, على أن تخبر عموم المنظمة بذلك في تعميم عام, وتتحمل مسؤولية ذلك أمام المؤتمر الوطني العام.
3. على جميع أعضاء المنظمة العمل على سيادة هذا النظام الداخلي وتطبيقه بأكبر عزم وأشد إخلاص وبصورة خلاقة على جميع الأوضاع الملموسة للمنظمة وللبلاد, وذلك من أجل توفير منظمة ثورية طليعية صلبة وراسخة جماهيريا تكون النواة الصلبة لحزب البروليتاريا العظيم.
أكتوبر 1974